الثلثاء 15 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

اسرائیل فضلت تاریخیا التعامل مع انظمة الاستبداد والفساد

الدکتورمحارب: اسرائیل فضلت تاریخیا التعامل مع انظمة الاستبداد والفساد

 

بسقوط نظام مبارک فقدت اسرائیل اهم حلیف لها فی الشرق الاوسط، هذا ما قاله الدکتور محمود محارب، المحاضر فی جامعة القدس العربیّة، خلال ندوة فی منتدى الکرمل حول الثورات والتحولات فی العالم العربی.وحول ردود الفعل الاسرائیلی والموقف الاسرائیلی الرسمی من الثورات العربیة قال د. محارب انّ الفکر الاسرائیلی، الرسمی والاکادیمی، ینفی امکانیة حدوث تحول ثوری ودیمقراطی فی العالم العربی، وهو الفکر الذی یستند الى النظریات الاستشراقیة والثقافویة التی تخدم اجندة سیاسیة، علاوة على ذلک، اکد على انّ التوجهات الاسرائیلیة السلطویة، کما مراکز الاستخبارات العسکریة ومراکز الابحاث، کلها کانت معادیة للثورات العربیة وقلقة من نتائجها. ولفت د. محارب فی سیاق حدیثه الى انّ الدولة العبریّة هی الدولة الوحیدة فی العالم التی بقیت متمسکة بنظام حسنی مبارک، وحاولت الضغط على الولایات المتحدّة الامریکیّة واوروبا لدعم نظام مبارک.

وساق المؤرخ الفلسطینیّ قائلا: تاریخیا فضلّت اسرائیل التعامل مع انظمة الاستبداد والفساد وتحالفت معها، ومع حدوث الثورة المصریة خسرت اسرائیل اهم حلیف لها فی الشرق الاوسط، ذلک انّه خلال العقود الثلاثة الاخیرة اعتبرت اسرائیل النظام المصری کمقاول للسیاسة الاسرائیلیة، واکثر ما ازعج اسرائیل هو ان الثورات العربیة لم تنتج عن انقلاب عسکری، بل نتاج حراک سیاسی شعبی وسلمی، اذ انّ ارکان الدولة العبریّة کانوا وما زالوا قلقون من انتقال ذلک الى الشعب الفلسطینی، کما قال د. محارب.

من ناحیته استعرض بروفیسور قیس فرو، من جامعة حیفا عدة نظریات حول الثورات ونشوبها، وقال انّ کل مؤرخ سوف یتوقف عند سنة 2011 کسنة مفصلیة فی تاریخ الشرق الاوسط، وکبدایة لمرحلة جدیدة لا تشبه الفترات السابقة، وزاد قائلا انّ المؤرخ یحاول تأویل التاریخ وانه یتعامل مع وصف الاحداث، ولیس مع الحدث نفسه. کما رفض فکرة قدرة المؤرخ على التنبؤ بمسار التاریخ وتغیراته.

واکد البروفیسور فرو على استحالة فهم وتفسیر ما حدث فی العالم العربی خارج السیاق العام وبمعزل عن الصراع الفلسطینی الاسرائیلی. واکد على انّه خلال العقود الاخیرة حدثت عدة تغیّرات على النخب المسیطرة فی العالم العربی، واهم ما یمیّز هذه التغیّرات هو ان النخب استعملت السلطة من اجل الثروة واعتماد النظام على الخطاب الدینی القومی، حسب البروفیسور فرو.

امّا الباحث مهند مصطفى فقال انّ الثورات العربیة هی نتاج تناقضات بنیویة داخل النظام، والانفتاح السیاسی فی العالم العربی کان قد بدأ اوائل سبعینیات القرن الماضی بسبب تلک التناقضات، ولیس کاستجابة لمطالب شعبیة. کما ان صعود التیار الاسلامی کان قد دفع النظام للانفتاح السیاسی لمواجهة هذا التیار، لکن النظام حاول دائمًا التحکم والسیطرة على التحولات الدیمقراطیة بهدف تکریس ذاته وتعمیق سیطرته، ولیس من اجل تفکیک نفسه. وکانت النتیجة دولا هجینة تتناقض مع مفهوم الدولة المدنیة.

جدیر بالذکر انّ الباحث مهند مصطفى رکّز فی حدیثه عن الحالة التونسیة وجدلیة التحدیث والدمقرطة، وقال انه تم استعمال الحداثة فی تونس بهدف ضرب المشروع الدیمقراطی والمشروع الاسلامی الاصلاحی. لافتا الى انّ ما یمیّز النخب السیاسیة التونسیة بعد الاستقلال انها درست فی الغرب، تحدیدا فی فرنسا، ثم عادت الى تونس لتستلم الحکم حاملة مشروعا حداثویا متطورا جدا، لکن هذا المشروع الذی اخذ عن الغرب الحداثة الاجتماعیة والثقافیة قد اغفل المشروع الحداثوی السیاسی.

وخلص الى القول: المشروع الحداثوی فی تونس لم ینتج دمقرطة، بل عمل على ضرب جمیع القوى الدیمقراطیة داخل تونس. هذا المشروع الحداثوی العلمانی الغربی لم یضمن الدیمقراطیة. وما ادى الى التحول الدیمقراطی فی تونس، ومصر ایضا، هو التناقضات داخل النظام نفسه، قال مصطفى.

ن/25

 

 

 

 

 

 


| رمز الموضوع: 143178







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)