الضربة الأمیرکیة المنتظرة والمعتدلون العرب..!
لبنان قاطع قمة دمشق وعواصم المعتدلین العرب خفضت مستوى تمثیلها فیه الى الحد الأدنى وبعض هذه العواصم تمثلت بوزیر خارجیتها فی اجتماع الجامعة العربیة الذی سبق المؤتمر لتفاجیء المؤتمرین فی القمة بمندوب صغیر مهمته الأولى هی رفع العتب ولا أظن ان العتب قد رفع وما فی القلوب بقی فیها ولم یغادرها وربما تنبؤنا الأسابیع القادمة بالمستور فتظهر لنا ما حاول الجمیع إخفاءه لأن الإختلاف الخطیر فی المواقف جلیا کالشمس وأکبر من أن یغطى بغربال.
القى الرئیس السوری الدکتوربشارالاسد خطابا افتتاحیا جامعا ابتعد فیه عن الإساءة للدول العربیة صاحبة المواقف السلبیة من قمة دمشق ومن سوریا بشکل عام وترک الباب مفتوحا من أجل لم الشمل العربی من جدید ونحن نقول ان العرب سوف لا یلتمّون طالما ابقوا آذانهم مصغیة للطلبات الأمیرکیة کی لا نقول الأوامر وما دام هؤلاء المعتدلین یقابلون الأخطار المحیطة بالعرب والمسلمین بعیون مغمّضة وبقلوب باردة لا تمسها الحرارة الا حین تقترب الأخطار من کراسیهم .
لا بد للمراقب من أن یلمس العلاقة الوثیقة بین المحاولات الأمیرکیة المستمیتة التی مارستها من أجل تخریب قمة دمشق وما رافق هذه المحاولات من ضغط شدید على من أسمتهم أمیرکا بالمعتدلین العرب وبین النیة الأمیرکیة المبیتة لتوجیه ضربة عسکریة لمحور الممانعة العربی الإسلامی المتمثل فی ایران وسوریا و المقاومات العربیة والإسلامیة فی فلسطین ولبنان وفی العراق وأفغانستان. یبدو ان امیرکا ساقت عربها أمامها إما بالرضا وأما بالعصى بعد أن کشرت عن أنیابها استعدادا للضربة القریبة فمن المعلوم ان الوحوش تکشرعن انیابها قبل تنفیذ هجومها الغادرعلى ضحیتها کی ترهبها ولتتهیأ للإنقضاض وإبراز الأنیاب لا یضیرهذه الوحوش وافتضاح نیتها فی تنفیذ هجومها الوشیک لا یقلقها لأن قرار الوثوب على الضحیة اتخذ وبات أمرا لا رجوع عنه .
تزورنا فی هذه الأیام کوندولیزا رایس وزیرة الخارجیة الأمیرکیة وزارنا قبلها بوقت قصیر دیک تشینی نائب رئیس بلادها وقبله رئیس بلادها نفسه الذی سوف یکررالزیارة بعد شهرمن الآن تقریبا , جمیعهم یعشقون بلادنا..! ویدّعون حرصهم على ایجاد حل لقضیتنا المرکزیة فی فلسطین..! ثم یضعون الالغام فی جمیع الدروب التی قد توصل لذلک الحل یرید هؤلاء الأفّاکون تلیین ادمغتنا من أجل تهیئة الأجواء فی المنطقة للضربة الکبرى التی یستعدون لیل نهار لتوجیهها لجبهات الصمود العربیة والإسلامیة التی أتینا على ذکرها, أی من أجل الإبقاء على امتنا تحت عبائتهم ومن أجل تأمین الهیمنة المطلقة للکیان الصهیونی الغاصب على البلاد والعباد لکن ثقتنا کبیرة فی أحرار الأمة المقاومون والصامدون والممانعون المتسلحون بالایمان والمتوکلون على الله الذین یعدّون المفاجئات لهم والذین سوف یقلبون جمیع حسابات العدو ویردوه خائبا بعون الله .
( للکاتب والباحث الدکتور عمر عبد الهادی )
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS