هل طغى النسیان على امرنا ونسینا حتى الفلسطینیین
قسم التحلیل والتعلیق فی القسم العربی فی وکلة قدسنا
مرة اخرى سقط الاطفال ضحایا للارهاب ... عفوا نتیجة العطف الاسرائیلی تجاه اطفال فلسطین ومرة اخرى لم یصدر ای تندید او استنکار ولو متواضع من قبل الاشقاء تجاه هذه المجزرة الرهیبة ... عفوا الحفلة ... من قبل الاشقاء العرب ...
عجیب امر هذه الامة لقد تنسیت نفسها او ان العرب باتوا لا یعتبرون الفلسطینیین عرباً .. فإن لم یکونوا عرباً فمن هم ؟ أإسرائیلیون مثلاً لان التطبیع مع الکیان الصهیونی قبیل ان یصبح رسمیاً بات مفروضاً ولان الفلسطینیین إن لم یکونوا عرباً لما اصابهم ما أصابهم قبیل ستة عقود وحتى الان ...
إذا یبقى ان نفترض ( افتراض فقط وعلى سبیل المثال ) بات العرب یبتعدون او یتملصون من واقع عروبتهم لان الامریکان و الاسرائیلیون فرضوا علیهم ذلک ولان الفضائیات ببرامجها الممتعة والمسلیة و حفلاتها الغنائیة باتت تسلی العرب وتبعدهم عن التفکیر ولو ساعة او دقیقة او حتى لحظة واحدة بالشأن الفلسطینی ...
لا یمکن لای متابع للشأن الفلسطینی ( بالطبع من غیر العرب ) وحتى من الذین شاهدوا و استمعوا نبأ إستشهاد الاطفال الفلسطینیین الاربعة الابریاء وأمهم البریئة ، إلا وتدفقت الدموع من عینیه على هذه المأساة التی باتت تتکرر کل یوم فی فلسطین المحتلة وکأن فلسطین هذه لیست بالقرب منا والى جوارنا بل هی بلد فی امیرکا اللاتینیة لا یهمنا منها شئ ...
لا ندری این ذهبت النخوة والشهامة و... ما الى ذلک من اللمات والاوصاف التی باتت مکتوبة فی المعاجم والقوامیس لیس إلا ...
هل طغى النسیان علینا ونسینا حتى اخوتنا الفلسطینیین ... عفوا جیراننا الفلسطینیین ... عفوا هؤلاء الفلسطینیین ... عفواً هؤلاء الناس ... وبالطبع هم بشر ..إن لم نعتبرهم کما یفرض العدو الصهیونی غیر هذا ....
الکل اصبح یقدم المعونات لضحایا الزلازل والسیول و... ولکم الیست المأساة الفلسطینیة تشبه هذه الاحداث إن لم نفرض اکثر منها شدة ... و لعل البعض سوف یزعم ولماذا هذا الکلام وما شأنک انت ؟ وسوف اقول شأنی وان کنت عربیاً او لم أکن فإنی إنسان فقط لم اکد اتمالک نفسی وأنا ارى تلک الصور للاطفال الابریاء وسیماهم التی لا تعبر سوى على انسانیتهم وبرائتهم و کونهم ضحایا لمجزرة و تواطؤ ... المجزرة الصهیونیة والتواطؤ العربی ...
یبدو ان العرب الذین یتباکون على الهولوکوست ( المحرقة النازیة ) حسب زعم البعض ، اضافوا " محرقة غـــزة " الى المحرقة النازیة کی لا یتحدثوا عن اشکالیاتها و فروعها ومن هو الذی یقوم بها ...عفوا .. نسیت ، لیس من حقی ان أبحث فی هذا الموضوع ...
واکنی أقولها من اعماق نفسی و جرح قلبی فإننی عندما شاهدت صور الاطفال الابریاء تمنیت ان أکون ینهم او بالاحرى ان أحل مکان أحدهم ... فهذه الامنیة هی من حق الانسان ان یضحی من اجل الاخرین الابریاء .. ان الانسان ، إنسان مهما کان و لا یمکننا ان نفرض علیه ان لا یشعر بالمشاعر التی وهبنا الله اباها والتی تغمر قلوبنا وأنفسنا أیاً کنا ومن أین أتینا عرباً کنا أن غیر عرب ... هذا شأن یخصنا ان نشعر بالالم او ان نتغاضى عنه .. و ان تغاضینا ، ان لا یکون التغاضی مفروضاً علینا .. خاصة من قبل اعدائنا ... عفوا اصدقائنا ...
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS