تجمید الأموال؛ خطوة استعراضیة
وکالة القدس للأنباء (قدسنا) - وکالات - هاجمت صحیفة "هاآرتس" قرار اسرائیل معاقبة السلطة الفلسطینیة انتقاما على توجهها الى المحکمة الدولیة فی لاهای، مشیرة إلى أن نتنیاهو یسعى خلال فترة الانتخابات الى اظهار قبضته الشدیدة ضد الفلسطینیین کی یجمع المزید من الأصوات لحزبه، ولا یوجد فی اسرائیل خطوات شائعة لتحقیق ذلک اکثر من زیادة الأعباء على الفلسطینیین.
واضافت الصحیفة فی افتتاحیتها الرئیسیة صباح الیوم، الإثنین أنه حتى اذا تجاهلت إسرائیل کون الأموال التی تم تجمیدها لیست إسرائیلیة، فإنه لا یمکن عدم الاحتجاج على رد الحکومة.
وترى الصحیفة أن الفلسطینیین توجهوا إلى محکمة الجنایات کخطوة یائسة یمکن تفهمها، فبعد قیام إسرائیل بتدمیر المفاوضات لم یتبق امامهم سوى مکافحة الاحتلال اما من خلال ممارسة العنف او التوجه الى المجتمع الدولی، وقد اختار عباس الخیار الثانی.
وبعد قیام إسرائیل وامریکا باحباط التوجه الى مجلس الامن تبقى خیار التوجه الى المحکمة الدولیة او رفع الایدی والتخلی عن الکفاح غیر العنیف.واختار عباس التوجه الأول.
وتضیف انه کان على من یزعجهم توجه عباس الى المحکمة الدولیة التفکیر بابعاد ذلک قبل دفعه الى الزاویة. وعلى کل حال ورغم الاحراج الذی یمکن ان تسببه الخطوة الفلسطینیة لإسرائیل فانه یمکن لإسرائیل تقلیص ابعاده الى حد کبیر من خلال التحقیق فی شبهات ارتکاب جرائم حرب.
من اللافت للنظر أن یجمع بین عباس ونتنیاهو قاسم مشترک، ألا وهو حب الاستعراض، وإذا کان نتنیاهو یستعرض قوته فی سبیل کسب معرکة سیاسیة فإن هذا لیس بمستغرب على زعیم الاحتلال الذی یکتسب قوته من سطوته وسیطرته على الأرض المحتلة بقبضة حدیدیة باطشة، لکنه لا یدفع ثمنًا باهظًا نتیجة استعراضه، بل هو بذلک یقوی دعائم دولته الاحتلالیة، بخلاف رئیس السلطة المنتهیة ولایته الذی یعرض الوطن للخطر نتیجة استعراضه الدائم فی سبیل عرش زائل.
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS