الاحد 13 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

یوم الرضوان نصر جدید للعرب والمسلمین ولبنان

 یوم الرضوان نصر جدید  للعرب والمسلمین ولبنان

 

فی یوم السادس عشر من تموز 2008م تحقق نصر کبیر, حرر فیه  الأسرى وجثامین الشهداء الطاهرین.

وبهذا التحریر فرحت جماهیر الأمتین العربیة والإسلامیة ,وأستبشروا بأن نصر الله  العلی القدیر سیکون قریب.

واسودت  وجوه کل من ظن بفصائل المقاومة الوطنیة ظن الجاهلیة والسوء, وأتکلوا على القوة العسکریة الأمریکیة, أو جیش الدفاع والإسرائیلی,لکی یکونوا بفضل منهما هم الظاهرون والمنتصرون والغالبون.

ومهما قیل ویقال وسیقال عن هذا الانتصار الذی تحقق بفضل من الله على سواعد رجال المقاومة اللبنانیة وحزب الله الأبطال, وسماحة السید حسن نصر الله حفظه الله ورعاه, فإننا سنبقى عاجزین على أن نعطی هذا الیوم حقه وما یستحقه من الإجلال والتقدیر. فبعد جدال طویل, وخلافات عسیرة بین قادة إسرائیل. رضخ العدو الإسرائیلی لشروط المقاومة اللبنانیة. وأطلق سراح الأسرى والمعتقلین اللبنانیین, وجثامین الشهداء الطاهرین. والتی تمت بوساطة المساعد الألمانی لأمین عام الأمم المتحدة. وأنطلقت کل واسطة إعلامیة مع بعض المحللین,تحلل الحدث کل وفق منظورها, أو محکومة بتوجهاتها, ورغبات أسیادها, أو بما تحمل فی صدر طواقمها من محبة وتقدیر,أو حقد وضغینة لفصائل المقاومة الوطنیة فی کل من  العراق ولبنان وفلسطین. وإن کان تجاهل الإدارة الأمریکیة وإسرائیل للحدث مبرر لأنه کان هزیمة لهم. فإن تجاهله من بعض الأنظمة العربیة والإسلامیة ووسائط إعلامهم لیس له من تفسیر سوى أنها مشارکة منهم للمهزومین بأحزانهم, أو دلیل على تواطؤهم مع إسرائیل والإدارة الأمریکیة على العرب والمسلمین. وأن هذا التحریر أصابهم بالذعر والهلع, حین وجدوا فیه الکثیر مما لا یریح:

·        فتحریر الأسرى لم یکن صفقة, وإنما فرض إرادة المقاومة على الإرادتین الإسرائیلیة والأمریکیة.

·    ورضوخ حکومة إسرائیل, کان بسبب قناعتها أنها إن لم تطلق سراح الأسرى, فإن الإسرائیلیین سیعیشون فی خوف ورعب من عملیات جدیدة لفصائل المقاومة لن تکون نتائجها سارة. فالمقاومة مصرة على تحریر الأسرى. وسوف تلجأ إلى تکثیف عملیاتها کی تحقق ما ترید. وخاصة أنها آثرت مواجهة عدوان  إسرائیل فی 2006م على أن تخلی سراح الجندیین الإسرائیلیین درء للحرب. ورغم محاولة  کل من مائیر داغان رئیس الموساد ویوفال دیسکین رئیس الشابک, فی إقناع الحکومة بعدم إتمام العملیة سترا للهزیمة ودرأ للفضیحة, وقد عبرا عن موقفهما بقولهما: إن إطلاق سراح إرهابیین على مستوى عال مقابل جثامین جنود إسرائیلیین من شأنه أن یشجع على مزید من عملیات الاختطاف وزیادة احتمال قتل أسرى إسرائیلیین فی المستقبل ,طالما أن الجثامین الإسرائیلیة تأتی بثمن عال. وهذا أدى إلى نشوب خلاف داخل الحکومة,حسمه رئیس الأرکان الإسرائیلی کابی أشکینازی حین قال للجمیع: أنا قائد للجنود أحیاء کانوا أم أموات, ویجب إعادتهم لأن إسرائیل لا تتخلى عن جنودها.

·    وعمق الانقسام الحاد داخل المجتمع الإسرائیلی بخصوص عملیة التبادل بین مؤید ومعارض. فالمؤیدون یرون أن رؤساء حکومات إسرائیل لو أنهم طووا الملف فی المفاوضات السابقة, لجنبوا إسرائیل هزیمة حرب 2006م, ومقتل الجندیین الإسرائیلیین. والمعارضون یعتبرون إن عملیة التبادل هی بمثابة أقرار علنی بالهزیمة ونشر للهزیمة فی الجریدة الرسمیة. وحتى شلومو غولد فاسر والد أحد الجندیین قال: إن خاطفی أبنی یجب أن یموتوا إن عاد أبنی إلى إسرائیل فی نعش. وحتى أن صحیفة جویش ویک کتبت: لا تذرفوا الدموع فقط على إیهود غولد فاسر والدادا ریغیف ,بل أذرفوا الدموع على حکومة  وشعب إسرائیل. والمعارضة الإسرائیلیة اعتبرت: أن الصفقة تظهر ضعف حکومة أولمرت وتعرض المن الوطنی الإسرائیلی للخطر, وتقیم علاقات عمل مع جماعات إرهابیة.  

·    تخوف وزیر الدفاع ورئیس الأرکان والقیادة العسکریة الإسرائیلیة من انهیار جیش الدفاع الإسرائیلی, بعد أن تردى  وضعه, وبلغ مرحلة من السوء لدرجة یصعب وصفها.  لأنه مازال فی حالة حرب قائمة ومستمرة ومتواصلة وشبه یومیة لأکثر من أربعون عام. إما مع جیوش عربیة نظامیة, أو مع منظمات فدائیة , أو مع فصائل مقاومة وطنیة , أو مع  رجال ونساء وأطفال صمموا على تنفیذ عملیات استشهادیة. وأنه حمل مهام إضافیة تفوق طاقته کمهمة رجال الدرک والشرطة. وهذا مما یجهد الجندی, ویفقده ثقته بقیادته وجیشه وسلاحه وذاته, ویهتک روحه المعنویة وشخصیته, بحیث یصبح خطرا على المجتمع, نتیجة ارتفاع  نسب الفرار والانتحار, أو إطلاق النار على العدو والصدیق وحتى الزوجة والأولاد. وأنه بات أشبه بالجندی الأمیرکی المهزوم والمنهک والمحبط. بعد أن تدنت روحه المعنویة إلى الحضیض. والذی سینهار إن لم یسحب بسرعة من العراق. وهو ما یعانیه الجندی البریطانی, الذی یفکر نصف تعداد جنود جیشه بتقدیم استقالاتهم من الخدمة فی صفوفه.

·    والحکومة الإسرائیلیة فی حیرة. وخاصة أن النظام العربی والقطر العربی الذی تحترمهما وتجلهما وتثق فیهما فصائل المقاومة الوطنیة فی العراق ولبنان وفلسطین هی سوریا وقیادتها. وأن أولمرت لم یصغی لکلام نانسی بیلوسی رئیسة مجلس النواب الأمیرکی حین قالت: کل الحلول تمر من دمشق. و دلیل على ذلک لقاءات القادة الأوربیین مع الرئیس بشار الأسد فی باریس, یرجونه التوسط مع إیران.

·    والقیادتین العسکریة الإسرائیلیة و الأمریکیة أمام معضلة لا حل لها. حیث أن قوتیهما العسکریتین لم یعد لها من حساب أو خوف أو رهبة  لدى رجال المقاومة الوطنیة, والذین باتوا أکثر خبرة وقدرة فی کسرها وإفراغها من مضمونها.وأن زمن التخویف فیها وبقدراتها التکنولوجیة المتطورة أفل و ولى.

·        وأن الإسرائیلیین باتوا یشعرون بأنهم أمام ظواهر وأحاجی محیرة لیس لها من تفسیر. ومنها:

1.   أن أولمرت برر شنه الحرب على لبنان فی تموز 2006م بخطاب فی الکنیست قال فیه: إسرائیل لن توافق على العیش فی ظل تهدید صواریخ حزب الله ولن تقبل أن تکون له رهینة. وتعهد فی هذه الحرب بالقضاء على حزب الله وتحطیمه وتهمیشه وتدمیر البنیة الاجتماعیة التی تحتضنه. بینما هو لم یحرک ساکنا,رغم أن حزب الله  بات یملک ترسانة من الصورایخ حالیا تقدر بأضعاف أضعاف ما کان بحوزته  قبل وأثناء حرب 2006م.

2.   وأن إسحاق رابین وزیر الدفاع کان أکثر صهیونیة ومجرما کغیره, وهو من أجاز قتل وکسر أطراف وأضلاع أطفال الحجارة. لیرهبهم ویخمد جذوة المقاومة ضد إسرائیل. وحین عین رئیسا للحکومة نکص على عقبیه,وهرول إلى المفاوضات معتبرا أنها الطریق الأسلم  لضمان امن وسلامة إسرائیل. وکأنه بدأ یرى طیف الهزیمة یلوح فی الأفق. وکذلک کان الحال مع دایان رئیس الأرکان الذی خطط لحروب وخاضها بعدوانیة وإجرام وإرهاب حین کان رئیسا للأرکان, ورقی  لیکون وزیرا للدفاع ثم وزیرا للخارجیة. ومن ثم تحول لیکون أکثر المدافعین عن اتفاقیات کامب دیفید. وکذلک هی حال البقیة من الوزراء ورؤساء الأرکان بمن فیهم  بیرس وباراک وموفاز الذی قال:واجبنا المعنوی یکمن فی إعادة الدادا وإیهود إلى منزلیهما وهذا ما نفعل. وکذلک کان موقف باراک وزیر الدفاع حین قال:یتحتم علینا ومع بالغ الألم تنفیذ الصفقة مع حزب الله. وهو نفس موقف نائب رئیس الحکومة إیلی یشائی حین قال: إنه ثمن أقل کلفة مما دفعناه فی السابق.فمع کل الألم المرتبط بهذا الاتفاق,لا نرید أن تمر عائلتا الدادا ریغییف وإیهود غولد فاسر بالذی مرت به عائلة آراد. وحتى إیهود باراک الذی شارک بمعظم عملیات الموساد الإسرائیلی الإجرامیة خارج فلسطین. والذی شارک بجمیع الحروب الإسرائیلیة, والذی عامل العرب بمنتهى الوحشیة, ولم یردعه الخلق حین اخمد أنفاس البطلة الجریحة دلال المغربی برکلها بقدمیه وتعریتها من ملابسها وهی شهیدة. سارع لسحب الجیش الإسرائیلی من جنوب لبنان فی أیار عام 2000م حین کان رئیسا للحکومة. ویومها تعرض للنقد الجارح على قراره بتجنیب إسرائیل هزیمة مدویة خططت لها المقاومة اللبنانیة وحزب الله بعنایة,. وبات یفاخر حالیا بأنه لو لم یتخذ قراره   لکانت إسرائیل  وجیشها یعانیان ما تعانیه حالیا الولایات المتحدة الأمیرکیة وقواتها فی العراق. وحتى  شارون الذی أنتقد قراره, أقتدى فیه حین سحب جیشه من قطاع غزة, رغم تصدیه سابقا لأی انسحاب. وحتى شیمون بیرس رئیس الدولة الذی وقع مرسوم العفو عن سمیر القنطار قال: یوم الإفراج عن سمیر القنطار یوم حزین بالنسبة لإسرائیل.

3.   والقیادة السیاسیة تلجا للحرب لتحقیق ما فشلت عن تحقیقه فی السیاسة والدبلوماسیة. فی حین أن إسرائیل تخوض الحرب لتحقیق کل هدف. وحتى بالحرب عاجزة عن تحقیق أی هدف. واتجاهها الحالی إنما مرده إلى أن جهود قواها العسکریة باتت عقیمة ولا تجدی.

4.   ومع أن إسرائیل دولة فصلت على مقاس جیش الدفاع الإسرائیلی والمنظمات العسکریة الصهیونیة الإرهابیة. ویقود حکوماتها وحتى معظم  أحزابها عسکریون. وکل واحد منهم یدخل المعترک العسکری والسیاسی, وکل همه  أن یرهب العرب بجبروته وبطشه وإجرامه وإرهابه وعنتریاته. ثم یصحوا فجأة بعد أن یهدر عمره, على حقیقة  انه لم یحقق من شیء سوى تحفیز العرب والمسلمین, على تصعید المقاومة والتصدی لعدوانه وإرهابه وإجرامه, وخلق أعداء جدد, وزیادة أعداد المنتقدین لإسرائیل أو سیاستها الإرهابیة. بحیث لن تعد تجدی أعماله الإجرامیة, والأعمال الإجرامیة والإرهابیة لمن یلیه فی إجهاض روح المقاومة,أو کسر شوکتها. فقدرتها أکبر بکثیر مما کان یتصور,وحتى الذراع العسکریة الطویلة لآلة الحرب الإسرائیلیة قابلة للی والکسر.وعندها یدخل متاهة حتى یقال أو یستقیل.

5.   وإصرار إیهود أولمرت عن أن قرار مجلس الأمن الدولی 1701 إنجاز تاریخی و نصر کبیر لحرب 2006م . یتناقض وموقف یهود باراک  الذی یقول: القرار 1701 لم یعمل ولا یعمل ولا یبدوا أنه سیعمل وهو قرار فاشل. حتى أن الحکومة الإسرائیلیة والقیادة العسکریة الإسرائیلیة تعتبر أن  الیونیفیل تخفی الحقائق بشکل متعمد وتعرض نصف الحقائق, وتضلل مجلس الأمن , أو تقدم معلومات کاذبة بشأن حزب الله للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولی.

6.   وموقف وزیرة الخارجیة الأمیرکیة رایس حین قالت عن عدوان إسرائیل فی تموز 2006م على لبنان. حین قالت:إن ما نشهده هو آلام مخاض ولادة شرق أوسطی جدید. ثم خرست بعد أن مات الولید, وأمه فی العنایة المشددة بلا حراک وببطء تموت, ولا أمل لها فی الحیاة.

7.   وإسرائیل التی کانت قوى الاستعمار والإدارات الأمیرکیة  یستخدمونها لإرهاب العرب بقوتها وجبروتها, باتت الیوم تستقبل رؤساء ووزراء هؤلاء لرفع معنویات الإسرائیلیین,  وتطمینهم ورفع روحهم المعنویة بأنهم سیقفون بقوة لدعم إسرائیل وحمایتهم من الأخطار.

8.   والإسرائیلیون فی إسرائیل الآن یلوکون الهزیمة المرة. ویرفعون الصوت بنقد أحزابهم وحکوماتهم. وتوجیه سهام النقد لساسة وجنرالات إسرائیل. لأنهم لم یقرئوا الحوادث والأحداث کما یجب أن تقرأ. وأنهم کانوا ومازالوا عصبة من الأغبیاء والجهلة والمجانین والحمقى والفاسدین خدعوا أنفسهم ومواطنی دولة إسرائیل, على أن أمن وسلامة وبقاء إسرائیل لا یتحقق إلا بإذلال العرب وإجبارهم على الرضوخ والاستسلام. وأضاعوا فرصا لا تعوض, وأنهم لو استثمروها لوفروا على دولة إسرائیل ما تعانیه حالیا ومستقبلا من سؤ المصیر. بعد أن  أفل و ولى زمن الانتصارات,  لیلفهم لیل حالک طویل وثقیل من الهزائم. والإسرائیلی المحظوظ هو من یعود من حیث أتى. فالفرصة السانحة لبناء مجدهم قد ضاع سدى. فجنرالاتهم وحکامهم لم یستوعبوا درسا مما مضى ,ویکررون نفس الأخطاء السابقة:

فتحالف إسرائیل مع العملاء من العرب والمسلمین أشبه بتحالف بنی قریظة مع المشرکین.

واعتماد إسرائیل على قوة الإدارات الأمیرکیة أشبه برکون الیهود إلى  قوة بیزنطة.

وعداء إسرائیل  للعرب والمسلمین أشبه بعداء بنی قریظة للعرب والمسلمین فی مدینة یثرب.

وتعاون إسرائیل مع الاستعمار والإمبریالیة  لم ولن یجنبها سؤ المصیر, وأشبه بتعاون الیهود مع جیش إیزابیلا فی الأندلس. والتی حین انتصرت جعلت مصیرهم من نفس مصیر العرب.

ونهج إسرائیل فی فلسطین ومع العرب هو من عجل بهزیمتها, کما عجلت تصرفات وممارسات  زعماء الیهود بهزیمة  بنی قریظة والقینقاع وخیبر حین بلغت حدا لا یطاق.

وقیام دولة مستقلة للیهود فی فلسطین یتعارض حتى مع ما ورد فی کتاب التوراة.

وتناسیهم  أن العرب والمسلمین إن صبروا على ضیم. فصبرهم إلى حین ولیس لأبد الآبدین.

وأن القوى الاستعمار والإدارات الأمریکیة الذین من سماتهم الخطأ والتعامل بخطأ مع الشعوب والعرب والمسلمین بات سلوک انتهجته وتنتهجه إسرائیل وعنه لا تحید قید أنملة.

وأن قناعة إسرائیل بهزیمة العرب والمسلمین بتحالفها مع أنظمة الخیانة والعمالة, أشبه بیهود یثرب  حین تحالفوا مع جیش المشرکین فی غزوة الخندق لإلحاق الهزیمة بالمسلمین.

وان إسرائیل  ضیعت فرصا سانحة لإحلال السلام بینها وبین وجیرانها, حین أخذتها قوتها وجنون العظمة وما ورد فی کتبها من أساطیر. ظنا منهم لصغر عقولهم وسطحیة تفکیرهم وجهلهم. أنهم سیجبرون الأمة العربیة على الاستسلام  خوفا من جیشها الذی لا یقهر.

والبعض یعتبر أن الإدارات الأمریکیة وظفت کیانهم لتحقیق مصالحها على حساب مصالح إسرائیل. وحین تحقق لها ما أرادت سارعت بقواتها لتحمی مصالحها بنفسها, وتنظر لإسرائیل على أنها تابع. وأن الساسة الأمریکیین تجار کلام  یبیعون إسرائیل کلام معسول لیرهبوا فیه المسلمون والعرب. ویحملون الحزب الجمهوری وإداراته الأمیرکیة النصیب الأوفر من المسؤولیة على ما یلحق بکیانهم من هزائم ووهن,ومختلفون على من یتحمل من أحزابهم وساستهم وزعمائهم وأحزابهم باقی المسؤولیة.

والبعض یعتبر أن کیانهم ارتدى ثوبا أکبر منه, وأنه أتخذ لنفسه دورا أکبر بکثیر من طاقته وإمکانیاته.

والبعض یعتبر أن مراهنة الإسرائیلیین على عامل الوقت لإجبار العرب على الرضوخ الاستسلام  لما تریده إسرائیل کانت مراهنة خاطئة. فعامل الوقت ما کان فی یوم من الأیام فی مصلحة إسرائیل.

وکل إسرائیلی بات یائس ومحبط, او خائف یترقب مما ستحمله الأشهر والسنون القادمة من مفاجآت قد تحمل معها من یقوض بنیان الکیان الصهیونی من أساسه, ویحیله إلى رکام. ویسارع لیلقی باللوم على غیره فیما آلت إلیه إسرائیل من وهن وضعف وتردی وانحسار وهزائم باتت تضربها بالجملة. حیث یجتاح المجتمع الإسرائیلی شعور بغموض الأهداف وفقدان بوصلة الاتجاه, واهتزاز الثقة بکیانهم وشعور بعدم الثقة بالإدارات الأمریکیة, وشعور بالحیرة من الموقف الأوربی بشأن إسرائیل,وحتى شعور بالارتیاب من الأمم المتحدة, وتخبط وحیرة من تعهد حزب الله بالانتقام للشهید عماد مغنیة. وهذا ما عبر عنه ناثان جیفرای حین قال: صفقة التبادل تدفع سیاسات الدولة الإسرائیلیة إلى حالة ذعر.

والأنظمة العربیة والإسلامیة التی اعتبرت عملیة حزب الله لیس لها من مبرر, وحملوه مسئولیة  حرب 2006م. باتوا فی وضع لا یحسدوا علیه أمام ما تحقق فی یوم الرضوان, وإقرار قادة إسرائیل بأنهم هم من هزموا فی الحالتین, ولیس لبنان. وثبت أن هذه الأنظمة لا تفقه من شیء فی السیاسة أو فی الحرب. أو أنهم رغم تواطؤهم مع إسرائیل والإدارة الأمریکیة إلا أن هؤلاء لم یجنبوهم سؤ المصیر.

وغالبیة المجتمع الدولی باتت تعتبر أن إسرائیل ضیعت فرص کثیرة لو أحسنت استغلالها لعادت علیها بالنفع . ووفرت  على الإسرائیلیین والعرب الحروب  وهدر النفس والأموال ونهر الدماء الذی لم یکن له من مبرر على الإطلاق. ولعاش العرب والإسرائیلیین بسلام ووئام. ومنها على سبیل المثال:

لو قبلت إسرائیل بدولة فلسطین موحدة یعیش فیها العرب والیهود جنبا إلى جنب عام 1948م.

لو ألتزمت إسرائیل بقرار التقسیم الصادر عن الأمم المتحدة.وأدارت القسم المخصص لها بموجب القرار دون أن تلجأ إلى ضم القسمین لسلطتها بذریعة رفض العرب لقرار التقسیم.

لو لم تشارک إسرائیل الاستعمارین البریطانی والفرنسی بعدوانهم على مصر عام 1956م.

لو لم تلجا إسرائیل لسیاسة ضم الأراضی السوریة واللبنانیة والأردنیة والمصریة المحتلة.

لو انسحبت إسرائیل  من الأراضی التی احتلتها عام 1967م مباشرة دون قید أو شرط.

لو لم تحتل جنوب لبنان علم 1978م, ولو تقم بالعدوان عام 1982م على لبنان.

لو توقفت إسرائیل عن بناء المستوطنات وجدار الفصل وقضم أراضی الفلسطینیین.

لو سارعت إسرائیل لتوقیع معاهدات سلام حقیقیة وفعلیة. بدلا من توقیع معاهدات منقوصة, أو الضغط لإجبار العرب على توقیع معاهدات استسلام تسطوا فیها على أراضی العرب.  

فشمعون بیرس وأولمرت ووزیر الدفاع وموفاز ورئیس الأرکان وباقی ساسة إسرائیل  وضباط وجنود الجیش الإسرائیلی على قناعة بأن دولتهم باتت بحکم المنتهیة. فزمن قوتها وجبروتها وجیشها الذی لا یقهر  ولى إلى غیر رجعة. وأن ما تبقى من ممارساتها الإرهابیة والإجرامیة والعدوانیة لیس أکثر من محاولة یائسة لإثبات وجودها قبل أن تلفظ أنفاسها الأخیرة لا أکثر.وأن علیهم أن یدفعوا لفصائل المقاومة کل ما تطلب. فشتان بین مقاومة وطنیة صدقت ما عاهدت الله علیه وما قطعته من عد لشعبها, فسطع نجمها وأظهرها الله على عدوها بعد أن اتکلت علیه وحده, ووظفت سواعدها وسلاحها وشجاعتها وخبراتها ودماء وأرواح مقاومیها. وبین عدو یحارب الله وعباده, متکلا على الصهیونیة وجبروت الولایات المتحدة الأمریکیة وترسانتها العسکریة المتطورة, ولیس له من خبرة سوى فی فنون الکذب والعدوان والإرهاب والإجرام والتنکیل بالنفس البشریة. وکل معانی ودلائل ومؤشرات هزیمة إسرائیل واندحارها, تلمسه أو تشمه أو تستشعره وتحسه فی یوم تحریر الأسرى. ومن لا یصدق یدقق ملیا بأن إسرائیل تعیش حالیا حالة فریدة من نوعها. حیث أنه رغم هزیمة حکومة إیهود أولمرت, ورغم الفضائح التی تحیط فیه, ورغم کثرة منتقدیه, وخاصة نتنیاهوا. فما من أحدهم یرید منه أن یقدم استقالته, أو یحل الکنیست  ویدعوا هو أو أی منهم لإنتخابات مبکرة. فما من أحد منهم یرید أن یحشر نفسه فی هذه المعمعة. وهذه أول مرة تقبل إسرائیل أن تعیش مع هزائمها. فحاضرها ومستقبلها مظلم إن لم تغیر من طبعها عاداتها.

( الکاتب  العمید الرکن السوری المتقاعد برهان ابراهیم کریم  )

ن/25


| رمز الموضوع: 141090







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. أسير إسرائيلي: إذا أردتم أن تعرفوا عدد الأسرى إسألوا سارة نتنياهو
  2. إصابة 9 جنود إسرائيليين بينهم نائب قائد فرقة وقائد كتيبة في الشجاعية بغزة
  3. في إطار جمعات الغضب.. مدن إيرانية تنظم وقفات تضامنية مع غزة
  4. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  5. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  6. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  7. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  8. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  9. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  10. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  11. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  12. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)