الاحد 13 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

حزب الله والمقاومة وانتصارات جدیدة

حزب الله والمقاومة وانتصارات جدیدة

 

من الواضح انه لم یدر بخلد الذین اختاروا الاصطفاف فی الخندق المعادی للأمة عندما هاجمت إسرائیل قوى المقاومة وعلى رأسها حزب الله اللبنانی أن هذه المقاومة سوف تحقق الانتصار تلو الآخر على قوى البغی والظلام  والهیمنة والطغیان ومحاولة السیطرة على العالم متمثلة فی دولة الکیان الغاصب، کما یبدو أن تلک الفئة الضالة التی حاولت الطعن فی انتماء وولاء ومبادئ قوى المقاومة لم تعلم بأن الجماهیر العربیة والإسلامیة وکل القوى الحیة فی هذا العالم حسمت أمرها ووقفت إلى جانب حزب الله وسید المقاومة فی معرکة المواجهة مع قوى الشر والطغیان.

منذ تلک الحرب وما قبل ذلک بسنوات وقوى المقاومة وعلى رأسها حزب الله وهی تتقدم أماما، تتنقل بخطوات راسخة لا تعرف التردد، وجباه عالیة لا تعرف الانحناء ولم تألفه، ولا تقبل بأقل من الانتصار وفی أسوأ الأحوال لا تعرف الهزیمة کما جیوش دول التآمر التی لم تعرف سوى طعم الهوان والمهانة والهزائم، والتی یبدو أنها عز علیها أن ترى حزب الله وقوى المقاومة اللبنانیة وهی تحقق انتصارا جدیدا آخر على من قیل أنها دولة تمتلک جیشا لا یقهر، فأبت إلا أن تتآمر علیه فی وضح النهار وفی العلن وبدون أدنى خجل من جماهیر الأمة أو لعنة التاریخ.

بینما کانت قوى المقاومة تقاتل بکل ما عرف عنها من قوة وشراسة، وبینما کانت تتصدى لکل آلة الحرب الأمیرکیة المتوفرة بید جیش الکیان الغاصب بشکل یبعث على العجب والإعجاب، کانت تدار ضدها معارک أخرى لا تقل شراسة عن ساحات القتال التی أبلى فیها کل عنصر من عناصر المقاومة أحسن بلاء، هذه المعارک کانت تدار بأید عربیة من خلال إعلام ربط نفسه بالأجنبی فتم تجنید کل القنوات الفضائیة فی خدمة المؤامرة التی حیکت بکل خسة ودناءة وبلا أدنى خجل، وتورط  فیها من الکتاب والأقلام  المأجورة التی لم تتوقع أبدا أن البوصلة هذه المرة سوف تتجه باتجاه آخر مختلف عما کان علیه الحال فی کل مرة تواجه فیه إسرائیل جیوش العربان، فانکشفت عوراتهم کما العورة الإسرائیلیة التی بدت مکشوفة لأول مرة بهذا الشکل المخجل.

لم تخرج المقاومة مکسورة ولا مهزومة کما أراد لها الإسرائیلی والأمیرکی والعربان، ولم تستطع کوندی رایس أن تحتفل کما اشتهت ولم یتحقق لها ما أعلنت عنه من شرق جدید بل انکفأت هی ومن حالفها على أعقابها خاسئة مذمومة.

بخروج المقاومة مرفوعة الرأس والهامة کان لا بد لقوى العدوان أن تبدأ تآمرها من جدید، وظلت تمارس تآمرها، وجندت کل الطاقات من أجل إلحاق الهزیمة بالمقاومة، فجندت المزید من الأقلام والفضائیات، وعندما لم تستطع تحقیق أی فعل على الأرض، لجأت إلى شیوخ وعلماء الدولار الذین استعملوا الدین وسیفه، فی اعتقاد منهم أن هذا قد ینطلی على العامة من الناس، وحاول شیوخ الفتاوى استعمال هذا السیف وتکفیر الآخر ورفعوه فی وجه الناس على اعتقاد أن هذا قد یسهم فی تراجع أسهم المقاومة، إلا أن شیئا من ذلک لم یتحقق، وظلت المقاومة بکل أطیافها محمیة فی قلوب العامة من الناس، واحتضنوها بحبات العیون والضمائر والقلوب التی تعتمر بالإیمان الحقیقی، وعندما لم تنجح کل الفتاوى والتکفیر للآخر لجأت قوى التآمر التقلیدیة التی کانت على مدى تاریخها مرتبطة بالأجنبی فی لبنان، وحاولت جر حزب الله والمقاومة إلى معرکة أخرى، إلا أن ما وقع أثبت بأن المقاومة محمیة من قبل الجماهیر، وأنها أقوى من کل المؤامرات التی حیکت فی أکثر من عاصمة، وساهم بها أکثر من قائد أو رئیس أو دولة وعلى رأسها دولة البغی والعدوان، وقد رأى العالم کیف أن المقاومة استطاعت خلال ساعات أن تحرز انتصارا آخر، وکیف تهاوت قوى البغی وارتجفت القیادات التی لم تکف عن النعیق، وشاهد العالم آثار الهزیمة على وجوه من اعتبروا أنهم قادة عظام ولم یتوقفوا عن التهدید والوعید.

لم یکن من الممکن لمن تآمر على لبنان أن یصمت أمام هذا الذی یتحقق على ید المقاومة وهذا الثبات الذی تبدیه، فکان أن أمرت الولایات المتحدة الأمیرکیة أتباعها فی المنطقة بان توقف هذا المد الذی یتحقق للمقاومة، فأوعزت لمن أوعزت بالتحرک باتجاه المصالحة، لأنها أدرکت بان قوى التآمر لا یمکن أن تنتصر أمام هذا المد للمقاومة، ولا نعتقد بأن المصالحة التی تمت کان لها أن تتم لولا البأس والعنفوان الذی أبدته المقاومة، ولم یکن من الممکن للمصالحة أن تتم لو أن قوى التآمر شعرت للحظة بأن بإمکانها الانتصار، وهی وعندما کانت تعتقد بأنها محمیة ومدعومة من قبل أمیرکا وإسرائیل لم تجنح أبدا باتجاه المصالحة، وهی لم تفعل، سوى بعد أن أدرکت بشکل قاطع بأنها لا یمکنها أن تحقق أی انتصار وأنها بعیدة کل البعد عن تحقیق أی إنجاز.

 والآن وبعد کل هذا الذی جرى، ها نحن أمام انتصار جدید آخر لقوى المقاومة، لا بل انتصارات عدیدة تتحقق، فها هی صفقة الأسرى التی حاولت إسرائیل أن لا توافق علیها بشروط المقاومة تتحقق، وهذا لم یکن ممکنا لولا حرب تموز وانتصار المقاومة فیها، وها هم ثلة من الأبطال سوف یتم الإفراج عنهم  وعلى رأسهم سمیر القنطار، بعد أن کانت دولة الاحتلال ترفض أن تخلی من تقول بان أیدیهم "ملطخة" بالدم، وها هی  أیضا توافق على الإفراج عن أسرى فلسطینیین  ضمن صفقة التبادل، وها هی دلال المغربی تعود إلى أحضان الوطن وتدفن کما یلیق ببطولتها التی لا تزال ماثلة أمام عیون إیهود باراک والذی یعرف تماما من هی دلال المغربی فلقد أظهرته الصور وهو یجر جسدها الطاهر حقدا وغیظا ولا بد أنه لا زال یسمع أزیز طلقاتها فی أذنیه وهی تحصد جنوده وضباطه.

اانتصارات المتتالیة لحزب الله وسید المقاومة وقوى المقاومة لا تتوقف عند هذه الحدود، فهاهم اثنان من قادة الموالاة الذین لم یتوقفا یوما عن الهجوم على سلاح المقاومة ومحاولات التشکیک به وبطهارته وإلى أین یتوجه، أعلنا صراحة أنهما سوف یشارکان فی استقبال الأسرى المحررین والجثث الطاهرة، فلقد أعلن کل من جنبلاط والحریری أنهما سوف یشارکان فی العرس اللبنانی فی إشارة واضحة واعتراف لا یقبل النقاش أو الجدل بان سلاح حزب الله والمقاومة اللبنانیة لم یکن أبدا موجها إلا إلى حیث کان دوما، وأنه لم یزل وسیبقى موجها حیث یجب أن یکون، وهما بهذا الإعلان إنما یقران بأنهما کانا فی الخندق الآخر وأنهما کانا على خطأ وأن المقاومة کانت على صواب.

المعتقلون اللبنانیون والفلسطینیون الذین سوف یتم الإفراج عنهم  وتسلیم الجثث الطاهرة لتدفن بشکل یلیق بها وبما قدمه أصحابها، لم یأت نتیجة الخنوع أو التآمر ولا نتیجة فتاوى الحاقدین، بل أتى نتیجة ما بذلته المقاومة من تضحیات، ونتیجة دم سفح على أرض لبنان الطاهرة، ولعل فی ذلک درسا لمن یرید أن یعتبر بان الخنوع لا یمکن أن یقود إلا إلى الذل والمزید من الهوان.

( للکاتب والصحفی الفلسطینی رشید شاهین )

 ن/25

 


| رمز الموضوع: 141051







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. أسير إسرائيلي: إذا أردتم أن تعرفوا عدد الأسرى إسألوا سارة نتنياهو
  2. إصابة 9 جنود إسرائيليين بينهم نائب قائد فرقة وقائد كتيبة في الشجاعية بغزة
  3. في إطار جمعات الغضب.. مدن إيرانية تنظم وقفات تضامنية مع غزة
  4. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  5. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  6. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  7. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  8. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  9. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  10. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  11. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  12. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)