العرب وعبثیة المفاوضات مع إسرائیل
العرب وعبثیة المفاوضات مع إسرائیل
لا یجد رئیس الوزراء الإسرائیلى الغارق حتى أذنیه فى محاکمات الفساد، إلا التصریحات التى ترضى عصابات المستوطنین، والتى ترتکز على التمسک بالسیاسات التى لا تجیز التنازلات فى أیة مفاوضات وعلى جمیع المسارات التى أهمها ما یتعلق باللاجئین فلسطینیا، والجولان المحتلة سوریا، فى محاولته لإثبات إنه قادر على الإمساک بموقعه رغم کل شیء.
ومع اقتراب موعد الانتخابات الحزبیة لـ"کادیما" الذى ینتمى إلیه، یحاول اولمرت، استقطاب أعضاء حزبه من خلال التصریحات والقول إنه لن یحید عن السیاسات التى یرغب فى سماعها الصهاینة من أى مسؤول لهم، والمتعلقة بعدم التنازل عن القتل وحرب الإبادة والاغتیالات والعمل على تنفیذ المشاریع الاستیطانیة التى تلتهم الأرض وتتسبب فى تهجیر الفلسطینیین، وکذا السوریین من الهضبة المحتلة.
فى احدث تصریحات المذکور قال إن القدس خط اخضر لا یمکن الحدیث عنها، مع التمسک بأنها العاصمة الأبدیة للدولة الیهودیة، أما ما یخص قضیة اللاجئین، فهى أمر مفروغ منه، یجب على العالم معالجته کحالة إنسانیة یمکن حلها من خلال مشاریع التوطین، التى یبدو أنها فى طریقها للتنفیذ، فیما انه یؤکد بالنسبة للمفاوضات، رغم التصریحات المتفائلة السابقة، على أنه لا یرى أن العام 2008، سیشهد أى تقدم فى عملیة السلام، وان کان یرید إمساک العصا من الوسط، لیرضى وزیرة الخارجیة الأمریکیة التواقة وبأى شکل، إلى إعلان ینعش رئیسها الغارق هو أیضا فى الفضائح.
وعلى نفس المنوال بما یخص المفاوضات السوریة الإسرائیلیة، ینسج تصریحاته، والتى کان أحدثها "أنه سیتعین على سوریا فى مرحلة ما الاختیار ما بین السلام وبین علاقاتها مع إیران".
تصریحات أولمرت جاءت بعد یوم واحد من بدء جولة رابعة من المفاوضات غیر المباشرة بین سوریا وإسرائیل.
وفى التفاصیل، أن اولمرت، وفى حفل تخریج فى الکلیة العسکریة فى الجامعة العبریة بالقدس المحتلة، یقول: "الأمر متعلق، قبل کل شیء، باختیار القادة السوریین فى مرحلة ما لن تکفى الإشارات فیها مهما کانت إیجابیة، وفى تلک المرحلة ستحتاج سوریا لحسم الخیار ما بین علاقاتها مع إیران، أى بین الشراکة فى محور الشر والعزلة الدولیة، وبین السلام والازدهار الاقتصادى والانضمام إلى المجتمع الدولی، وهذا الحسم هو قاطع وقیمی"، زاعما أن "إسرائیل من جانبها تواصل إجراء المفاوضات بنیة حسنة وبهدف عرض خیار بدیل حقیقى أمام سوریا، تشجعها على اتخاذ القرارات الصائبة".
أما فیما یتعلق بالقدس، فان اولمرت، یطرح بطریقة غیر مباشرة، رؤیته المتناغمة مع رؤیة المستوطنین، بل رؤیة الصهاینة بشکل عام، حین یدعو إلى طرد الفلسطینیین من القدس، بلغة غامضة ومکشوفة فى آن.
یقول خلال اجتماع لجنة الخارجیة والأمن التابعة للکنیست فى هذا السیاق: "إن موضوع القدس سوف لن یکون مشمولا فى أى اتفاق محتمل حتى نهایة العام الحالی" وان "من یعتقد أنه یمکن العیش مع 270 ألف عربى فى القدس، یجب علیه أن یأخذ فى الحسبان أنه ستکون هناک جرافات وجرارات ومرکبات أخرى لتنفیذ عملیات أخرى مما یعنی، انه یجب العمل على عدم وجود المقدسیین فى هذه المدینة، دون أن ینسى القول أیضا، إنه إذا أمکن!! التوصل إلى اتفاق مع السلطة الفلسطینیة حتى نهایة العام الحالی، فإن هذا الاتفاق لن یشمل مدینة القدس.
على العموم، إن تصریحات رئیس الوزراء الإسرائیلی، لا یمکن تمییزها عن کافة تصریحات المسؤولین الصهاینة السابقة والحاضرة، والتى ستأتى أیضا، مما یؤکد أن المفاوضات مع الکیان الصهیونی، لیست إلا مضیعة للوقت.
( المقال لـزکریا شاهین )
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS