بعد الانتصار الذی حققته المقاومة الإسلامیة اللبنانیة على العدو الصهیونی فی حرب تموز 2006 ابتدأنا نسمع من قائد المقاومة السید حسن نصر الله کلاما لم نکن نسمع مثله من قبل لأن هزیمة اسرائیل فی لبنان غیرت مفهوم الصراع العربی الإسرائیلی وغیرت المفردات التی تصف هذا الصراع أو تشخصه وهذا ما شاهدناه فی خطابات السید نصر الله بعد النصر الکبیر الثانی(صیف 2006) الذی جاء کی یعزز النصر الکبیر الاول (ایار 2000) . لقد قالت لنا احداث النصرین وقال لنا قائد النصرین ان اسطورة اسرائیل الدولة التی لا تقهر قد انتهت ودفنت الى الابد, بل حدث ما هو أکثر من ذلک حین أدخل قائد الانتصارات مفردات جدیدة تصف مستقبل صراعنا مع اسرائیل فتحدث فی خطاباته التی یتابعها الملایین من ابناء امتنا العربیة عن زوال دولة اسرائیل وعن افلاس الفکر الصهیونی وتقهقره وتحدث عن الاسطورة الکاذبة للآلة العسکریة الإسرائیلیة وعن التفوق النوعی الکاذب للعقل العسکری الإسرائیلی ویبدو ان انتصارات المقاومات العربیة فی لبنان وفلسطین آخذة فی إحداث تحولات کبرى فی وجه الصراع مع العدو الصهیونی فی وقت ما زالت فیه حکوماتنا او معظم حکوماتنا لا تغادر مکانها وتصر على ضعفها وعدم قدرتها على مواجهة أعداء الأمة وتجنح نحو المسکنة والإستسلام طوعا لإرادة العدو والتسلیم له بمشروعه وبخططه للهیمنة على منطقتنا اقتصادیا وسیاسیا وسیادیا قبل کل شیء الأمر الذی یبقی على اوطاننا وشعوبنا غارقة فی التخلف والظلام بعد حرمانها من الوحدة ومن الامساک بنواصی التقدم العلمی والتکنولوجی , لا یرید الغرب المتصهین الأمیرکی والاوروبی إتاحة الفرصة لشعوبنا للخروج من دوائر الظلام نحو دائرة النور وقد أشغلنا فی صراعات مذهبیة وعرقیة کی یبعدنا عن مواجهته ویعزلنا عن المیدان الحقیقی للصراع وبذلک یحاول أبقائنا تحت عبائته لا نفعل أکثر من استهلاک بضائعه ولا أکثر من إمداده بالید العاملة الرخیصة, أما أوطاننا فهی بنظره لیست سوى مستودعات تزوده بالنفط الذی لا غنى عنه من أجل دوران عجلة الصناعة التی لدیه ولإستمرار دورة الحیاة فی شرایینه.
حسن نصر الله القائد المقاوم الفذ اطلق صرخاته القویة التی توقظ صاحب النوم الثقیل والتی تبطل مفعول التخدیر الساری فی عقول الغافلین ولا شک ان صرخات القائد أتت أکلها عند المواطن العربی الغیور على شعبه وترابه ومقدساته ,إن صرخات السید حسن سکنت فی قلوب وعقول أحرار الأمة لکن یبدو انها الحقت ضررا بالغا فی عقول وقلوب حکامنا ونقول معظم حکامنا کی لا نظلم بعضهم , لم یجد هؤلاء الحکام على ما یبدو بهذا التغییر الذی انتظرته بفارغ الصبر جماهیرنا سوى نذیر شؤم علیهم وعلى عروشهم وکراسیهم , لا یریدون هؤلاء القوم تغییر نغمة حدیثهم ولا یریدون مشارکتنا بالتصدی لأعداء الأمة من الصهاینة والغرب المتصهین وذلک عبر اعترافهم وإقرارهم بأن اسرائیل لیست "بعبع" بل هی کیان آیل الى الزوال.. إننا نراه قریبا وهم یرونه بعیدا وإنه لقریب ان شاء الله.
( للکاتب الباحث الدکتور عمر عبد الهادی )
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS