العرب الغائبون دوماً فی القمم
اخیرا اکتملت الصورة وضوحا ولم یشارک رؤساء الاعتدال فی القمة العربیة التی عقدت الایام الماضیة فی العاصمة السوریة دمشق. طبعا لیس ذلک فقط ولکن مثل هؤلاء الحکام مشارکة منخفضة فی هذه القمة وبطبیعبة الحال لیس اعتراضا واحتجاجا على سوریة لانها وکما یقول سیدهم بوش هی من تقف ضد انتخاب رئیس للبنان.
المهم هو اکبر من ذلک بکثیر فصاحب البیت الاسود بوش لا یکف عن بث سمومه فی العالم وخاصة فی شرقنا الاوسط لیزید من حدة الخلافات والفرقة بین الاخوة العرب والمسلمین خدمة للصهاینة المعتدین ، وما قام به هؤلاء الحکام الذین ابتلانا بهم الزمان والذین اعادونا لعصور الاستعمار والهوان، ما قاموا به یمثل فی حد ذاته طاعة لمولاهم وسیدهم بوش لیزید من عزل سوریة الشقیقة، التی تکرس بأفعالها روح المقاومة والتحدی والصمود من خلال دعمها لقوات حزب الله واحتضانها لحرکات المقاومة الفلسطینیة و بالتالی دعماً للکیان الصهیونی علانیة هذه المرة بعد ان کانت سراً قیل هذا.
هنا یتبادر هذا السؤال: اذا کان العالم العربی یغوص فی مشاکل ومصائب لا حسر لها بدایة من ام القضایا ،قضیة فلسطین وما یفعله فیها الصهاینة من قتل ودمار وخراب وحصار وتجویع وغلق معابر واستیطان ومصادرة اراض، مرورا بقضیة احتلال العراق وقتل ملیون مواطن من شعبه وتدمیره وتشرید خمسة ملایین من اهله ونهب ثرواة هذا البلد وبث روح الفتن والطائفیة فیه وصولا لمشکلة صراع ابناء الوطن الواحد فی لبنان للحد الذی بات یخشی من تجدد الحرب الاهلیة فیه، ومشاکل عدیدة منها دارفور ومحاولة الاستیلاء علی نفط السودان، واحتلال دولة الصومال من جانب الجیش الاثیوبی وعملائه الصومالیین استراتیجیة اعداء العرب هی فرق تسد وها من هؤلاء البعض من الحکام یساعدون المعتدی بکل ما یملکون ، فاذا کانت کل هذه المشاکل والمصائب الکبری لا تستدعی من هؤلاء الحکام الذهاب الى القمة لایجاد الحلول والبحث فیما فیه مصلحة الوطن والمواطن فمتى علیهم ان یجتمعون؟ هؤلاء الحکام لا تهمهم اوطانهم ولا مصلحة شعوبهم بل کل ما یهمهم هو الجلوس على کراسی الحکم مهما کانت التنازلات.
انه شرف لسوریة ان هؤلاء لم یذهبوا الى قمة دمشق ولن یدنسوا ارضها وهم الخاسرون. عقدت الکثیر من القمم العربیة بالله علیکم ما الذی عاد على شعوب العالم العربی من هذه القمم غیر المزید من التنازلات والمصائب والفرقة والکوارث ومساعدة العدو على إحتلال الاراضی العربیة ؟ ان اعظم ما یقوم به هؤلاء الحکام هو الغاء عقد هذه القمم وتوفیر الاموال التی تصرف علیها وهی ملایین الدولارات وتوجیه هذه الاموال لما فیه صالح الاوطان حتى ولو على سبیل المثال ان ینفقوها على مشکلة رغیف الخبز الذی تقتل الناس لاجله فی احدى الدول العربیة، او ینفقوها فی ایجاد مساکن بدیلة لسکان احیاء الصفیح فی بعض بلادنا العربیة او على اطفال الشوارع فی دول عربیة اخرى ..
اخیرا هؤلاء الحکام لا أمل فیهم ولا فی اجتماعاتهم ولا فی قممهم. الحل الوحید ان تدعوا معی جمیعا قائلین متوجهین الى المولى العلی القدیر قائلین ودموع القهر والجوع والحزن فی عیوننا: اللهم خلصنا من هؤلاء الحکام مرة واحدة وفی ساعة واحدة انک نعم المولى والیک المصیر.
( المقال یعبر عن رأی الکاتب ولیس بالضرورة وجهة نظر الموقع )
( المقال للصحفی المصری فی ایران ماجد الشریف)
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS