الاربعاء 16 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

القدس أولویة وطنیة!

 

 

القدس أولویة وطنیة!

 

مازن صافی

 

من المهم أن نذکر الیوم أن لجنة وزاریة صهیونیة مسؤولة عن الشؤون التشریعیة فی الکیان الإسرائیلی صادقت على قانون جدید یعتبر تهوید مدینة القدس المحتلة "أولویة وطنیة"، حیث یضع القانون الجدید المدینة المقدسة ضمن المناطق المسماة بـ"مناطق التطویر أ" فی مختلف المجالات، لا سیما الإسکان والتوظیف والتعلیم، ومن المقرر أن تعطى أولویة البناء للأحیاء الیهودیة فی القدس الشرقیة.

وقالت النسخة الإلکترونیة لصحیفة /یدیعوت أحرونوت/ العبریة إن هذا القرار حصل على دعم غالبیة الوزراء فی الحکومة الصهیونیة، بمن فیهم وزیر ما یسمى "الأمن الداخلی" یستحاق اهرونفیتش، مشیرة إلى أن هذا القرار یعتبر جزءاً من سیاسة الحکومة.

ومن الملاحظ أن الهجمة الصهیونیة على الأقصى والمقدسات ومدینة القدس قد زادت بشکل غیر طبیعی فی الشهور السابقة، وکذلک تمت ملاحظة تصاعد الانتهاکات بحق القدس والمقدسیین خلال شهر أیلول الماضی.. وهذه الانتهاکات ترکزت على حقوق المقدسیین السیاسیة والاجتماعیة والدینیة، وکان هناک اعتداء مباشر وبشع على السکان بحیث سُجل فی نفس الشهر استشهاد ثلاثة فلسطینیین برصاص قوات المستوطنین والجیش الإسرائیلی..

ووصل الاعتداء على الطفولة حیث استشهد طفل رضیع من بلدة العیسویة جراء إعاقة نقله فی سیارة إسعاف بعد استنشاقه الغاز المسیل للدموع بکثافة، والذی أطلق على منازل البلدة. ولوحظ تکثیف حملات الاعتقال حیث شملت نحو 25 شابًّا، أکثر من نصفهم من الفتیة والأطفال، وترکزت فی البلدة القدیمة وسلوان والعیسویة.

ونفس الشهر، أیلول "سبتمبر"، شهد تصعیدًا ملحوظًا فی البناء الاستیطانی فی القدس ومصادرة أراضی المواطنین المقدسیین لبناء مئات الوحدات الاستیطانیة الجدیدة فیما قامت ما تعرف بسلطة الطبیعة والحدائق الصهیونیة فی الـ21 من أیلول بتجریف مئات الدنومات من أراضی المواطنین فی حی الطور شرق البلدة القدیمة من القدس، وهذا ناهیک عن هدم المزید من منازل المقدسیین ومنشآتهم..

وهذا الأسبوع قامت سلطات الاحتلال خلال حملتها الواسعة على أحیاء القدس بتسلیم 231 قرار هدم، وهو رقم قیاسی فی یوم واحد یدل على تصاعد مستمر فی حملة التصعید وهدم المبانی فی المدینة المقدسة.

وأمام هذه الهجمة الصهیونیة المسعورة والانتهاکات الخطیرة لحقوق الإنسان فی فلسطین عامة وفی مدینة القدس خاصة أرى أنها یُقصد بها أن یصل المواطن المقدسی الفلسطینی الى حالة متقدمة من الیأس والفشل فی الخروج من أزماته المتلاحقة وتسلیمه بالأمر الواقع، وهذا یعمل على تسهیل هجرته عن المدینة المقدسة، وبالتالی تتحقق الأهداف الصهیونیة والتی ترمی الی إفراغ المدینة المقدسة وإجلائها من أهلها على أن یتم تهویدها وطمس معالمها ودثر مقدساتها، ویقیم الاحتلال مشاریعه وبؤره الاستیطانیة فی مدینة القدس دون مسببات أو عوارض تعیق مساعیهم الفاشیة.

فهل تبقى لنا من الوقت أمام کل هذا التهوید حتى نبقى فی الجهة البعیدة عن نصرة الأقصى والمقدسات؟ وهل حقا أنه من الطبیعی أن یبقى العرب عنصرا متلقیا فی الخارطة العالمیة أو مدججین بسلاح الشجب والاستجداء والشکوى والانتظار والصراخ..؟!.

ن/25

 

 

 

 

 

 

 

 

 


| رمز الموضوع: 139907







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)