الاربعاء 16 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

ذکرى النکبة.. قصص انکسار وانتصار

یصعب على الفلسطینیین ممن عایشوا النکبة قبل 62 عاما نسیان لحظات الترحیل القسری التی عایشوها خلال تلک الأیام الخوالی من عام 1948، رغم تقادم الأیام. ومع أن أولئک المهجرین کانوا یتوقعون عودة قریبة إلى دیارهم بناء على تعهدات عربیة، فإن مأساتهم ما زالت مستمرة.

وتختلف مشاهدات ضحایا النکبة باختلاف رواة أحداثها، فکثیرون شاهدوا جثث الضحایا فی المدن والقرى وعلى الحدود خلال عملیات التسلل إلى القرى المدمرة لإحضار ما تبقى من متاع.

ورغم الوجه الحزین للنکبة فإن الکثیرین تحدثوا للجزیرة نت عن قصص بطولیة وسجل من الانتصارات، وکلهم واثقون بأن العودة ستکون أمرا واقعا ولو بعد حین، وهم یعلمون ذلک لأبنائهم وأحفادهم.

یقول الحاج عبد المجید أبو سرور من بلدة بیت نتیف من ضواحی القدس، إنه لا یستطیع أن ینسى مشهد جثث الشهداء ممن حاولوا التسلل إلى بیوتهم بعد التهجیر وکیف قتلتهم کمائن الیهود.

ویضیف أبو سرور الذی یسکن مخیم عایدة ببیت لحم حالیا "شاهدت ست جثث على الأقل ملقاة على الأرض، وکنت أشم رائحتها.. لقد هدموا القریة بالکامل بما فی ذلک المسجد الرئیسی والزوایا والبیوت".

بدورها تقول الحاجة وضحة عبد الهادی الطیطی –التی لم یتجاوز عمرها أیام النکبة 10 سنوات- إن أقسى اللحظات التی عاشتها کانت عندما فرت بشقیقها الرضیع وأختها الصغرى من قریة عراق المنشیة لیلا إلى الأطراف، بینما کان الوالد یبحث عنهم طوال اللیل فی ظل هجمات کبیرة من قطعان الیهود فی مستعمرة غاد القریبة.

وتتحدث وضحة عن هجمات بعد ذلک أجبرتهم على الهجرة نهائیا، حیث "سلکت عائلتنا طریقا إلى بلدة ترقومیا غرب الخلیل، حتى استقر بنا المقام فی مخیم الفوار الذی ما زلنا نسکنه".

أما الحاج شاور السراحنة فأبرز ما یتذکره طیب الحیاة فی الفالوجة، لکنه یقول إن هذه الراحة انقلبت إلى مأساة بمهاجمتهم من قبل یهود قدموا إلیهم من مدینة حیفا، ومع ذلک یبدو متیقنا أن یوم العودة قریب.

وإلى الجانب المأساوی للنکبة تحدث بعض الضحایا عن انتصارات، إذ یقول الحاج محمود أبو هشهش (فوق 80 عاما) إن قریته (عراق المنشیة) عاشت الحصار لستة أشهر.

ویضیف "قاتلنا إلى جانب الرئیس المصری الراحل جمال عبد الناصر وکان حینها قائدا فی الجیِش، وشاهدت الدبابات المصریة وکان عددها یزید على الستین، وهی فی وسط القریة دون وقود".

ویتابع أنه شارک فی معرکة قتل فیها 108 جنود إسرائیلیین، مشیرا إلى أن العصابات الیهودیة اقتحمت القریة وأوقفت الرجال والنساء والشیوخ على الجدران، فبادر مع مقاتلین آخرین وجنود فی الجیش المصری إلى مباغتتهم، وکانت حصیلة المعارک جمیعها أکثر من 400 مهاجم یهودی، وأسر خمسة آخرین.

ویقول أبو هشهش إن عبد الناصر عرض علیه بعد سقوط البلدة وتسلیمها -بوساطات دولیة وعربیة- أن یذهب معه إلى غزة، على أن یصبح ضابطا بثلاث نجمات خلال عام، لکنه رفض وفضل اللحاق بأهله فی الخلیل.

وأوضح أن الیهود بدؤوا بعد ذلک الانتقام من القریة وقتلوا رعاة الأغنام وأسروا المواطنین ومن ضمنهم ثمانیة من أبنائه مکثوا فی سجون الاحتلال فترات طویلة.

ومن المشاهد التی یرویها أبو هشهش استشهاد زوجة عبد الرحمن الطیطة، حیث کانت تحمل طعاما لزوجها، فأطلق الیهود النار على رأسها من الجهة الیمنى وخرجت الرصاصة من الجهة الیسرى.

ن/25

 


| رمز الموضوع: 139815







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)