تمدید المفاوضات الأخطر على فلسطین
وکالة القدس للانباء (قدسنا) ـ وکالات ـ دعا أبو عماد الرفاعی ممثل حرکة الجهاد الإسلامی بلبنان السلطة إلى ضرورة العمل على إعادة التوافق الوطنی والعمل على توحید الصف واعادة الاعتبار للمقاومة الفلسطینیة، فی ظل غیاب التوافق الوطنی، واستمرار حالة التخبط والفشل التی تسیطر على سلطة رام الله. وطالب الرفاعی فی حدیث صحافی، السلطة بضرورة التوقف عن الرهان على الولایات المتحدة ودورها فی عملیة التسویة بالمنطقة، مؤکدًا أنه کان رهانًا خاسرًا، أثبت أن أمریکا کانت فاشلة فی الضغط على "إسرائیل". وتتأزم الحالة الفلسطینیة یومًا بعد یوم، فی ظل غیاب المرجعیة القادرة على حمایة المشروع والوجود الفلسطینی، فی ضوء استمرار الانفراد السیاسی من فصیل بعینه، وصل إلى طریق مسدود فی المفاوضات وعجز عن حمایة اللجوء الفلسطینی بالمخیمات. على السلطة أن تراجع خیاراتها بشکل جدی وموضوعی، والتنسیق مع فصائل المقاومة. وقال الرفاعی: "على السلطة مراجعة خیاراتها جدیًا -ولو سرًا- وأن تعمل على التنسیق مع فصائل المقاومة للاتفاق على مواجهة التحدیات الراهنة فی ضوء مواصلة العدوان على الأراضی الفلسطینیة". وکانت السلطة الفلسطینیة قد أعلنت عن فشل التوصل إلى حلول مقترحة لعملیة التسویة، وفشل التوافق على ما یسمى بـ"اتفاق الاطار". ونادى الرفاعی، السلطة بضرورة العمل على إدراج المقاومة ضمن جدول أعمالها؛ لتکون داعمًا حقیقیًا لخیارات الشعب الفلسطینی،لأنه "لا یمکن الضغط على الاحتلال بدون مقاومة ". وأکدّ أن "إصرار السلطة على المفاوضات شجع إسرائیل بمواصلة العدوان على القضیة الفلسطینیة". ورأى أن الخیارات لدى السلطة بدأت تضیق فی المرحلة الراهنة، مستبعدًا فی الوقت ذاته وجود اختراق أو حدوث متغیرات خارجة عن المألوف عقب انتهاء المدة المحددة للمفاوضات بین السلطة والاحتلال نهایة الشهر الجاری. إصرار السلطة على المفاوضات شجع "إسرائیل" فی مواصلة العدوان على القضیة الفلسطینیة.ومن المقرر أن تنتهی مدة جولة المفاوضات الراهنة فی التاسع والعشرین من الشهر الجاری، وفق توقعات قبول السلطة بتمدیدها مقابل مکاسب سیاسیة بما فیها عملیة إطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى. واستطرد: "تمدید المفاوضات هی الأخطر وإن حقق الاحتلال ذلک عبر اخضاع السلطة، فإنه سیفتح المجال للاستمرار فی بناء مزید من الوحدات الاستیطانیة وسیعمل على تقیسم المسجد الأقصى زمانیًا ومکانیًا". وطالب الرفاعی بضرورة العمل على تعزیز الوحدة والعمل على توحید المواقف بین الفصائل، بغرض مواجهة انعکاسات فشل التسویة على دور الاحتلال فی الاستمرار بسیاسة الاستیطان والتهوید. وأشار إلى وجود ارهاصات من شأنها أن تساهم فی اندلاع انتفاضة جدیدة فی الأراضی الفلسطینیة بالضفة والقدس، فی ضوء مواصلة العدوان وعدم اتخاذ السلطة دورها فی حمایة الشعب والمقدسات. وأکدّ الرفاعی أن الاحتلال ما زال یواصل عدوانه على الأراضی الفلسطینیة وخاصة قطاع غزة، مستبعدًا أن یشن الاحتلال عدوانه على القطاع، تحسبًا من هبة جماهیریة عربیة تعید التفاف العرب نحو القضیة الفلسطینیة. وفی سیاق متصل، نبه إلى أن "إسرائیل" ما زالت تستغل حالة الانشغال العربی والصراعات الدائرة بدول الإقلیم. وشدد على أن إعادة الاعتبار للقضیة الفلسطینیة هی الرهان فی توحید العرب وتخلیصهم من صراعاتهم الداخلیة، داعیًا إلى ضرورة العمل على تفعیل الحالة الفلسطینیة لضمان إعادة حیویتها. وبشأن الأوضاع داخل المخیمات الفلسطینیة فی لبنان، أکدّ ممثل الجهاد أن الهدف الأساسی للولایات المتحدة هو ضرب قضیة اللاجئین، التی تعدّ الأکثر تعقیدًا وتقف عائقًا فی الوصول إلى نتیجة نهائیة فی عملیة التسویة. وقال الرفاعی إن المؤامرات مستمرة لإحداث اشتباک بین الفلسطینیین مع الدول العربیة، وإدخاله فی أتون الصراعات الداخلیة. استطعنا إلى حد ما أن نجنب المخیمات من محاولات الشطب. لکنه أشار إلى وجود توافق وطنی بغرض حمایة المخیمات من التورط فی تلک الصراعات، قائلًا " استطعنا إلى حد ما أن نجنب المخیمات من محاولات الشطب، والحدّ من حجم الدفع تجاه الصراعات داخلها وخارجها". وطالب الرفاعی، الحکومة اللبنانیة باتخاذ خطوات مقابلة من أجل تحسین الوضع الفلسطینی داخل المخیمات، لافتًا إلى أنه سیتم النقاش مع الدولة اللبنانیة بغرض حمایة وتحصین هذه المبادرة. وأضاف الرفاعی "نتمنى فی ظل التسویات التی تجری بالمنطقة ولبنان، أن یکون للفلسطینی نصیب من المتابعة الجدیة فی کیفیة اخراج الواقع الفلسطینی من هذه المعاناة من خلال اعطاءه الحقوق المجتمعیة والمدنیة". وتواجه المخیمات الفلسطینیة فی لبنان تحدیًا حقیقیًا فی ضوء انتشار أسلحة بعض الفصائل التی تسیء استخدامها، إضافة إلى طبیعة التحدیات الاجتماعیة والسیاسیة المتباینة داخلیًا ومع الدولة اللبنانیة التی تحرم الفلسطینیین من حقوقهم المدنیة.
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS