مهما کان فالسلاح بید الفلسطینیین
مهما کان فالسلاح بید الفلسطینیین
الجرافة هی التی قتلت الناشطة الامریکیة راشیل کوری
قسم التعلیق والتحلیل فی القسم العربی فی وکالة قدسنا
لجوء الشباب الفلسطینی الیائس المحبط الى سلاح الجرافات کوسیلة لمواجهة الاحتلال الاسرائیلی فهذا امر متوقع ولیس غریبا على الشعب الفلسطینی الذی یقاسی الامرین . فقد ابتدع المقاومزن الفلسطینیون اسلحة آخر کثیرة لفتت اهتمام العالم کالحجارة و السکاکین ، والقنابل البشریة (العملیات الاستشهادیة) واخیرا صواریخ القسام و الان الجرافات التی اصبحت تقلق مضاجع العدو.
العنف المدان دولیاً یرتکبه الکیان الصهیونی ضد الشعب الفلسطینی نساءاً واطفالاً وشیوخاً وحتى المرضى ولکن ماذا یمکن ان یفعل هذا الشعب الفلسطینی الصغیر فی عدده، المهان تحت احتلال وحشی قمعی ظالم، وقد خذله العالم بأسره، بمن فی ذلک اشقاؤه العرب انفسهم .
ومع اطلالة القرن الحادی والعشرین تلاشت کافة أشکال الاستعمار واحتلال الاراضی بإستثناء الاحتلال الاسرائیلی الذی یزداد شراسة یوما بعد یوم ، و یقتل الفلسطینیین دون رحمة او شفقة اطفالاً ونساء ، و یفرض علیهم حصارا تجویعیا تحت سمع العالم وبصره.
الفلسطینیون عندما عرضوا السلام على الصهیونی المحتل ، و وقعوا اتفاق اوسلو وتنازلوا عن ثمانین فی المئة من ارضهم على امل ان یعیشوا فی امن وسلام فی العشرین فی المئة المتبقیة، ، واجهوا ما لم یتصوروه بالرغم من المعارضة التی ابدتها القوى السیاسیة المعارضة للتنازلات ونجم عن ذلک المزید من المجازر والحصارات وعملیات الاذلال امام اکثر من ستمئة حاجز عسکری اسرائیلی فی الضفة الغربیة.
لم یسأل ای من الاسرائیلیین او القادة الغربیین الداعمین لهم الذین استهجنوا عملیة الجرافة الثانیة ، مثلما استهجنوا عملیة مماثلة قبل شهر فی المکان نفسه، لم یسألوا انفسهم عن الاسباب التی دفعت هذا الشاب وابن جلدته السابق للجوء الى الجرافة و القیام بالهجوم بالطریقة التی نفذوها، ولماذا الاقدام على استخدام هذا السلاح فی الوقت الراهن على وجه الخصوص.
المقاومة حق مشروع، مارسته کل الشعوب التی وقعت تحت الاحتلال، حتى الصهاینة انفسهم یسمون اعمال عصابات " الهاغانا " و " الاشتیرن " الارهابی " الملک داوود " فی القدس وقتلت الکونت برنادوت الوسیط الدولی السویدی ، بانها کانت اعمال مقاومة للوصول الى الاستقلال حسب زعمهم ، فلماذا یحرمون هذا الحق نفسه على الفلسطینیین الذین یقاومون احتلالهم وهو الابشع من نوعه فی التاریخ، حدیثه وقدیمه .
الفلسطینیون یحاولون من خلال امکانیاتهم البسیطة سقی الاسرائیلیین من کأس السم نفسها. فهم ای الاسرائیلیون الذین بادروا باستخدام الجرافات لهدم البیوت الفلسطینیة فوق رؤوس اصحابها، ولقلع الاشجار المثمرة، وتجریف الاراضی الزراعیة، لتجویع الناس وحرمانهم من مصدر عیشهم.
البلدوزرات الاسرائیلیة هی التی قتلت الناشطة الامریکیة راشیل کوری عندما تصدت لها وحاولت منعها من هدم بیوت المحاصرین المجوعین الفلسطینیین فی قطاع غزة. فلماذا لم تتحرک الادارة الامریکیة للدفاع عن مواطنتها، وتطالب بمحاکمة الدولة المجرمة التی تسببت فی قتلها وغیرها من الناشطین بمثل هذه الطریقة البشعة؟
الشعب الفلسطینی سیواصل المقاومة بکل الطرق والوسائل طالما بقیت ارضه محتلة، وطالما استمرت المجازر وعملیات الاذلال ضده، فلیس امامه ای خیارات اخر غیر هذا الخیار.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS