السبت 12 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

قراءة فی مدلولات العـلاقـات المــصریة - الایـرانـیـة

ان کان الحوار على المستوى الفلسطینی مرفوضاً ومشروطاً، فإن المنطقة تشهد مرحلة انفتاح وتطبیع جدیدة فی العلاقات بین مصر وایران قد تسهم فی إعادة المیاه لمجاریها بین البلدین بعدما تأزمت بعید الثورة الاسلامیة فی ایران واستقبال مصر لشاه ایران (صهر المصریین) ودفنه فی ثراها، ناهیک عن موقف مصر الواضح والداعم للحرب ضد ایران التی أشعلها النظام العراقی السابق وحصدت على مدار (9) سنوات تقریباً أرواح 1،5 ملیون مسلم.

أما الیوم وفی ظل المتغیرات الدولیة والاقلیمیة فالعلاقات بین البلدین آخذة فی التحسن، فخلال الأسابیع القلیلة الماضیة زار القاهرة أکثر من مسؤول ایرانی، وغیر مستبعد أن تدشن هذه المساعی بإعادة فتح سفارات البلدین فی کل من القاهرة وطهران، تمهیداً لزیارة قد یقوم بها الرئیس الایرانی أحمدی نجاد للقاهرة.

التحرکات الدبلوماسیة بین القطرین تأتی فی ظل وقت تحاول فیه الولایات المتحدة واسرائیل ایجاد تحالف لهما لضرب المفاعلات النوویة الایرانیة وتغییر نظام الحکم فی طهران.

محاولات أمریکا واسرائیل یبدو أنها لم تلق أذاناً صاغیة فی المنطقة وبالذات مصر، فالتقارب بینها وایران یصب فی صالح تبدید آمال واشنطن بوقوف القاهرة الى جانب الجمهوریة الایرانیة، سبقتها دعوة نجاد لحضور اجتماع مجلس التعاون الخلیجی ودعوته ایضاً من طرف السعودیة لأداة فریضة الحج.

هذه التطورات یبدو انها کسرت الحاجز الثلجی بین العالم العربی وایران وأعطت طهران منفذاً وحجة قویة ضد ادعاءات واشنطن على أنها تشکل خطراً على العالم العربی.

ولعل مصر ترید من إعادة العلاقات بین البلدین من جدید أیضا الحصول على مساعدات فنیة ومالیة لبناء مفاعلها النووی السلمی، لامتلاک ایران ذلک، خاصة وإن اسرائیل رفضت ولا تزال ترفض التوقیع على اتفاقیة منع انتشار الأسلحة الذریة، وغض الامم المتحدة والولایات المتحدة والعالم الطرف عن تل ابیب بعدم مطالبتها بالتخلی عن مشروعها النووی.

مصر، لا شک أنها أدرکت کغیرها من الدول العربیة والاسلامیة فشل مشروع "شرق اوسط کبیر" أیضاً وما روّجت له واشنطن من مبادئ ورؤى لإصلاحه ونشر مبادئ الدیمقراطیة والحریة والازدهار الاقتصادی.

فالولایات المتحدة الطرف المنظّر لهذه المبادئ وغیرها، غدت العدو الأول لهذه الطروحات، فهی من یُمارس الارهاب والقتل ولجم الحریات فی العراق وأفغانستان، وهی التی تنکّرت لفوز حماس فی الانتخابات الفلسطینیة ورفضت التعامل معها، ولهذا رأت القاهرة أن الوعود الأمریکیة مجرد سراب بقیعة لا غیر، فاخذت بالالتفات الى دول المنطقة للعودة ربما لموقعها الطبیعی الذی جمّدته اتفاقیة کامب دیفید فی العام (1979) وما موقف مصر القریب من قطاع غزة المحاصر ببعید وسماحها للفلسطینیین بإجتیاز الحدود للتبضّع.

اذن قد یؤدی التقارب المصری- الایرانی - إن نجح - لتغییر ما ایجابی فی الشرق الأوسط سیزعج بالتاکید ، إن تم ، اسرائیل والولایات المتحدة وسیدعم من ناحیة أخرى القضیة الفلسطینیة والقضایا العربیة الأخرى، وثنی واشنطن عن مخطط عدوانها على ایران، لکن ذلک غیر مستبعد ان یحصل من الطرف الاسرائیلی وبدعم لوجستی أمریکی، على غرار ما قامت به فی العام (1981)

بتدمیرها مفاعل تموز العراقی.

( المقال لمرکز الدراسات المعاصرة )

م/ ن/25

 

 


| رمز الموضوع: 140891







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. أسير إسرائيلي: إذا أردتم أن تعرفوا عدد الأسرى إسألوا سارة نتنياهو
  2. إصابة 9 جنود إسرائيليين بينهم نائب قائد فرقة وقائد كتيبة في الشجاعية بغزة
  3. في إطار جمعات الغضب.. مدن إيرانية تنظم وقفات تضامنية مع غزة
  4. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  5. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  6. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  7. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  8. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  9. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  10. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  11. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  12. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)