الاحد 13 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

قراءة فی مشهد دمویة إسرائیل: زعماء حزب العمل نموذجا

لم ولن ننسى ما ارتکبته إسرائیل من جرائم ضد الشعب الفلسطینی منذ نکبة 1948، وحتى مذابح غزة والضفة التی تجری فصولها فی هذه اللحظات... هذا شیء طبیعی ... إلا أننا لن ننسى أیضا أن القادة السیاسیین والعسکریین الإسرائیلیین ومن کل الأحزاب قد ولغوا فی دماء شعبنا الفلسطینی حتى الثمالة ، ولکن الحقیقة التی لا تخفى هی أن قیادات حزب العمل فی أشکاله المختلفة منذ قیام إسرائیل ، یعتبرون وبلا منازع الأکثر دمویة ووحشیة وبشاعة فی تعاملهم مع الشعب الفلسطینی وقضیته....

لن ننسى جرائم حرب لبنان الثانیة التی ارتکبتنها إسرائیل ضد الشعب اللبنانی فقتلت الرجال والنساء والأطفال والشیوخ ، ودمرت البنى التحتیة ومصادر الحیاة ، وزرعت الأرض قنابل عنقودیة وفسفوریة ما زالت لبنان تعانی منها حتى هذه اللحظة ، وذلک تحت قیادة وزیر الدفاع ( الحرب ) الإسرائیلی وزعیم حزب العمل عمیر بیرتس ، الذی اعتبر قبل تسلمه الوزارة من " حمائم!!!" حزب العمل ، " وفارس!!! " السلام المنتظر ، وإذا به ینقلب بعد تسلمه السلطة إلى وحش کاسر یسجل رقما قیاسیا فی جرائمه على الساحتین اللبنانیة والفلسطینیة ، حتى قذفت به المقاومة الباسلة إلى مزابل التاریخ مهزوما ، طریدا ومَهینا ...

وها هو " مجرم الحرب " السابق إیهود باراک المطلوب للعدالة بجرم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد لثلاثة عشر شابا عربیا أثناء هبة القدس والأقصى بصفته رئیسا للوزراء حینذاک ، وبتفجیره للانتفاضة الثانیة فی أیلول ألفین حین أفشل المفاوضات مع الفلسطینیین ، وسمح لشارون بالدخول الاستفزازی لساحات المسجد الأقصى المبارک ، وأدخل الدبابات والطائرات والدروع فی مواجهة الشعب الفلسطینی لأول مرة ، ها هو  یرکب العربة السیاسیة من جدید زعیما لحزب العمل بعد أن أطاح بعمیر بیرتس، لیدخل ذات الوزارة  ، وزارة الحرب لیبدأ من جدید فصلا جدیدا من فصول جرائمه ضد الشعب الفلسطینی دون أن یعتبر ممن سبقه ، أو من نفسه ومن تاریخه القریب ....

دخل ( باراک ) وزارة الدفاع وهو یحمل أجندة واحدة : النجاح حیث فشل الآخرون ، لا فی المجال السیاسی والتقدم نحو السلام مع الفلسطینیین ، ولکن فی المجال العسکری ، فهو لا یؤمن بالسلام ، ومازال یردد أن لا شریک فلسطینیا یستحق أن تتفاوض معه إسرائیل ، وأن إسرائیل یجب أن تُعِدَّ نفسها للحرب وتنشغل به ، وألا تقضی وقتها فی البحث عن سلام غائب لن یتحقق ... تمنى باراک أن یُسْقِطَ  تقریر ( فینوغراد ) رئیس الوزراء أولمرت کما أسقطت الحرب غریمه بیرتس ، فَتُفْتَحَ أمامه أبواب المجد وتتهیأ له الفرص للعودة إلى مکتب رئیس الوزراء ، إلا أن الریاح فی هذا الشأن هَبَّتْ بما لا تشتهیه سفنه ، حیث نجح (أولمرت ) فی امتحان البقاء بعد التقریر رغم إصابته بجراح بلیغة هَدّتْ مصداقیته فی استطلاعات الرأی العام ...

هذا الوضع الجدید دفع ( بباراک ) إلى أن یجنح للسَّلْمِ مع ( أولمرت ) متحینا الفرصة التالیة للإیقاع به ، إلا انه عاد لیمارس هوایته القدیمة الجدیدة وهی القتل ، ولم یجد أمامه إلا الشعب الفلسطینی المظلوم والمعذب والمنهک لیصنع على حساب دمائه وأشلائه ومقدراته ومقدساته مجده المزیف ، ولیَعْبُرَ من خلال بحار دماء أطفاله ورجاله ونسائه وشیوخه نحو کرسی سلطانه المتهالک .... من هنا نستطیع أن نفهم هذا التصعید المستمر لوتیرة العملیات العسکریة الوحشیة ضد الشعب الفلسطینی عموما وفی قطاع غزة خصوصا... إنه یبحث عن الانتصار العسکری الذی یعیده إلى قلب الاهتمام الشعبی کبطل استطاع أن یمسح عن وجه إسرائیل عبوس هزیمتها المنکرة فی الشمال ، وأن یعید قوة الردع لجیشها التی دیست بأحذیة المقاومین فی لبنان ... لقد أصبح هاجسه کما هاجس کثیر من کبار قادته العسکریین هو تحقیق نصر سریع وکامل وخاطف، تتحدث به الحواضر والرکبان، وتنفطر من زلزلته قلوب الأبطال والشجعان، وتطیش لهوله عقول ذوی النهى والألباب والجَنان...

من الملاحظ  أن ( باراک ) ومنذ تسلمه وزارة الدفاع یَعْمَدُ إلى الابتعاد  عن وسائل الإعلام ، والتقلیل قدر المستطاع من التصریحات الصحفیة ، وحتى من النقاشات البرلمانیة حول مواضیع هی فی صلب اختصاصاته ... إنه یحاول بذلک تجنب الوقوع فی سقطات محتملة قد تضر بمستقبل مشروعه الذی یسعى إلى تحقیقه ، فهو یدفع لتغطیة هذه الساحات بنائبه ( متان فیلنئی ) الجنرال السابق ، والذی عُرِفَ هو أیضا بآرائه ( السلامیة !!!) ، حتى إذا ما تسلم منصبه نائبا لوزیر الدفاع ، تحول - کما هم زعماء حزب العمل – إلى کائن منفلت ینفخ فی قِرَبِ الحرب فی کل مناسبة ، یهدد ویتوعد ، ویُرْغی ویزبد ، حتى بلغت به حَمِیَّتُهُ إلى أن وضع إسرائیل وقیادتها بوعی أو بغیر وعی فی مکان ( النازیة ) حینما أدلى بتصریح لإذاعة الجیش قال فیها بالحرف الواحد : " إذا ما استمر الفلسطینیون فی إطلاق الصواریخ فسیجرون على أنفسهم ( کارثة –שואה – holocaust ) جدیدة " .... لقد استعمل کلمة ( شوآه ) والتی لا یسمح الیهود باستعمالها إلا فی وصف المذابح التی نفذتها النازیة فی حق الیهود .... لم أصدق نفسی حینما سمعت هذا التصریح، حتى إذا ما عاودت فحصه مرة ومرة، ثبت لی بما لا یدع مجالا للشک دقته وصحته.. فهل یمکننا اعتبار هذا التصریح کشفا لنوایا ( باراک ) وما یخطط له لقطاع غزة: کارثة بحجم ما ارتکبه النازیون فی حق الیهود المدنیین الأبریاء؟؟؟!!!! هل یمکننا اعتبار هذا التصریح اعترافا شجاعا من نائب الوزیر ( فلنائی ) بأن إسرائیل مستعدة لارتکاب جرائم ضد الفلسطینیین قد تصل إلى حجم جرائم النازیة ضد الیهود ؟؟؟!!! وهل یمکننا اعتبار هذا التصریح إشارة إلى دخول إسرائیل  نادی النازیة الجدیدة ؟؟؟!!!! 

لا یساورنی شک فی أن إسرائیل غیر راغبة فی السلام مع الفلسطینیین ولا مع العرب، وعلیه لا بد للفلسطینیین والعرب من استخلاص العبر... إن هذا القتل الوحشی للفلسطینیین فی غزة والضفة والذی لا یفرق بین طفل وشیخ ولا بین رجل وامرأة ولا بین مدنی ومقاتل ، مع تدمیر ممنهج لکل مقدرات الشعب وفرص حیاته الکریمة ، إضافة إلى هذا الحصار الداخلی والخارجی واستغوال الاستیطان ومصادرة الأراضی ، واستمرار بناء الجدار واغتیال القدس الشریف وتهدید الأقصى المبارک ،  وهذا التجاهل الدولی المطبق لشلال الدم الفلسطینی ، کل ذلک یجب أن یدفع القیادة الفلسطینیة فی غزة والضفة إلى إعادة النظر فی کل العلاقات مع إسرائیل ، بما فی ذلک جدوى استمرار المفاوضات فی ظل هذا التصعید الهمجی الإسرائیلی الذی یجر ردود فعل فلسطینیة لا یمکن أن تقاس لا فی حجمها ولا فی قوة تدمیرها ولا فی نتائجها مع هذا العدوان الإسرائیلی الغاشم ...

یبدو أنه أصبح واضحا أن ( باراک ) یخطط لاجتیاح شامل لغزة، وغزو غیر مسبوق للقطاع وربما للضفة الغربیة، تحقیقا لأکثر من هدف، منها السیاسی والذی سیضع باراک فی موقع متقدم عن منافسیه إذا ما حقق الانتصار الجراحی السریع ( والنظیف!)،) ، ومنها العسکری والذی سیعید کما یتصور ( باراک ) قوة الردع الإسرائیلیة من غیر آن تدفع ثمنا غالیا، وعلى حساب شعب اعزل... فالحرب الإسرائیلیة على غزة لن تکون کحربها التی کانت على لبنان لأسباب لا تخفى على أحد ، فالدول العربیة وعلى رأسها ذات الحدود مع غزة والضفة لیست إیران وسوریا ، والسلطة فی فلسطین  لیست الرئیس إمیل لحود ، والأطر السیاسیة فی لبنان کما الشعب حاضنة فی أغلبها للمقاومة ، ولیست مُتَشَفِّیَةً فیها کما فی فلسطین ، إلى غیر ذلک من الاعتبارات التی أصبحت لا ترى من شدة ظهورها ... ویبقى السؤال الذی ستجیب عنه الأیام القادمة: من سینقذ الفلسطینیین من حرب ضروس یمکن أن تشنها إسرائیل ؟؟!! هل هی الاعتبارات الإسرائیلیة الداخلیة تلک التی ستمنع الحرب، أم هی وحدة الشعب الفلسطینی من وراء حقه فی المقاومة وعلى مستوى کل الوطن، أم هو تحرک عربی وإسلامی ودولی مفاجئ بحجم المعجزة هو الذی سیقلب الوضع ویمنع العدوان ؟؟؟!!! لیس أمامنا فی هذا الظرف إلا أن ندعو لعل أحدنا یکون مستحقا لاستجابة مولاه فیرفع الغمة عن صدر هذه الأمة... والله غالب على أمره ....

( المقال بقلم: الشیخ النائب إبراهیم عبد الله  رئیس الحرکة الإسلامیة  فی الاراضی المحتلة استلمته وکالة قدسنا )

ن/25

 

 

 

 

 

 

 


| رمز الموضوع: 140921







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. أسير إسرائيلي: إذا أردتم أن تعرفوا عدد الأسرى إسألوا سارة نتنياهو
  2. إصابة 9 جنود إسرائيليين بينهم نائب قائد فرقة وقائد كتيبة في الشجاعية بغزة
  3. في إطار جمعات الغضب.. مدن إيرانية تنظم وقفات تضامنية مع غزة
  4. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  5. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  6. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  7. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  8. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  9. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  10. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  11. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  12. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)