الاربعاء 16 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

حرق العشب وتغییر وجه المنطقة!

 

حرق العشب وتغییر وجه المنطقة!

 

فایز أبو شمالة

 

فی عملیة تهویل لقدرات إسرائیل العسکریة، وضمن الحرب النفسیة، یحاول المدیر السابق لوکالة الاستخبارات المرکزیة الأمریکیة "جیفری وایت" تصویر فداحة الخسائر اللبنانیة المتوقعة فی الحرب القادمة، فیقول: إن إسرائیل ستعمد إلى حرق العشب فی لبنان بدلا من تشذیبه، والحسم فی الحرب سیکون عن طریق الاجتیاح الإسرائیلی البری، ویعترف الرجل أنّ الحرب القادمة بین إسرائیل وحزب الله ستغیر کل المنطقة.

نتفق مع "جیفری وایت"، رغم أنه یعمل لصالح معهد واشنطن لسیاسات الشرق الأدنى، وهی المؤسسة الفکریة التی تخدم اللوبی الیهودی الصهیونی فی الولایات المتحدة؛ نتفق معه بأن الحرب ستغیر کل المنطقة، ونتفق معه أن إسرائیل ستعمد إلى حرق العشب وحرق لبنان، بل وإشعال النار فی موج البحر وفی الشطآن، وذلک من منطلق أن کل حروب إسرائیل ضد العرب اعتمدت أسلوب الحرق، فقد أحرقت العشب والشجر، وأغرقت حبات الرمل بدماء الجنود المصریین فی صحراء سیناء، وأحرقت إسرائیل السهل والوعر فی لبنان سنة 82، وسنة 2006، وأحرقت إسرائیل الضفة الغربیة؛ ولا سیما مخیم جنین سنة 2002، وأحرقت إسرائیل الحجر والبشر فی غزة سنة 2008، وما زالت تحرق قلب غزة بالحصار، ولم تدخر إسرائیل فرصة حرقٍ لأطفال العرب ونسائهم، ولن یفاجأ العرب بالحرق، ولکن المقاومة ستفاجئ إسرائیل هذه المرة بقدرتها على حرق عشب الصهاینة الذی اختبأت فیه الأحقاد.

الحرب القادمة ستغیر وجه المنطقة کما تشتهی المقاومة، والمقاومة هذه المرة لن تقف على ساحة لبنان لتنام ساحة غزة والضفة الغربیة فی أمان، والمقاومة لن تقف على ساحة غزة لتنام ساحة لبنان والضفة الغربیة إلى حین ظهور نتائج العدوان؛ لقد تعلمت المقاومة الدرس، وأدرکت أن نصر حزب الله فی لبنان سن 2000 هو الذی شجع على نصر غزة وطرد الصهاینة سنة 2005، وصمود جنوب لبنان سنة 2006 هو الذی شجع على صمود المقاومة فی غزة سنة 2008.

والمقاومة تدرک أن أی ضرر یلحق بحزب الله فی لبنان سیصیب المقاومة بمقتل، لذا فإن الواجب الوطنی والدینی والأخلاقی یقضی بأن تکون الحرب على کل الجبهات العربیة واحدة، وعدم الاکتفاء بالتشجیع، والإسناد اللفظی، ولا سیما أن الإسلام هو القاسم المشترک لکل فصائل المقاومة، وحروف اللغة العربیة هی التی تنسج خیمة المجد، وإسرائیل هی العدو المشترک.

فماذا تبقى لرعشة القلب الدافق بالمحبة إلى کل شرایین المقاومة؟ وماذا تبقى لتمازج الدم، وتمازج الصبر والنصر، وتغییر وجه المنطقة بشکل لا یترک لإسرائیل فرصة تحدید مکان المعرکة وزمانها.

ن/25

 


| رمز الموضوع: 139884







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)