الاثنين 24 جمادي الثانية 1447 
qodsna.ir qodsna.ir

إخفاقات إسرائیلیّة خلال عدوان تمّوز

عندما تحوّل «إنزال» بیت لیف «حملة بحث عن الجثث»

 

فضح سلسلة إخفاقات القوّات الإسرائیلیّة خلال عدوان تمّوز مستمرّ. فقد کشف تحقیق إسرائیلی عن إخفاقات «خطیرة»، سبقت إسقاط مروحیة «یسعور» بواسطة صاروخ أطلقته المقاومة فی لبنان، أدى إلى مقتل 5 من طاقمها، بعد ثوانٍ من إنزالها 40 جندیاً

مع اقتراب موعد وقف إطلاق النار فی عدوان تموز، وتحدیداً فی الثانی عشر من شهر آب، هبطت مروحیة إسرائیلیة من طراز «یسعور» فی أراضی الجنوب اللبنانی، وأنزلت 40 جندیاً هناک. بعد ثوانٍ من خروج الجنود، وعند إقلاعها عائدة إلى قاعدتها الإسرائیلیّة، أسقط عناصر «حزب الله» المروحیة، وهو ما أدّى إلى مقتل طاقمها المکوّن من 5 جنود، لتنضمّ الحادثة إلى سلسلة إخفاقات إسرائیلیة وصفت بأنّها «خطیرة»، وحدثت جمیعها ضمن حرب لبنان الثانیة.

وکشف تحقیق نشرته صحیفة «یدیعوت أحرونوت»، أعدّه محلّل الشؤون الاستخباریّة رونین برغمان، عن معلومات وإخفاقات جدیدة أهمّها عن قیام المقاومة فی لبنان بمحاولة سابقة لإسقاط مروحیّة «یسعور»، مشیراً إلى أن هذه المعلومات لم تصل إلى سلاح الجوّ الإسرائیلی لـ«أسباب غیر معروفة».

وقبل 24 ساعة من إسقاط المروحیّة، أطلقت المقاومة صاروخاً من قریة بیت لیف فی الجنوب باتجاه مروحیة إسرائیلیة أخرى کانت فی العمق اللبنانی. وقال عدد من الجنود الإسرائیلیّین إنّهم شاهدوا الصاروخ ونقلوا المعلومات إلى قادة الجیش وسلاح الجوّ. وبحسب التقریر، فقد کانت المعلومات عن إطلاق صاروخ مهمّة للغایة ومن شأنها أن تؤدّی إلى اتخاذ جانب الحذر وتغییر هدف الحملة المقبلة (التی أُسقطت فیها «یسعور»).

ویؤکّد جنود الألویة البریّة أنّهم نقلوا المعلومات إلى سلاح الجوّ، الذی یصرّ على أنّه لم یتلقّ أیّ معلومة فی هذا الشأن. وتحوّل النقاش بین الجانبین توتراً. والسبب فی مثل هذه الحال بقی «غیر معروف».

«حرکة» مقاومین

رصدت القوّات الإسرائیلیة، فی ظهیرة یوم السبت الذی سبق قرار وقف إطلاق النار، «حرکة» مقاومین فی قلب بیت لیف، الواقعة على بعد کیلومترین من موقع إنزال القوّات (التی أطلق منها الصاروخ باتجاه المروحیة). وقال الجنود إنّهم رأوا من خلال معدّات الرؤیة «أشخاصاً یحملون مواسیر»، على ما یبدو کانت صواریخ.

نُقلت المعلومات إلى سلاح الجوّ، وأقلعت الطائرات إلى المکان، وقصفت مکان المقاومین، إلّا أنّها أخطأت الهدف مرّتین وأصابت بیوتاً. وعاد سلاح الجو من المنطقة من دون أن یؤکّد تصفیة المجموعة المذکورة أو عدم تصفیتها.

وقال الجنرال فی الاحتیاط، أمنون نحمیاس، «کان واضحاً بالنسبة لی أنّ تصفیة العصابة (مجموعة المقاومین) لم تکن أکیدة، عندها قلت، إذا لم تتمّ التصفیة، لا یمکن الخروج إلى الحملة المقبلة (هبوط «یسعور» فی الجنوب) لأنّ هذه المجموعة تهدّد العملیّة العسکریّة کلّها»، وفی أعقاب عدم التأکّد هذا «فقدنا عنصر المفاجأة».

ویشیر ضابط آخر فی الاستخبارات العسکریة إلى أنّه لم یتمّ التعامل بجدیّة مع قضیّة مجموعة المقاومین، وقرّر الجیش الخروج إلى عملیّة إنزال الجنود من دون أن یتعاطى معها بجدیّة. ویقول «کان واضحاً أنّهم سیطلقون عملیّة غبیّة فی ذلک الیوم. لم یکن أحد یملک الشجاعة لوقف هذا. جننت وضربت على الطاولات. حاولت إقناعهم بوقف العملیة. شعرت مثل طفل صغیر یحاول وقف الفیضان بإصبعه».

ویروی الضابط نفسه کیف کانت «الوجوه شاحبة» بعد إسقاط «یسعور»، ویقول «سألتهم، ماذا جرى، هل سقطت طائرة؟ وتبیّن أنّنی صدقت. کان من الممکن منع هذه التراجیدیا».

یکشف التقریر أیضاً عن إخفاقات فی الاستعدادات، حیث قرّرت قیادة سلاح الجوّ إدخال المروحیّة إلى العمق اللبنانی قبل «ظهور القمر». تحدیداً عند غیاب الشمس. وهو ما تعتمده إسرائیل «قاعدة حدیدیة من حیث المواعید». لکن فی ظلّ الفوضى العارمة التی سادت المکان، تبیّن أنّ تلک القاعدة نُسیت أیضاً، ووصل بعض المظلیّین إلى مکان إقلاع الطائرة، غیر مزوّدین بأجهزة رؤیة لیلیّة، الأمر الذی عرقل مواعید الإقلاع. وبدلًا من الوصول فی الموعد الدقیق، وصلت الطائرة عند الساعة 21:49. وفی هذا الصدد، یلفت نحمیاس إلى أنّ «التأخیر، حتى لو کان لدقیقة واحدة، رفع من احتمالات انکشاف الطائرة ».

هذه الأسباب مجتمعة أدّت إلى فقدان «عنصر المفاجأة»، وخصوصاً أنّ قرار هبوط الطائرة تقرّر فی مکان یبعد 200 متر فقط عن المکان الذی هبطت فیه الطائرات قبل یوم واحد. وکان واضحاً، بحسب التحقیق، أنّ مقاومی «حزب الله»، «کانوا جاهزین فی هذه المرّة».

کذلک یکشف التقریر عن خرائط غیر صالحة للاستعمال ولا تعرض الواقع کما هو. وأنّ الطیّارین الإسرائیلیّین لم یمتلکوا الأدوات اللازمة من أجل فهم الطریق وخطوط الکهرباء المنصوبة فی الطریق إلى الجنوب اللبنانی. ویأتی هذا مع معلومات استخباریّة ناقصة للغایة فی هذا الصدد.

بعد کلّ هذه الإخفاقات، أُسقطت المروحیّة الإسرائیلیّة، وتحوّلت العملیّة العسکریّة إلى «حملة بحث عن الجثث». وعانت القوّات الإسرائیلیة خلال عملیّة البحث هذه من قلّة فی الطعام والماء والمعدّات. وتکشف «یدیعوت أحرونوت» عن أنّ ضابطاً فی إحدى وحدات التفتیش هدّد أحد الضبّاط عندما تبیّن أنّ المروحیّة الآتیة لنقل الجثث الخمسة لم تجلب معها الماء. وقال «إذا لم تحضروا الماء فلن نعطیکم الجثث». اعتقد القادة فی سلاح الجوّ أنّه لا یقصد ما یقول، غیر أنّ الضابط کرّر «اسألوا عنّی، کلّهم فی الجیش یعرفون بأنّنی مجنون. أحضروا الماء، وإلّا فلن تنالوا الجثث».

ن/25

 

 

 

 


| رمز الموضوع: 131644







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)