بوش یورّث إسرائیل“هدایا” غیر مسبوقة:قدرة تجسسیة على العرب وإیران

بوش یورّث إسرائیل“هدایا” غیر مسبوقة:قدرة تجسسیة على العرب وإیران

على خطین متوازیین واصل الوفد “الإسرائیلی” إلى واشنطن مباحثاته مع کبار المسؤولین الامریکیین فی البیت الأبیض ووزارتی الدفاع والخارجیة وکذلک مع عدد من المشرعین الامریکیین، حاصداً تباعاً الکثیر من الهدایا المطلوب تقدیمها للحلیف “الاسرائیلی” قبل مغادرة إدارة الرئیس جورج بوش، وعلى رأسها مساعدات عسکریة ثمینة وغیر مسبوقة، حیث قررت واشنطن وللمرة الأولى ربط “إسرائیل” بنظامین فضائیین للإنذار المبکر والتجسس لتمکینها على مدى الساعة، وبشکل مفتوح، من المراقبة والمتابعة لکل المنطقة، وذلک کإجراء احتیاطی لحمایتها.

ومن المعروف ان “إسرائیل” کانت أحیاناً یسمح لها باستخدام هذه التقنیة عبر طلب تتقدم به، وکان یشترط حصولها على موافقة الجانب الامریکی قبل تزویدها بالمعلومات التی تطلبها، وبهذا القرار ستتمکن “إسرائیل” من متابعة ومراقبة محیط واسع یشمل ایران وجمیع العالم العربی على مدار الساعة.

وبالنسبة لطلب “إسرائیل” الثانی بأن تزودها الولایات المتحدة بمنظومة صاروخیة لدعم تطویر الصاروخ “الاسرائیلی” “حیتس”، وهو الصاروخ الذی یطلق علیه اسم “أرو”، کانت “إسرائیل” قد بدأت انتاجه بدمج تصامیم فرنسیة وأمریکیة، وأثبت فشله ولم ینجح سوى فی صد الصواریخ الثقیلة بعیدة المدى مثل “سکود”، هذا الطلب رفضه وزیر الدفاع الأمریکی روبرت جیتس، لکنه وافق على ارسال أحدث رادار أمریکی یسمى “X Band” وهو رادار فائق التقنیة لدرجة إمکان ان یکتشف کرة تنس على بعد 4700 کیلومتر، وسوف یشحن هذا الرادار الى “إسرائیل” على الفور وقبیل نهایة فترة حکم بوش.

هذه الخطوة جاءت بعدما شکا باراک من قرب حصول طهران على صواریخ “S.300” الروسیة الصنع “مارس/آذار 2009” وهی أحدث الصواریخ فی العالم، ولدیها القدرة على إصابة أهداف على بعد 150 کیلومتراً وارتفاع 30 کیلومتراً “90 الف قدم” أی أعلى من أقصى ارتفاع یمکن أن تصل إلیه طائرة، کما یمکن لهذا النوع من الصواریخ أن یتعامل مع مائة هدف فی نفس الوقت سواء کان طائرة أو صاروخاً.

والى جانب هذه الهدایا العسکریة الثمینة فإن مساعی أخرى تشرف علیها واشنطن لتحقیق أمنیة “إسرائیلیة” أثمن وأغلى ولا تقارن بأی حال من الأحوال بغیرها من الهدایا، وهی الحصول على ما یطلق علیه “وثیقة تفاهم” من الطرفین تمهیداً لعرضها على الأمم المتحدة وذلک للحصول على اعتراف أممی من الجمعیة العامة للأمم المتحدة بیهودیة “إسرائیل”، الأمر الذی حاول الجانب الفلسطینی نفیه، وتمسک أحمد قریع المفاوض الفلسطینی الى واشنطن وکذلک صائب عریقات بتکرار الشکوى من الممارسات “الاسرائیلیة” لاسیما فی القدس وهدم المنازل والنشاطات الاستیطانیة باعتبارها تدمر کل احتمالات عملیة السلام، وکان عریقات قد أکد للصحافیین أنهم سیرفضون ای اتفاق ناقص فإما الاتفاق على کل شیء أو لا اتفاق، وأضاف “اننا لن نسمح بتأجیل ای من قضایا الحل النهائی فی القدس والحدود والمستعمرات والأمن والأسرى والمیاه، والعلاقات کلها تشکل (رزمة) لا یعقل تجزئتها”.

وکانت مباحثات الیوم الثانی قد تضمنت لقاءات منفردة بین کوندولیزا رایس، وکل من الوفدین الفلسطینی و”الاسرائیلی” کل على حدة، قبل ان تجمعهما معاً. وفی کل اجتماعاتها حضر معها دیفید وولش مساعدها لشؤون الشرق الأدنى. الوفد الفلسطینی التقى أمس الأول وفریق البیت الأبیض برئاسة مستشار مجلس الأمن القومی ستیف هادلی.

وتحاول رایس ومعها صقور البیت الأبیض وعلى رأسهم الیوت ابرامز اقناع الطرفین ولاسیما الفلسطینی بتوقیع اتفاق تفاهم بدعوى الرغبة فی تقدیم تقریر للجنة الرباعیة الدولیة على هامش اجتماعات الجمعیة العامة للأمم المتحدة فی سبتمبر/ أیلول المقبل، ولکن یفهم من سیاق وأسلوب وإصرار الإدارة الأمریکیة على الدفع بعملیة التسویة فی وقت متأخر، حتى لو استدعى الأمر جولة أخرى قریبة للغایة تقوم بها رایس للمنطقة، أن واشنطن ترید تحقیق حلم ونظریة ناتان شارانسکی، والتی یؤمن بها الرئیس الأمریکی والمعجب جدا بها، وبکتاب شارانسکی عنها لمحو “الخطر” الدیمغرافی عن “اسرائیل”. فاعتراف العالم ولو فی إطار مماثل لما تم علیه الأمر فی “أنابولس” (البروفة)، سیمکن “إسرائیل” لاحقاً من معالجة مسألة اللاجئین الذین لن یسمح لهم بالعودة بموجب هذا الاعتراف، بل سیعتمد الأمر على فلسطینیی ال ،48 و”الأغیار” بوجه عام، وحیث ستکرس “إسرائیل”، بما فی ذلک القدس المحتلة للیهود فقط.

هذا الاعتراف بیهودیة “إسرائیل” سیکون فی حجمه مماثلاً لمؤامرة عام 48 بإنشاء “إسرائیل”.

وفی الأغلب ستحصل “إسرائیل” على ما تریده وکذلک واشنطن، ووقتها لن یستطیع العرب أن یجادلوا، ألم یعترفوا ضمناً فی بروفة “أنابولس” بها؟

م/ن/25