الاربعاء 16 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

من یحرس النفط العربی؟

من یحرس النفط العربی؟

عمر عبد الهادی

عندما تکون لدیک أشیاء ثمینة أو مقتنیات لها قیمة کبیرة تجذب اللصوص الیها فإنک إما ان تتفرغ لحراستها أو تعین حارسا لها یکون مؤتمنا من قبلک، ولو تسرب الشک لنفسک حول صدقیته وأمانته لسارعت باستبداله بحارس آخر تتوخى فیه الصدق والأمانة.

وبالمقاییس المادیة یبرز النفط العربی کأثمن ما یملکه العرب الممتدة بلادهم فی أجزاء کبیرة ومهمة من قارتی آسیا وأفریقیا . والنفط مثله کمثل کل ثمین یحتاج لحراسة محکمة تحمیه من طمع اللصوص الغرباء الذین یأتونک من خلف البحار، مختلفین بذلک عن اللصوص المحلیین الطامعین بکنوزک ومقتنیاتک الشخصیة.

طبائع الأمور لا تجعل منک متآمرا على مالک أو شریکا لحارس کنوزک الشخصیة فی جریمة سرقة المال الذی ائتمنته علیه، بل تبقیک مدافعا شرسا عن مالک لدرجة التضحیة بالنفس أحیانا من اجل الإبقاء علیه سالما.

ونفط العرب هو کنزهم الأکبر، على المستویین الوطنی والقومی، والأقدار جعلت من ملوکهم وأمرائهم ورؤسائهم حرّاسا علیه.. فکیف یتصرف هؤلاء بهذه الحراسة؟ وما مدى التضحیة المستعدون لتقدیمها فی سبیل حمایته من الطامعین به؟ والطامعون لیسوا أفرادا بل دول کبرى أتت بأساطیلها وطائراتها الحربیة لترسو وتقیم حول النفط، بعد أن وضعت خططا تهدف للإبقاء على هذا النفط العربی متدفقا نحو بلادها.

لقد خالف 'مفهوم الحراسة'، عندما تعلق الامر بالنفط، شاهدنا الحامی والحارس یضع یده بید اللص الطامع ولکل غایته، فالحارس یرید الإبقاء على وظیــــــفته واللــــص یریـــــد الوصول لغایته... الأول یستسلم ویرضى بالفتات التی تؤمن له قصورا وارصدة کبیرة وکرسیا من الذهب الاصفر یجلس علیه، والثانی یفوز ویجلس فوق الذهب الاسود لیحرک به تروس مصانعه العملاقة وماکنات آلاته الحربیة الجبارة.

أدلى السنیور خوسیه ماریا أزنار رئیس وزراء إسبانیا السابق بتصریحات خطیرة کشفت عن حقیقة وجه الغرب وابرز ما ورد فیها قوله:

- إذا انهارت اسرائیل انهار الغرب.

- إذا انهارت إسرائیل خسرنا نفط العرب الذی یشکل العمود الفقری للاقتصاد الغربی.

قال دون خوسیه، المتمادی فی یمینیته، کلاما مباشرا ولا لبس فیه أقر بموجبه بالدور الذی أقیمت اسرائیل من أجله، ولم یدع مجالا للتکهنات أو لاستنتاجات أخرى بعیدة عن هذه الحقیقة، وبکلمات أخرى یقول لنا أزنار لقد أوجدنا نحن الغربیین إسرائیل بین ظهرانیکم من أجل أضعافکم وتفتیتکم ومن أجل الهیمنة الدائمة على نفطکم، ولسنا سذجا کی نسمح لکم بهزیمة اسرائیل ولسنا غافلین عن أهمیة نفطکم، وبأی ثمن سوف نبقیه متدفقا فی شرایین مؤسساتنا الصناعیة والتکنولوجیة التی لا یمکن ان نحافظ على دوران دوالیبها بدون نفطکم الرخیص.

من البدیهی أن نغیر حارس کنوزنا ومصالحنا الشخصیة إذا ما تسرب لأنفسنا الشک بإخلاصة، فماذا عن حراس نفط الأمة، حراس ذهبها الاسود وحراس کافة ثرواتها؟ فهل لدى الجماهیر العربیة (المالکة الشرعیة) للنفط ولکافة الثروات القومیة القدرة على إنجاز مثل هذا التغییر؟

ن/25

 

 

 

 

 


| رمز الموضوع: 141423







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)