الاحد 13 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

بأیدینا نبنی مستوطنات تهوّد أرضنا .. وبأیدینا نبنی جدار سجننا!!

بأیدینا نبنی مستوطنات تهوّد أرضنا .. وبأیدینا نبنی جدار سجننا!!

فمن المسؤول عن ذلک؟!

 

فی الانتفاضة الأولى عندما صدر بیان عن القیادة الوطنیة الموحدة آنذاک یطلب من العمال الفلسطینیین الامتناع عن العمل فی المصانع والورش الاسرائیلیة ... علقت فی حینه على هذا المطلب خلال مقال بما مضمونه أن القیادة الموحدة کان یجب قبل أن تصدر مثل هذا القرار أن توفر الأعمال لهؤلاء العمال لیستطیعوا توفیر لقمة العیش لهم ولأطفالهم ولعائلاتهم.. وکم کان استغرابنا کبیراً عندما أصبح السماح للعمال بالتوجه الى أماکن عملهم فی اسرائیل مطلباً فلسطینیاً فی الانتفاضة الثانیة بعد أن منعت سلطات الاحتلال العمال الفلسطینیین من الدخول الى المناطق الاسرائیلیة .. بل وسارعوا الى ایجاد بدائل لهم تم استیرادهم من الخارج ..

غریب وعجیب أمرنا .. فبعد أوسلو وعودة السلطة من الخارج تأملنا خیراً وقلنا أن فرص العمل ستوفر للعمال الفلسطینیین من خلال ورش عمل ستقام لاستیعابهم ولبناء اقتصادنا الوطنی الفلسطینی، ولکن وللأسف وبدلاً من ذلک وجدنا أن المستثمرین الذین توافدوا الى الأراضی الفلسطینیة لاستثمار أموالهم فی مشاریع حیویة لم یصمدوا طویلاً، فأخذوا أموالهم وعادوا من حیث أتوا بعد أن واجهوا صعوبات کبیرة فی اقامة مثل تلک المشاریع، وبالتالی صدق المثل القائل "تیتی تیتی مثل ما رحتی مثل ما جیتی " فلا مشاریع أقیمت ولا عمال تم استیعابهم لیظلوا یستعطفون السلطات الاسرائیلیة لمنحهم تصاریح للعمل فی المشاریع الاسرائیلیة.. وکم هو مؤلم منظر هؤلاء العمال وهم یقفون فی صفوف طویلة على الحواجز والمعابر فی انتظار أن یتم السماح لهم للتوجه للعمل لیستطیعوا توفیر لقمة العیش لعائلاتهم، التی وبعد فترة طویلة من البطالة والمنع لم تعد متوفرة مما أدى الى استفحال حالات الفقر والجوع فیما بین أبناء شعبنا .. لذلک فلم یجد العمال بداً من القبول بأی عمل یعرض علیهم حتى وان کان ذلک فی بناء المستوطنات وحتى جدار الفصل العنصری،  فهم بین نارین: إما موت أطفالهم جوعاً وعطشاً أو القبول بالعمل فی تلک المستوطنات وذاک الجدار الذی حتى هم أنفسهم – أی العمال – یطالبون بازالته رغم أنهم هم من یقومون ببنائه.. بمعنى آخر یساهمون مجبرین فی تهوید القدس ومناطقنا العربیة وفی بناء السجن الکبیر الذی وجد المواطن الفلسطینی نفسه فیه مع کل متر یرتفع فیه الجدار لیفصل مناطقنا عن بعضها البعض ویحول کل منطقة الى سجن لا یسمح الدخول والخروج الیها الا بأمر من سلطات الاحتلال ..

فمن الذی أوصل هؤلاء العمال الى هذین الخیارین ؟! ومن هو المسؤول عن ذلک ؟! هل نلوم هؤلاء على بحثهم عن لقمة العیش ؟! أم نلوم من لم یسارعوا الى ایجاد البدائل لهؤلاء العمال من الأعمال التـی تجنبهم الوقوع فی فخ بناء المستوطنات والجدار ، بل فی فخ الصراع ما بین لقمة العیش وما بین المساهمة التی أُجبروا علیها فی تهوید وطنهم وسلب أراضیهم والتسبب فی سجنهم، فالجوع کافر یا اخوان..

أنه لتناقض کبیر ولن نقول أنه من سخریة القدر بل هو نتیجة لعدم دراسة الأوضاع الفلسطینیة جیداً وعدم القیام بمشاریع حتى ولو ورش عمل صغیرة تستوعب هؤلاء العمال بدل أن یتم ترکهم یعیشون فی صراعات مع أنفسهم.. نحن لا ننکر هنا أن الاحتلال ساهم أیضاً فی وصولنا کفلسطینیین الى مثل هذا الوضع ، ورغم ذلک فهذا لا ینفی المسؤولیة عن المسؤولین الفلسطینیین ، الذین رغم ادراکهم أن الاحتلال الاسرائیلی ومنذ وطأت أقدامه أراضینا الفلسطینیة کان یهدف الى اعتماد اقتصادنا کلیاً على الاقتصاد الاسرائیلی لیتحکم بنا کما یشاء ، فإنهم لم یعملوا بصورة کافیة الى محاولة فک ارتباطنا الاقتصادی ولو جزئیاً عن الاقتصاد الاسرائیلی .. کان من واجبهم تشجیع المستثمرین الفلسطینیین وحتى العرب الذین جاءوا بعد أوسلو لیساهموا فی بناء الاقتصاد الفلسطینی، ولیس دفعهم الى العودة من حیث أتوا باجراءات بیروقراطیة ومحاولات من بعض المنتفعین استغلال هؤلاء المستثمرین لتحقیق مکاسب ذاتیة، وبالتالی خسرنا الکثیر الکثیر من المشاریع التی لو تمت لکانت استوعبت آلاف العمال ولما اضطروا کما قلت سابقاً الى استجداء العمل فی اسرائیل وفی المشاریع الاستیطانیة وفی بناء الجدار .. هذا من جهة، ومن جهة أخرى کذلک فقد کان بامکان المسؤولین اقامة مشاریع بأموال الدعم والمساعدات ..

الجمیع الآن یبکون على حال قدسنا ومناطقنا الفلسطینیة ، یبکون على تهوید القدس والمستوطنات التی طوقتها من کل جهة والتی نسمع عن اقامة المزید منها کل یوم .. یبکون على حالنا بعد اقامة الجدار العنصری الذی ذبح اقتصادنا من الورید الى الورید .. یبکون ولکن وللأسف حتى لا یعضون أصابع الندم على ما جرى وما یجری .. على وصولنا الى هذه المرحلة البائسة الیائسة .. لماذا لم یعوا هذه الأمور منذ البدایة ولم یسارعوا الى تصحیح الأمور قبل تفاقمها وقبل أن نبنی بأیدینا خراب بیوتنا؟!..

الوقت لم یفت بعد ، وما دمنا نقول یجب أن نحارب تهوید القدس فیجب اذا أن نتصرف.. فمن أموال الدعم التـی تصل الى القدس یجب اقامة مشاریع تستوعب عمالنا فلا یضطرون الى اللجوء للعمل فی المستوطنات وفی الجدار .. فانه لعیب، بل أکبر عیب أن نترک الوضع على ما هو علیه الآن ، فلنر ما سیقوم به المسؤولون عن القدس لدى السلطة وما ستقوم به اللجان التی عینت لمواجهة تهوید القدس وما سیفعله العالم العربی تجاه المدینة.. فهذا أحد أسلحة مواجهة التهوید بل هو أهمها، فهل نستعمله أم نظل نبکی على حالنا ولا نفعل شیئاً إلا الکلام ورفع الشعارات؟!

( بقلم ندى الحایک خزمو )

ن/25

 


| رمز الموضوع: 139580







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. أسير إسرائيلي: إذا أردتم أن تعرفوا عدد الأسرى إسألوا سارة نتنياهو
  2. إصابة 9 جنود إسرائيليين بينهم نائب قائد فرقة وقائد كتيبة في الشجاعية بغزة
  3. في إطار جمعات الغضب.. مدن إيرانية تنظم وقفات تضامنية مع غزة
  4. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  5. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  6. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  7. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  8. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  9. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  10. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  11. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  12. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)