الاحد 13 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

معرکة بین الموساد وشاباک والمقاومة السبب

وکالة اقدس للانباء(قدسنا) تدور هذه الأیام معرکة خفیة خلف کوالیس المخابرات الإسرائیلیة بین جهاز الشاباک والموساد لیتضح ان المعرکة لم تعد مقصورة بین الشاباک والاستخبارات العسکریة بل انضم لها الموساد فی ظل الفشل الاستخباری المتوالی والمتتالی الذی یواجه إسرائیل فی غزة خاصة بعد العرض العسکری الاخیر الذی نظمته حماس والفیلم الذی عرضته وظهر فیه محمد ضیف حیا یرزق حسب تعبیر موقع "nrg" الذی نشر التحقیق الیوم السبت بالتعاون مع موقع "مکور ریشون".

وأضاف الموقع بان الکثیر من الاحتکاکات تقع أیضا بین الشاباک والموساد بعد ان تم تحویل الکثیر من الصلاحیات التی کانت ضمن صلاحیات الشاباک لجهاز الموساد خاصة فی موضوع محاربة تهریب السلاح.

وحسب الوقع وحتى نتمکن من فهم أصول وأساس الخلافات یجب أن نعلم بان التشکیلات الأمنیة والاستخباریة الإسرائیلیة تجد صعوبة کبیرة فی توزیع الصلاحیات المتعلقة بقطاع غزة فیما بینها وهنا یقوم الفشل الاستخباری مقابل غزة بتغذیة هذه الصراعات والخلافات حیث یدعی کل جهاز بقدرته على العمل بطریقة أفضل.

.ویضم المجتمع الاستخبارای الإسرائیلی ثلاثة تکتلات او منظمات کبرى هی قسم الاستخبارات التابع للجیش "امان" یخضع مباشرة لأوامر رئیس الأرکان ووزیر الجیش، الموساد والشاباک ویخضع قادتهما مباشرة لتعلیمات رئیس الحکومة.

ووفقا لتقسیم الصلاحیات "التاریخی" بین هذه الأجهزة تعمل "امان" على جمع المعلومات الخاصة بالمجال العسکری فیما یختص الشاباک والموساد بإحباط العملیات "الإرهابیة" ومنع التجسس والتآمر على ان یختص الشاباک بالعمل داخل إسرائیل والموساد خارجها.

لکن عملیة "الانفصال" عن غزة عام 2005 خلقت وضعا جدیدا وجدت اجهزة المخابرات الإسرائیلیة المختلفة صعوبة فی التعامل معه وکان اهم سؤال هو هل نتعامل مع قطاع غزة کمنطقة "أجنبیة" تقع خارج البلاد وبالتالی تحویل المسؤولیة عنها لجهاز الموساد أم لا؟ وفی النهایة تقرر عدم القیام بذلک على ضوء العلاقة الوثیقة بین ما یجری فی غزة والضفة الغربیة الخاضعة "للسیطرة" الإسرائیلیة وتقع ضمن "صلاحیة" جهاز الشاباک لذلک بقی الموساد خارج الصورة فیما وصلت الاستخبارات العسکریة العمل فی غزة وجمع المعلومات.

وبعد وقت قصیر من الإعلان والقرار بان الشاباک هو المسؤول الأول والأعلى عما یجری فی قطاع غزة بدأت الاحتکاکات بینه وبین "امان " وکان الجدل والخلاف العلنی الذی اندلع نهایة الحرب على غزة بین رئیس الشاباک ورئیس الأرکان ووصل حدود مکتب نتنیاهو مجرد تعبیر واضح عن الخلافات الصعبة السائدة بین الشاباک و"امان" منذ أکثر من ثمانی سنوات.

وشکلت عملیة اختطاف الجندی "غلعاد شالیط " عام 2006 أزمة حقیقة بین الجهتین الاستخباریتین حیث سارع الشاباک إلى الادعاء بانه قدم إنذارا حول عملیة الاختطاف التی یجری التخطیط لها بالضبط فی المنطقة حیث وقعت فی الواقع واتضح فعلا بان الشاباک نفذ عملیة اعتقال ضد "فلسطینی" داخل القطاع وانهار هذا المعتقل وکشف الخطة الدقیقة والتی تم تنفذها فعلا بعد یوم واحد فقط من هذا الاعتراف.

ونفى الجیش والاستخبارات العسکریة ان یکونوا قد تقلوا مثل هذا الإنذار واتهم الشاباک بعد عملیة الاختطاف "امان" بأنها لا تخصص لهم ما یکفی من الوسائل التی قد تمکن الشاباک من تحدید مکان احتجاز شالیط لان هذه المهمة کانت من ضمن صلاحیة الشاباک بصفته مسئولا عن قطاع غزة فیما یمتلک الجیش کافة الوسائل مثل التصویر الجوی وأجهزة التصنت المرکبة على الطائرات دون طیار فیما ردت "أمان" باتهام الشاباک بالعجز وعدم القدرة على أداء هذه المهمة.

ومنذ ذلک الحین فان الفشل الاستخباری لا یتوقف وبان الأمر عبارة عن فشلا یلاحق فشل وکان من أهمها عجز المخابرات الإسرائیلیة عن توقع "انقلاب" حرکة حماس على السلطة فی غزة عام 2007 وسیطرتها الکاملة على القطاع کذلک الفشل فی معالجة قضیة الأنفاق وصولا إلى الجدل العلنی الأخیر حول هل قدم الشاباک إنذارا للجیش حول نیة حماس الشروع بالحرب الأخیرة وذلک وفقا لادعاء الشاباک الذی أکد انه قدم مثل هذا الإنذار الأمر الذی نفته "امان " وفجر أزمة ثقة عمیقة جدا بین الشاباک والجیش وصل صداها الى مکتب نتنیاهو الذی عمل على إصلاح ذات البین.

وقال رئیس اللواء الجنوبی فی الشاباک الذی أشار إلیه التحقیق باسم "ر" خلال تحقیق نشرته "القناة الثانیة" بان کل عملیة اغتیال نفذها الجیش او الطیران فی أی مکان من غزة کانت "ثمرة" لدمج المعلومات الاستخباریة التی حصل علیها الشاباک وتلک التی لدى "امان" تلک الأقوال التی فجرت الخلاف والمواجهة العلنیة بین أجهزة المخابرات المذکورة لیتم تعیین "ر" بعد هذه المواجهة فی منصب رفیع أخر وأکثر أهمیة.

وخلافا للصراع بین الشاباک و"امان" الذی تحول إلى علنی لا زالت الاحتکاکات بین الشاباک والموساد تجری "تحت الأرض" ونتجت فی الأساس عن محاولة الموساد خلال السنوات الماضیة التدخل بما یجری فی القطاع بعد أن دخل إلى الصورة من خلال صلاحیته محاربة تهریب الأسلحة خاصة عملیات التهریب ذات المغزى الاستراتیجی التی یمکن عبرها وصول أسلحة هامة من إیران وأماکن أخرى إلى حرکة الجهاد الإسلامی وحماس.

وهناک تأثیر هام جدا للعلاقة الشخصیة التی تربط رؤساء أجهزة المخابرات الإسرائیلیة بعضهم ببعض والعلاقات الرسمیة بین هذه المنظمات الاستخباریة وتقلیدیا کانت هناک الکثیر من الاحتکاکات بین رؤساء الأجهزة المذکورة استمرت لعشرات السنین مثل الحرب التی اندلعت بین رئیس الاستخبارات العسکریة " امان" ورئیس الموساد بعد حرب أکتوبر عام 1973 واستمرت هذه الحرب حتى یومنا هذا.

وربطت بین رئیس الموساد السابق مائیر دغان ورئیس الشاباک السابق أیضا "یوفال دیسکین" صداقة قویة جدا لدرجة أنهم حملوا ذات الآراء المهنیة وکلنا نذکر معارضتهم المشترکة لمهاجمة إیران عام 2010-2011 بدعم من رئیس الأرکان السابق "اشکنازی".

وباتت حقیقة ان رئیس الشاباک الحالی "یورام کوهن" لا یعمل ولا یبث على ذات الموجة مع قیادة الجیش والاستخبارات "معروفة للجمیع خاصة بعد الخلاف " الإعلامی" حول الإنذار المتعلق بالحرب الأخیرة على غزة والرسالة التی بعثها رئیس الأرکان "غانتس" إلى نتنیاهو ضد رئیس الشاباک وأیضا یمکن القول بان علاقة "کوهن" مع رئیس الموساد الحالی"تمیر بوردو" لیست جیدة وذلک وفقا لجهات مقربة من الاثنین.

ووفقا لهذه الجهات "المقربة" ازدادت فی الفترة الأخیرة الاحتکاکات بین الموساد والشاباک على خلفیة التحویل الرسمی لصلاحیات تتعلق بقطاع غزة من الشاباک إلى الموساد وهی صلاحیات تتعلق بمحاربة تهریب الأسلحة بشکل منهجی ومنظم بحیث یتم متابعتها من بلد "المنشأ" وحتى أماکن إخفائها ومن طلب هذه الشحنات فی قطاع غزة.

ولم یکن نقل الصلاحیات عملا سهلا وسلسا بل ترافق بنقاشات وجدال حاد انتهى بإصدار قرار یسمح للموساد بالعمل استخباریا داخل قطاع غزة ما یعنی تقلیصا لصلاحیات الشاباک على أن یتم هذا التقلیص بشکل تدریجی.

وفی معرض رده على تقریر منظومة العلاقات السائدة بین الاجهزة الاستخباریة المختلفة قال جهاز الشاباک فی تصریح منسق مع "الموساد" لموقع " nrg" یعمل الشاباک والموساد بشکل مشترک وبتعاون تام وبتنسیق لمواجهة مختلف التحدیات والتهدیدات فی مختلف الساحات والمواقع بما یف ذلک قضیة تهریب الأسلحة إلى قطاع غزة ولا یوجد أی توتر حول هذه القضیة بل على العکس شهدت السنوات الماضیة مستوى تعاون غیر مسبوق بین مختلف مستویات العمل فی الشاباک والموساد بما یف ذلک رؤساء الجاهزة الذین یعملون کتفا لکتف فی سلسلة طویلة من العملیات التی لا تهدف سوى لضمان امن إسرائیل".


| رمز الموضوع: 145577







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. أسير إسرائيلي: إذا أردتم أن تعرفوا عدد الأسرى إسألوا سارة نتنياهو
  2. إصابة 9 جنود إسرائيليين بينهم نائب قائد فرقة وقائد كتيبة في الشجاعية بغزة
  3. في إطار جمعات الغضب.. مدن إيرانية تنظم وقفات تضامنية مع غزة
  4. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  5. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  6. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  7. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  8. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  9. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  10. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  11. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  12. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)