مساندو إسرائیل بأمیرکا یقرون بفشل عقاب الفلسطینیین
إسقاط الجدار الفاصل بین غزة ومصر کان بمثابة إعلان فشل سیاسة العقاب الجماعی
أجمع مساندون لإسرائیل بأمیرکا على أن هدم الحدود بین قطاع غزة ومصر أواخر شهر ینایر/کانون الثانی الماضی أدى لخلط الأوراق السیاسیة الإسرائیلیة.
واعتبروا أن "إسقاط الجدار" الفاصل بین غزة ومصر کان بمثابة إعلان لفشل "سیاسة العقاب الجماعی" التی تمارسها إسرائیل بدعم من بعض المسؤولین الأمیرکیین تجاه أهالی القطاع لإرغامهم على الثورة ضد حرکة المقاومة الإسلامیة (حماس).
ورغم الإجماع السابق انقسم مساندو إسرائیل تجاه مستقبل السیاسة الإسرائیلیة فی غزة، حیث رأى فریق منهم أن سیاسة الحصار فشلت وأن الوقت حان لکی تسعى إسرائیل "للتفاهم" مع حماس مباشرة أو عن طریق أطراف ثالثة، أما الفریق الثانی فلم یجد أمامه حلا سواء المطالبة "بإعطاء غزة لمصر" مقابل ما تحصل علیه مصر من مساعدات سنویة من أمیرکا.
الفریق الأول عبرت عنه بوضوح مجلة فوروارد الیهودیة الأمیرکیة التی کتبت تتساءل عن فائدة المفاوضات دون أن یتم إکمالها، وعن فائدة الجدران والحدود فی حالة العجز عن حراستها، وعن فائدة مهاجمة الخصم إذا کانت المهاجمة لا تؤدی سوى إلى دفع الخصم إلى الرد.
تساؤلات فوروارد کانت ترمی إلى فشل إسرائیل فی اتباع سیاسة ناجحة مع غزة، فالجمیع بات یعرف کما ترى المجلة أن "غلق إسرائیل لحدود غزة فعل غبی"، وأن "غیاب بدیل بناء لیس مبررا لاختیار بدائل هدامة".
وتقول المجلة إن حصار غزة کان یهدف إلى واحد من أهداف ثلاثة ثبت فشلها، الهدف الأول هو تجویع أهل غزة لإرغامهم على الثورة ضد حماس، وقد فشل لأن الحصار رفع "الروح القتالیة" لدیهم کما تنبأت دراسات عدیدة لردود أفعال السکان المدنیین فی حالة إخضاعهم لحملات قصف مکثفة أو محاولات إذلال.
الهدف الثانی هو اعتقاد بعض المسؤولین الإسرائیلیین أن الحل الوحید لوقف صواریخ القسام هو "غزو کامل وقصیر لغزة"، وأن تجویع الفلسطینیین سوف یؤدی لإطلاق مزید من صواریخ القسام التی ستزید من "دعم" الإسرائیلیین "لإعادة احتلال غزة"، وهی نظریة فشلت کما ترى المجلة الیهودیة الأمیرکیة لأنها لا تبالی بأرواح آلاف الغزیین ومئات الإسرائیلیین ولا بصورة إسرائیل.
أما الهدف الثالث فهو أن "الرأی العام الإسرائیلی یطالب بفعل" شیء ما للرد على صواریخ القسام، حتى ولو کان الرد مجرد رد فعل عکسی انتقامی، وهو هدف بطبیعته قاصر النظر لا یصلح على المدى الطویل.
لذا تقول المجلة إن "الحصار، مثل العدید من الجهود السابقة له، فشل"، وتتساءل عما إذا کانت إسرائیل "ملزمة" بتکرار "الجهود الدمویة التی أنهکتها وشوهت صورتها فی الماضی".
فی المقابل طالبت المجلة الیهودیة واسعة الانتشار قادة إسرائیل "بالتخلی عن السیاسات القدیمة والسعی للتفاهم مع حماس مباشرة أو من خلال أطراف ثالثة"، مؤکدة أنه لم یعد هناک "سبب وجیه" لعدم تجربة هذا الطریق.
وعلى خلاف الموقف السابق طالب فریق آخر من الکتاب الأکثر تشددا یتزعمهم الکاتب دانیال بایبس -أحد أکثر مساندی إسرائیل تطرفا- بالرد على "خرق" الفلسطینیین للحدود التی تفصل قطاع غزة عن مصر "بإعطاء غزة لمصر".
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS