الاحد 13 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

هل تصمد التهدئة فی غزة.. والى متى

هل تصمد التهدئة فی غزة.. والى متى ؟

 

عندما وافقت فصائل المقاومة الفلسطینیة على التهدئة مع العدو الصهیونی کان لبعضها تحفظاً علیها من حیث المبدأ کونها لا تجوز مع قوة احتلال وأن القانون الذی یجب أن یحکم العلاقة هو استمرار المقاومة والاشتباک لان التهدئة تخدم مصالح الاحتلال وتریحه، وفی المقابل کان الرأی الأرجح فی المحصلة النهائیة للحوار الذی رعته القاهرة ومثلت حماس فیه القوة الرئیسیة والمقررة بالخصوص أن نوقع على الاتفاق لمدة ستة أشهر تعطینا فرصة لاستعادة الأنفاس واعتبارها استراحة مقاتل من جهة ومن الأخرى منح فرصة لرفع الحصار الخانق عن أهلنا فی قطاع غزة المحاصر منذ أکثر من عام ونصف ، وقد وجد الاتفاق دعماً وتفهماً من جانب الغالبیة العظمى من جماهیر شعبنا على خلفیة الحالة المعیشیة الصعبة وحجم الخسائر العالیة للعدوان المستمر على مخیمات القطاع تحت ذریعة رد الفعل على الصواریخ، وکذلک لإعطاء فرصة من أجل المصالحة الوطنیة واستعادة الوحدة الوطنیة.

إذن دخلنا التهدئة ولدینا تعهدات ملزمة تضمنها مصر حول وقف الاعتداءات الصهیونیة ورفع الحصار ورفع تدریجی للحواجز وفتح المعابر فهل تم ذلک وهل التزمت اسرائیل بما تعهدت به وقبلته ؟ الجواب کلا والعکس هو ما حدث.

صحیح أن الاتفاق لم یشمل الضفة الغربیة وهی أحد ثغراته الرئیسیة لکن المفهوم ضمناً أن عملیات قتل وانتهاک صارخ فی الضفة ستشکل خرقاً للتفاهم بغض النظر عن النصوص لان وحدة الشعب الفلسطینی لیست مرهونة بنصوص أی اتفاق ومن ثم فلیس من الطبیعی أو المعقول أن تجرد اسرائیل حملات دهم واعتقال وقتل وتتوقع استمرار الهدوء على جبهة غزة الأمر الذی لا تتحمله حرکة حماس أو أی فصیل فلسطینی مقاوم وهو ما جعلته اسرائیل وقادتها السیاسیین ذریعة احتیاطیة لتخریب الاتفاق عندما تنتهی فائدتها منه أو یصبح عبئاً على سیاستها.

وهکذا وجدت اسرائیل فرصتها فی استخدام وتیرة تتحکم بها للعدوان على الضفة الغربیة ومؤسسات السلطة وغیرها من مؤسسات المجتمع المدنی المناضلة ضد الاحتلال فوجدناها تقتحم بنوک وتقتل قادة وتحطم مکاتب وتسرق حواسیب فصائل ومؤسسات وطنیة .. إلى آخر اعتداءاتها المتکررة والمتواترة بإیقاع مدروس کما ذکرنا .

لم توفر اسرائیل غزة من العدوان فقد قامت بخرق الاتفاق عشرات المرات فقتلت ودمرت وداهمت وقصفت ، لکن الأسوأ من کل ذلک هو أنها استمرت فی حصارها الخانق على حیاة الناس عبر إغلاق المعابر وحرمانهم من ابسط مقومات العیش الکریم وهو ما کان سبباً لموافقة الأغلبیة على التهدئة وبالتالی فقد جردت سلطات الاحتلال حرکة حماس من کل حججها وذرائعها لاستمرار التهدئة مما دفع السید هنیة رئیس وزراء الحکومة المقالة بغزة للقول أنه وحرکته سیعید النظر بالأمر عبر التوافق الوطنی وهو ما یعنی تجمید أو إلغاء قرار التهدئة بالاتفاق مع باقی الفصائل إذا ما استمرت اسرائیل فی خروقاتها المتعمدة والمتکررة.

هنا فی غزة حصار واعتداءات تخرق التهدئة وتضع حماس فی موقف صعب والهدف إضعاف حماس وإرغامها على تقدیم مزید من التنازلات عبر سکوتها عن الخروقات مما یفقدها ثقة الناس واحترامهم ، وهناک فی الضفة مداهمات واعتداءات مع المزید من بناء المستوطنات والهدف إضعاف السلطة الفلسطینیة وإفشال أی تجربة باتجاه تأسیس قاعدة مادیة لإمکانیة نشوء دولة أو کیان فلسطینی قادر على الحیاة.

المشکلة التی یواجهها شعبنا أنه برغم الفهم المتوفر لدى قیادته سواء فی الضفة أو غزة حول هذا الموضوع إلا أن الانقسام لا یزال سید الموقف فی العلاقة بین حماس والسلطة الفلسطینیة بقیادة الرئیس محمود عباس، هذا الانقسام الذی یمنح العدو الصهیونی الفرصة کاملة لتمریر کل مشاریعه سواء تلک المتعلقة بالاستیطان أو بتدمیر کل فرص النجاح لمشروعنا الوطنی الذی قدم شعبنا فی سبیله آلاف الشهداء وأضعافهم من الجرحى والأسرى ، بخلاف الخسائر المادیة الجسیمة. إن استمرار التهدئة على هذه الوتیرة فی ظل الخروقات الإسرائیلیة المتکررة یمثل خسارة صافیة للشعب الفلسطینی سواء فی غزة أو الضفة وهذا یتطلب موقفاً جدیداً من حماس ومن السلطة باتجاه توحید الصفوف أولاً وبعد ذلک أخذ موقف من التهدئة یضع العدو فی موقف لا یستطیع فیه المراوغة واستغلال الوقت والانقسام بیننا ویجبره على رفع الحصار عن غزة ووقف العدوان فی الضفة، وفی کل الأحوال  فان إعادة النظر باتفاق التهدئة هی مسؤولیة الجمیع والقرار بخصوص الاستمرار من عدمه رهن باتفاق کل الفصائل سواء فی غزة أو الضفة، فهل سنسمع قریباً عن اتفاق بالخصوص وقرار یعید الأمور إلى نصابها فی الساحة الفلسطینیة؟.

(بقلم : زیاد ابوشاویش )

ن/25

 

 

 


| رمز الموضوع: 141104







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. أسير إسرائيلي: إذا أردتم أن تعرفوا عدد الأسرى إسألوا سارة نتنياهو
  2. إصابة 9 جنود إسرائيليين بينهم نائب قائد فرقة وقائد كتيبة في الشجاعية بغزة
  3. في إطار جمعات الغضب.. مدن إيرانية تنظم وقفات تضامنية مع غزة
  4. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  5. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  6. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  7. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  8. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  9. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  10. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  11. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  12. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)