العدو یحتجز العشرات من جثامین الشهداء الطاهرة خوفاً ورهبة
الإحتلال الإسرائیلی یحتجز العشرات من جثامین الشهداء الطاهرة خوفاً ورهبة
العلمی: ما یقوم به الإسرائیلیون تجاه الشهداء مخالف لأبسط القیم الإنسانیة والدینیة.
سلطات الإحتلال تسرق الأعضاء الداخلیة للشهداء للإنتفاع بها فی مستشفیاتها.
عندما یرتجل الشهداء إلى السماء وتنتقل أرواحهم الطاهرة إلى باریها، فهل یتبقى شیء من جثامینهم الطاهرة سوى أنها بحاجة إلى حفرة حتى تتحلل داخلها، قد یکون ذلک منطقیاً لأی عاقل، إلا أن هذا الأمر لیس کذلک لدى سلطات الإحتلال التی تخشى من إمکانیة نهوض الشهداء مرة أخرى لیقاوموا من جدید، فهی مازالت تحتجز وتأسر العشرات من جثامین الشهداء الفلسطینین والعرب والمسلمین، حیث إعتادت منذ سنوات طویلة على إحتجاز جثامین الشهداء والتنکیل بها، لتشفی غلیلها وحقدها وعنصریتها من هؤلاء الشهداء الأبطال المدافعین عن وطنهم وقضیتهم العادلة وهی بذلک تضرب بعرض الحائط کل المعاییر الدولیة والقیم الإنسانیة والقواعد الأخلاقیة دون أدنى إعتبار لمشاعر أسرهم وعائلاتهم، بل أنها تتحدى القیم الدینیة بشکل سافر والتی تقر بضرورة دفن الموتى فور إرتقاء الروح لباریها، فإکرام المیت دفنه.
وحول کیفیة إحتجاز سلطات الإحتلال لجثامین الشهداء، أوضح المحامی إیاد العلمی منسق الدائرة القانونیة فی المرکز الفلسطینی لحقوق الإنسان، أن سلطات الإحتلال تحتجز عشرات جثامین الشهداء منذ سنوات عدیدة وتتم عملیة الإحتجاز غالیاً بکیفیة واحدة، حیث تبادر قوات الإحتلال وفی معظم الأحیان إلى إحتجاز جثامین الشهداء الذین یسقطون خلال عملیات فدائیة.
وأشار العلمی إلى أن سلطات الإحتلال إعتادت منذ فترة إنتهاج أسلوب إحتجاز جثامین الشهداء الذی بدأته فی السبعینات خاصة بعد العملیة الإستشهادیة التی نفذها الشهید هشام حمد بتاریخ 11/11/1993 فی مدینة غزة.
فی السیاق نفسه کشف العلمی عن عدد من حالات إحتجاز جثامین الشهداء حیث إحتجزت سلطات الإحتلال جثة الشهید حسن عیسى عباس الذی إستشهد خلال مشارکته فی عملیة فدائیة بالقدس الغربیة بتاریخ 9/10/1994، کما إحتجزت جثة الشهید صلاح جادالله سالم الذی إستشهد بتاریخ 14/10/1994 إثر مشارکته فی عملیة إختطاف الجندی الإسرائیلی ناخشون فاکسیمان بتاریخ 9/10/1994، حیث إقتحمت قوات الإحتلال المنزل الذی کان یختبئ بداخله الفدائیون ویحتجزون الجندی الإسرائیلی فاکسمان، ونشبت معرکة حامیة الوطیس أسفرت عن إستشهاد الفدائی صلاح جاد الله سالم ومقتل الجندی ناخشون فاکسمان، وفی سابقة خطیرة مارستها سلطات الإحتلال الإسرائیلی رفضتت تسلیم جثمانی الشهیدین عباس وجاد الله، وربطت قرار تسلیمهما بالکشف عن مکان دفن الجندی الإسرائیلی إیلان سعدون، الذی کان قد إختطف فی وقت سابق على أیدی عناصر من حرکة حماس، مشیراً إلى أن المرکز الفلسطینی لحقوق الإنسان عندما توجه للمحکمة العلیا الإسرائیلیة بتسلیم جثمانی الشهیدین لإعتبارات أخلاقیة ودینیة، فإن المحکمة أصدرت بتاریخ 12/2/1995 قراراً یقضی برفض إعادة جثتی الشهیدین إلى حین الکشف عن مکان دفن الجندی الإسرائیلی إیلان سعدون، وفی تطور لاحق کشف النقاب فی أواخر تموز 1996 عن مکان دفن الجندی سعدون، ورغم ذلک لم تعد سلطات الإحتلال جثمانی الشهیدین لذویهم إلا بعد أن إنقضت ثلاثة أعوام من الإحتجاز.
وفی حالة أخرى إستشهد أربعة فدائیین بتاریخ 2/3/2000 خلال مواجهات مسلحة فی بلدة الطیبة داخل الخط الأخضر، حیث کان الشهداء الأربعة یتحصنون فی منزل مکون من طابقین عندما داهمتهم قوات الإحتلال بعد أن حاصرت المنزل، ثم دمرته بالصواریخ والقنابل فی أعقاب معرکة إستمرت طوال النهار أسفرت عن إستشهادهم وأوضح المحامی العلمی بهذا الشأن أن سلطات الإحتلال رفضت تسلیم جثامین الشهداء الأربعة وبعد إتصالات قانونیة أجراها المرکز الفلسطینی لحقوق الإنسان،وافقت سلطات الإحتلال على طلب إعادة جثمان الشهید نائل عواد فی حین رفضت إعادة جثامین الشهداء الأخرین وذلک بتاریخ 5/6/2000 وإشترطت من أجل إعادة الجثامین قیام الجهات الأمنیة الفلسطینیة بالحفاظ على الأمن وهو الأمر الذی یعنی عملیاً الإبتزاز والتسویف.
وفی نفس السیاق رصد المرکز الفلسطینی لحقوق الإنسان عدداً من جثامین الشهداء المحتجزة منذ عام 1973 وهم من جنسیات مختلفة کانوا یقاومون إلى جانب المقاومة الفلسطینیة ومنهم:
* جثمانان لیابانیان قتلا خلال عملیة مطار اللد الفدائیة فی أیار 1972.
* ثلاثة جثامین لشهداء سقطوا خلال عملیة الخالصة فی نیسان 1974 ( عراقی ولبنانی وفلسطینی).
* ثلاثة جثامین لشهداء فلسطینیین سقطوا خلال عملیة معلوت الفدائیة فی أذار 1994.
* جثمان لشهید إیرانی سقط خلال عملیة بیتسماحین عام 1979.
*ستة جثامین لشهداء سقطوا خلال عملیة سافوی فی أذار 1975.
* جثامین لشهداء سقطوا خلال عملیة الساحل الفدائیة فی أذار 1978 التی نفذتها حرکة فتح من بینهم الشهیدة دلال المغربی ویحیى سکاف.
* جثمانا الشهیدین عبد المجید أصلان ومهنا المؤید من سوریا سقطا خلال عملیة نهاریا فی نیسان 1979.
* خمسة جثامین لشهداء سقطوا خلال عملیة مسقاف فی نیسان عام 1980 منهم شهید باکستانی وأخر مصری.
* جثامین الشهداء الذین سقطوا خلال عملیة دیمونا الفدائیة فی أذار 1988 التی نفذتها حرکة فتح.
* کما توجد عشرات جثامین الشهداء الذین سقطوا خلال الإنتفاضات الفلسطینیة خلال الأعوام السابقة.
وقال العلمی أن المرکز الفلسطینی لحقوق الإنسان ناشد کافة المؤسسات الحکومیة والمنظمات الحقوقیة وجمیع الجهات المعنیة وأبناء الشعب الفلسطینی والشعوب العربیة لتزویده بأیة تفاصیل تساهم فی تغذیة قاعدة المعلومات التی یحتفظ بها المرکز حول ملف إحتجاز جثامین الشهداء لما لهذا الملف من أهمیة على الصعیدین الوطنی والإنسانی.
سرقة الأعضاء الداخلیة للشهداء
على صعید أخر یرى مراقبون أن سلطات الإحتلال عندما تحتجز جثامین الشهداء لاسیما شهداء إنتفاضة الأقصى فهی تقدم على هذه الخطوة من أجل إخفاء معالم وأثار جرائمها، حیث دلت الشواهد والحقائق على أن قوات الإحتلال تعمد إلى التنکیل بجثث الشهداء وإطلاق الرصاص علیها عن قرب، ولیس أدل على ذلک ما قامت به قوات الإحتلال من مجازر بشعة فی الضفة وغزة ومناطق أخرى من فلسطین، وهناک مؤشرات قویة تدل على أن سلطات الإحتلال تقوم بسرقة الأعضاء الداخلیة للشهداء خلال عملیة الإحتجاز والإنتفاع بها فی المستشفیات الإسرائیلیة لاسیما المرضى الإسرائیلیین المحتاجین لعملیات زرع أعضاء وبعد أن تستولی على الأعضاء الداخلیة للشهداء تقوم بدفن جثامین الشهداء فی ظل أوضاع غیر لائقة ومهینة للقیم الإنسانیة وقواعد الأخلاق والدین.
وأشارت مصادر حقوقیة إلى أن رفض سلطات الإحتلال تسلیم جثامین الشهداء لذویهم إنما هی بذلک تخفی جرائمها حتى لا تنکشف حقیقة ممارساتها اللاإنسانیة بحق جثامین الشهداء.
وهنا لابد من التأکید على ضرورة القیام بحملة عالمیة لفضح هذه الممارسات الإسرائیلیة، وشرح طبیعة الأمور على حقیقتها للرأی العام العالمی بهدف الضغط على الإسرائیلیین لإعادة جثامین الشهداء لذویهم حتى یتم دفنهم بطریقة تحفظ کرامة الشهداء وحتى یطمئن ویرتاح ذووهم.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS