الفصائل تهاجم اللجنة العربیة..المفاوضات رضوخ للاحتلال

الفصائل الفلسطینیة تهاجم لجنة المتابعة العربیة وتؤکد ان موافقتها على المفاوضات المباشرة رضوخ للاحتلال

هاجمت التنظیمات الفلسطینیة لجنة المتابعة العربیة بسبب موافقتها على اجراء مفاوضات مباشرة مع اسرائیل، وقالت ان قرارها بهذا الامر یعد 'رضوخا' للضغوط الامریکیة، فیما رحبت اسرائیل بالقرار ودعت الى مفاوضات مباشرة على مستوى 'صناع القرار'.

واشارت حرکة حماس الى ان موقف لجنة المتابعة العربیة بالموافقة على استئناف المفاوضات المباشرة مع اسرائیل یعد 'رضوخا لسیاسة الامر الواقع التی یفرضها الاحتلال الصهیونی، وانصیاعا لضغوط ادارة الرئیس (باراک) اوباما المنحاز للاحتلال لحسابات انتخابیة داخلیة'.

ووصفت الحرکة فی بیان لها تعقیبا على نتائج اجتماعات لجنة المتابعة العربیة التی وافقت على المفاوضات المباشرة وترکت تحدید موعد انطلاقها للرئیس الفلسطینی محمود عباس القرار بانه 'ملتبس'، لانه جاء فی ظل رفض اسرائیل الالتزام بشروط لجنة المتابعة.

وقالت ان هذه المفاوضات تعد 'غطاء لاستمرار تهوید القدس وسلب المزید من الاراضی فی الضفة الغربیة ضمن مخطط مشاریعه الاستیطانیة'، وحذرت حماس من ان قرار انطلاق المفاوضات 'سیغری الاحتلال بارتکاب المزید من الجرائم ضد شعبنا الفلسطینی وامتنا العربیة والاسلامیة، ویغری نتنیاهو بمزید من التشدد'، محملة الرئیس محمود عباس المسؤولیة الکاملة عن 'النتائج الکارثیة لخطیئة استئناف المفاوضات العبثیة مع الاحتلال'.

وکانت لجنة المتابعة العربیة منحت تفویضا للرئیس محمود عباس بالدخول فی مفاوضات مباشرة مع اسرائیل، لکنها اکدت على ضرورة توافر متطلبات بدئها، تارکة تحدید موعد انطلاقها لابو مازن، ووجهت فی اعقاب اجتماعها اول امس بالقاهرة رسالة للرئیس الامریکی باراک اوباما تتضمن شرحا للموقف العربی فی شأن بدء المفاوضات المباشرة والاسس والثوابت التی یجب توافرها فی عملیة السلام.

وجددت حرکة الجهاد الاسلامی رفضها لانطلاق المفاوضات، وقال خالد البطش القیادی خلال مسیرة نظمت تندیدا بقرار لجنة المتابعة العربیة 'کنا نتوقع من امتنا ومن قادة دول العالم العربی ان یتحرکوا لحمایة هذا الشعب وان یفکوا الحصار عنه وان یقفوا بجانب الحق الفلسطینی'.واضاف 'فبدلا من ان یعاقب هذا العدو على جرائمه، وبدلا من ان تعزل اسرائیل على ایدی العرب نرى العرب مرة اخرى، ممثلین بلجنة المتابعة العربیة تقدم طوق النجاة للمحتل الصهیونی وحکومته المتطرفة'.واشار الى ان لجنة المتابعة تحولت من لجنة لاسناد الحق الفلسطینی الى لجنة لکی تنفذ 'مخططات الولایات المتحدة الامریکیة، وترضی طموح نتنیاهو ولیبرمان فی تشدید الحصار على الشعب الفلسطینی'.واشار البطش الى ان حرکته 'لن تقبل بنتائج هذه المفاوضات مهما کانت، وستبقى ترفضها بشکل مطلق'، محملا المسؤولیة الکاملة لوزراء الخارجیة العرب، 'لانهم هم الذین سهلوا واتخذوا القرار'.

کما جددت الجبهة الشعبیة رفضها للقرار، ودعت فی بیان لها الى رفض قرار لجنة المتابعة والتزام الرئیس بقرارات المؤسسات الوطنیة.وقالت ان القرار یعد 'تجاهلا لجرائم الاحتلال المتواصلة ضد الارض والشعب والمقدسات وسیاسات التهوید والاسرلة للمدینة المقدسة وسکانها وتهربا من تحمل المسؤولیات القومیة امام الشعوب العربیة والاسلامیة'.

واکدت الجبهة بان الموقف الوطنی المسؤول بات یتطلب 'مغادرة الرهان نهائیا على ما یسمى بخیار المفاوضات ووعود البیت الابیض، والانکباب على انهاء الانقسام واستعادة الوحدة'.

یشار الى ان محمد دحلان مفوض الاعلام فی حرکة فتح قال ان حرکته لا تزال تطالب بضرورة الحصول على ضمانات قبل الانتقال للمفاوضات المباشرة.وقال معقبا على نتائج اجتماع لجنة مبادرة السلام العربیة فی القاهرة، 'موقفنا لم یتغیر وما زلنا متمسکین بضرورة الحصول على ضمانات قبل الانتقال الى المفاوضات المباشرة'.واشار الى ان هذه الضمانات تتمثل بـ 'مرجعیة سیاسیة للعملیة السلمیة التی ستفضی مستقبلا الى حل الدولتین'.

فی المقابل رحبت کل من اسرائیل والولایات المتحدة بالضوء الاخضر العربی لانطلاق المفاوضات المباشرة، وقال رئیس الوزراء الاسرائیلی بنیامین نتنیاهو انه مستعد للبدء بالمفاوضات المباشرة خلال الایام القلیلة القادمة، حتى یتم التوصل لاتفاق سلام.وذکرت مصادر اسرائیلیة ان نتنیاهو سیواصل فی الایام القریبة اجراء اتصالات مع الادارة الامریکیة واللجنة الرباعیة الدولیة من اجل الضغط على الرئیس عباس للاعلان عن تبنی قرار المفاوضات المباشرة.وتوقعت المصادر ان یعمل الرئیس عباس على الضغط على نتنیاهو مع انتهاء موعد تجمید البناء الاستیطانی الجزئی، وذلک بهدف تمدید التجمید او دفعه الى اتخاذ خطوات اخرى 'ذات قیمة'. واعرب رئیس الدولة شمعون بیریس عن اعتقاده بان الجامعة العربیة ما کانت لتتخذ قرارا بالمصادقة على اجراء مفاوضات مباشرة بین الفلسطینیین واسرائیل خلافا لموقف الرئیس محمود عباس.

وقال بیریس فی مقابلة مع الاذاعة الاسرائیلیة 'ان الوقت المتاح لنا لیس طویلا ولا یجوز ان نقوم نحن او ابو مازن بإضاعته او بمنح الجهات المتطرفة والارهابیة فرصة لطرح مبادرات مشوشة لا اساس لها'. ودعا الى اجراء مفاوضات مباشرة على مستوى 'کبار صانعی القرار'، وقال 'ان کلا من الطرفین الاسرائیلی والفلسطینی یعلم ما هی مشاکل الطرف الاخر ویجب الا یطالبه بالقیام بما لا یستطیع'. ورأى ان مسألة الاستیطان یجب ان تسوى بالمفاوضات ولیس قبلها.

ن/25