الاربعاء 16 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

تقریر لمعهد واشنطن: مؤتمر باریس للسلام لن یرتقی لمستوى آمال الفلسطینیین

وکالة القدس للانباء(قدسنا) قال تقریر لمعهد واشنطن، لسیاسة الشرق الأدنى، بأنه من غیر المرجح أن یرقى المؤتمر الدولی للسلام، والذی تنطلق أعماله غدا الأحد، بمشارکة 70 دولة ومنظمة دولیة فی باریس إلى مستوى آمال الفلسطینیین، التی اعتبرها التقریر (مبالغ فیها)، أو مخاوف إسرائیل المضخّمة، ولکنه مع ذلک یمکن أن یحقق نتائج مفیدة بشکل متواضع.

وقال "غیث العمری" زمیل معهد واشنطن، والذی سبق أن عمل فی العدید من المناصب الاستشاریة مع السلطة الفلسطینیة، إن المبادرة الفرنسیة انطلقت فی کانون الثانی/ینایر 2016 من قبل وزیر الخارجیة آنذاک "لوران فابیوس" من أجل "الحفاظ على حل الدولتین"، وفیما افتقر الاقتراح فی البدایة إلى تفاصیل موضوعیة، إلا أنه توقّع عقد مؤتمرین دولیین.

ولفت العمری إلى الحماس الذی دعم بها أبناء الشعب الفلسطینی للمبادرة، والتی عززت المساعی نحو تدویل النزاع. کما أصبحت سمة أساسیة من الجهود الدبلوماسیة والتصریحات العامة، حیث وصفها کبار مسؤولی السلطة الفلسطینیة أمثال صائب عریقات فی آذار/مارس الماضی بأنها "الشیء الوحید فی المدینة (على الطاولة)".

 

المسؤولین الفرنسیین سعوا مجدداً إلى تخفیف التوقعات

وعلى الجانب الآخر فإن الاحتلال رفض المبادرة بشدة خوفاً من أن یؤثر مثل هذا التدویل على المفاوضات المباشرة، وفی مؤتمر صحفی مشترک عقده رئیس وزراء الإحتلال "بنیامین نتنیاهو" مع رئیس الوزراء الفرنسی "مانویل فالس" فی أیار/مایو، صرح نتنیاهو أن "السلام لا یتحقق فی المؤتمرات الدولیة على غرار تلک التی تنظمها الأمم المتحدة، ولا من خلال الإملاءات الدولیة".

ویلفت التقریر إلى أن المؤتمر الثانی والذی یعقد فی باریس الیوم الأحد 15 کانون الثانی/ینایر، وبینما لا یشارک الطرفان رسمیاً فی أعماله، إلا أن الرئیس عباس سیکون فی المدینة فی ذلک الیوم.

وأوضح أن المسؤولین الفرنسیین سعوا مجدداً إلى تخفیف التوقعات، وأشاروا إلى أنهم لن یعرضوا أفکاراً جدیدة بل "سیحاولوا الحفاظ على بقاء الموضوع مدرجاً على جدول الأعمال وعدم ترکه جانباً لأن هناک أزمات أخرى فی العالم".

 

البیان الختامی للمؤتمر سیحمل کلمات مشابهة لتلک التی وردت فی ختام المؤتمر الأول/ المبادئ التی أوجزها جون کری فی خطابه فی 28 کانون الأول/دیسمبر لن تُدرج فی البیان الختامی

ورجح التقریر أن یشمل البیان الختامی للمؤتمر کلمات مشابهة لتلک التی وردت فی ختام المؤتمر الأول فی فی 3 حزیران/یونیو من خلال تکرار القرارات الدولیة، وحثْ الجانبین على التأکید بالقول والفعل على التزامهما بحل الدولتین.

ویرى التقریر أن القرار 2334 الذی تمت الموافقة علیه مؤخراً فی مجلس الأمن الدولی، شکل إحدى التطورات الملحوظة التی برزت منذ الصیف الماضی، وأنه لیس هناک شک فی أن مدى تضمین هذا الجانب من القرار وغیره من الجوانب فی البیان الختامی سوف تکون محل نقاش حاد.

وأکد على أنه بالرغم من حضور وزیر الخارجیة الأمریکی " جون کیری"، لاجتماع باریس، إلا أن المبادئ التی أوجزها فی خطابه فی 28 کانون الأول/دیسمبر لن تُدرج فی البیان الختامی.

 

 اجتماع باریس سیؤدی إلى خیبة أمل بالنسبة لأشد المتحمسین والمنتقدین له على السواء

ویذهب التقریر إلى أن تحفیز المزید من هذه التدابیر وصیاغة تدابیر أخرى جدیدة على نفس النسق سیکون لها تأثیر إیجابی على حیاة الفلسطینیین والإسرائیلیین ومواقفهم، کما أن تسلیط الضوء على أهمیة مشارکة المجتمع المدنی ووضع سیاسات لدعم مثل هذه الأنشطة یساعد أیضاً على مواجهة الاتجاهات السلبیة الأخیرة. ویرى العمری أنه "من المحتمل أن یؤدی اجتماع باریس إلى خیبة أمل بالنسبة لأشد المتحمسین والمنتقدین له على السواء، فکما یقول المسؤولون الفرنسیون باستمرار، لا یُقصد من مبادرتهم أن تکون تحوّلیة، إلا أنها تهدف إلى الحفاظ على حل الدولتین، وخلق الحوافز التی تقرّب الطرفین من المفاوضات المباشرة".

 

الاحتلال سیعترض على نتائج المؤتمر من حیث المبدأ/ المسؤولون فی السلطة الفلسطینیة سیعودون إلى وطنهم وإلى جمهور متشائم للغایة دون أن یحققوا إنجازاً یُذکر

ویختتم العمری تقریره مشیرا إلى أن الاحتلال سیعترض على نتائج المؤتمر من حیث المبدأ، لأنها تعارض فکرة التدویل. کما سترفض أی انتقاد معیّن لسیاساتها، وخاصة حول المستوطنات. إلا أنه لن یتم تمریر القرار الأکثر إثارة للقلق بالنسبة لإسرائیل وهو - أن المؤتمر سیسعى لفرض حل على الجانبین، مرجحا أن یحتفل الفلسطینیون من واقع عقد الاجتماع ویصفوه کانتصار، على الرغم من أن النتائج الفعلیة سوف تقل إلى حد کبیر عن التوقعات العالیة التی بنوها. وسیعود المسؤولون فی السلطة الفلسطینیة إلى وطنهم وإلى جمهور متشائم للغایة دون أن یحققوا إنجازاً یُذکر لما وُصف بأنه رکیزة أساسیة للدبلوماسیة الفلسطینیة خلال العام الماضی.

 


| رمز الموضوع: 152046







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)