امیرکا والکیان الصهیونی تخططان لقلب الاوضاع فی المنطقة

ستشهد الأشهر الستة المقبلة سخونة ربما قلبت الأمور رأساً على عقب فی منطقة الشرق الأوسط، خاصة فیما یتعلق بسوریا وإیران. هذه خلاصة تقریر للمخابرات الفرنسیة تلقته جهات عربیة نافذة، وقد تضمن هذه المعلومة تقریر أمنی استراتیجی یتم تداوله فی صفوف قیادات فصائل المقاومة الفلسطینیة التی تتخذ من دمشق مقرا لها.

التقریر بالغ الخطورة، یتکون من ست معلومات کل واحدة منها أکثر خطورة من الأخریات.

ملخص هذه المعلومات أن موسکو أبلغت عواصم معنیة أن الإدارة الأمیرکیة باتت فی حالة جنون، وأنها فی إطار هذه الحالة تستعد لشنّ حروب أکبر فی المنطقة، وإن هاجس التخلص من إیران وسوریا وقوى المقاومة لم یعد هاجساً اسرائیلیاً فحسب، بل هو هاجس امیرکی فی الأساس.

فصائل فلسطینیة مقاومة تلقت قبل اسبوع من اغتیال الشهید عماد مغنیة معلومة تقول إن لجنة امیرکیة اسرائیلیة مرکزیة تشکلت فی تل أبیب وواشنطن، وهی تعمل على إطلاق مرحلة متقدمة من مشروع مواجهة سوریا وإیران والمقاومة فی فلسطین ولبنان والعراق.

یضیف التقریر أن شخصیة عربیة زارت لبنان مؤخرا نقلت رسالة مفادها أن هناک قرار کبیر بتصفیة عدد من الشخصیات الأساسیة فی حزب الله و"حماس" والجهاد الإسلامی فی کل من بیروت ودمشق.

یتابع التقریر بالغ الخطورة، الذی یحمل عنوان "معلومات خطیرة عن التطورات القادمة فی المنطقة اثر اغتیال عماد مغنیة"، إن مصدرا موثوقا فی الرئاسة الفلسطینیة فی رام الله نقل معلومات عن استئناف الإتصالات بین جهة لبنانیة وإسرائیل، وعن أن بعض الدعم اللوجستی بدأ یرد إلى هذه الجهة من طریق مناطق الحکم الذاتی الکردیة فی العراق.

ویختم التقریر راویا أن حسن نصر الله الأمین العام لحزب الله توجه لیل الرابع عشر من شباط/تموز إلى روضة الشهیدین، وجلس عند قبر عماد مغنیة، وقرأ الفاتحة وخاطبه قائلا: «لا تحتاج منی إلى قَسَم، لن نترک لهم مجالاً لکی یندموا على جریمتهم!».

هنا نص التقریر بالغ الخطورة، بما احتواه من ست معلومات:

معلومة أولى:

افادت مصادر دبلوماسیة مؤخرا أن الإدارة الأمیرکیة فی حالة جنون، ویمکن أن تقوم بأی شیء، وهی ستقوم بأی شیء». هذه العبارة سحبت على عجل قبل أیام من تقریر خاص بعثت به موسکو إلى عواصم معنیة بالقوى المواجهة للإحتلال الأمیرکی فی العراق ولإسرائیل.

وهو کلام سبق أن شرحه الروس مباشرة لجهات معنیة قبل مدة فی إطار الحدیث عن استعداد امیرکی مفتوح لشنّ حروب أکبر فی المنطقة، وإن هاجس التخلص من إیران وسوریا وقوى المقاومة لم یعد هاجساً اسرائیلیاً فحسب، بل هو هاجس امیرکی فی الأساس.

معلومة ثانیة:

تلقّت قوى المقاومة الفلسطینیة قبل أسبوع من اغتیال الشهید عماد مغنیة معلومات عن إنشاء لجنة امیرکیة ـ اسرائیلیة تضم رؤساء أجهزة أمنیة مرکزیة فی تل أبیب وواشنطن، ومستشارین سیاسیین بینهم شخصیات رئیسة فی الحکومتین الأمیرکیة والإسرائیلیة.

وهذه اللجنة تعمل على إطلاق مرحلة متقدمة من مشروع مواجهة سوریا وإیران والمقاومة فی فلسطین ولبنان والعراق. ناقل المعلومات تحدث عن برنامج عمل، على رأسه اغتیال شخصیات رئیسة، یعتقد الأمیرکیون والإسرائیلیون أن غیابها یسهل المراحل التالیة من المشروع.

معلومة ثالثة:

قبل بضعة اسابیع، أوفدت دولة عربیة تعانی مشکلات جدیة فی لبنان، شخصیة أمنیة دبلوماسیة لاستطلاع الموقف، والتقت شخصیات رئیسة فی فریق السلطة، ثم اتصلت بقوى من المعارضة، وقبل مغادرتها طلبت الاجتماع إلى جهة غیر لبنانیة تربطها صلات بحزب الله لأجل تحقیق تواصل لم یتم. لکن هذه الشخصیة أصرت على نقل رسالة مقتضبة، فیها: هناک قرار کبیر بتصفیة عدد من الشخصیات الأساسیة فی حزب الله وحماس والجهاد الإسلامی فی کل من بیروت ودمشق.

معلومة رابعة:

تلقت المراجع المعنیة فی بیروت تقریراً لافتاً عن تفاصیل تتعلق بأعمال تدریب أمنی وعسکری ناشطة فی دولة عربیة مجاورة لسوریا، وفیها معلومات عن أسماء لمعسکرات التدریب وأسماء الضباط المشارکین فی التدریبات التی رکزت على دروس ذات بعد أمنی، وتقاطعت هذه المعلومات مع نتائج تحقیقات سابقة فی جرائم اغتیال تعرض لها مقاومون فلسطینیون فی سوریا، وأظهرت أسماء ضباط عاملون فی جیش هذه الدولة متورطون فی جمع معلومات عن هؤلاء المقاومین.

معلومة خامسة:

نقل مصدر موثوق فی الرئاسة الفلسطینیة فی رام الله معلومات عن استئناف الاتصالات بین جهة لبنانیة وإسرائیل، وعن أن بعض الدعم اللوجستی بدأ یرد إلى هذه الجهة من طریق مناطق الحکم الذاتی الکردیة فی العراق، وأن عدداً من العاملین فی الشرکات الأمنیة الأمیرکیة فی العراق باتوا یؤدون دوراً یتجاوز حدود المهام الموکلة إلیهم هناک.

معلومة سادسة:

أبلغت شخصیات غادرت حدیثاً مواقعها فی جهاز الاستخبارات الفرنسیة جهات عربیة نافذة معلومات عن تدهور مرتقب ومدروس للأوضاع فی لبنان، واحتمال حصول عملیات تفجیر فی سوریا من النوع الذی یشیع مناخات من الفوضى والتململ وعدم الإستقرار.

وقالت هذه الشخصیات إن مشاریع قرارات بعقوبات متنوعة ضد سوریا سوف تکون جاهزة قریباً أمام مجلس الأمن الدولی، أو أمام دول اوروبیة والولایات المتحدة، وإن الأشهر الستة المقبلة ستشهد سخونة ربما قلبت الأمور رأساً على عقب.

کان لا بد لشخصیة معنیة من أن تعید لملمة اوراقها ومراجعتها بعد جریمة اغتیال مغنیة: «لیس الحدث عادیاً، ولا هو متصل بصراع موضعی بین اسرائیل والمقاومة. صحیح أن مغنیة هدف دائم، لکن التجربة تقول إن اغتیال قادة من مستوى معیّن لا یحتاج إلى مصادقة مسبقة، وفی حالة الحاج رضوان، هناک حاجة إلى مصادقة من المستوى السیاسی وحتى إلى مشاورة الجانب الأمیرکی، لا تحاشیاً لردود الفعل فحسب، بل لوضع هذه العملیة فی سیاقها».

وتلفت هذه الشخصیة إلى أن ما أعلنه الأمین العام لحزب الله السید حسن نصر الله خلال تشییع مغنیة کان ضروریاً للفت العدو القریب والبعید إلى أن تیار المقاومة یعرف فی أی سیاق حصل اغتیال مغنیة، وبالتالی فإن الرد سیکون فی السیاق نفسه، بمعنى أن رد المقاومة لن یکون فی أی حال من الأحوال من النوع الذی ینتهی عند حدود الإنتقام کما یفترض کثیرون، وذلک ربطاً بأمر استراتیجی یتعلق بتوازن الردع الذی قام لفترة طویلة بین المقاومة وإسرائیل. ومثلما ترى اسرائیل أنها صاحبة الحق فی إعادة الإعتبار إلى مفهوم الردع من خلال معاقبة من تفترضه مسؤولاً عن ارقها وتعبها، فإن المقاومة معنیة أکثر بکسر هذه القاعدة والقول بأن إنهاک العدو وإرباکه وتعطیل قدراته هی جزء من توازن الردع معه.

و بحسب هذه الشخصیة، فإن صمت المقاومة یعنی تسلیماً بقواعد جدیدة تعنی عملیاً شل قدرة المقاومة، وهو أمر لن یحصل لأسباب عدة ابرزها أن المعرکة لم تتوقف، وعدم توقفها هو قرار اسرائیلی فی الأساس، وبالتالی سوف تکون المقاومة أمام مهمة تثبیت ما حققته من قواعد، حتى لو تطلّب ذلک أن تعمل بطریقة مختلفة عما تعوّده أهلها أو اعداؤها. وتلفت هذه الشخصیة إلى أمر جدید، هو أن الترابط والتواصل الکبیرین القائمین بین قوى المقاومة فی لبنان وفلسطین والعراق، والتحولات الجدیة التی طرأت على سلوک القیادة العسکریة السوریة بعد انتصار تموز 2006، کان سبباً رئیساً فی قرار اسرائیل وامیرکا تصفیة الشهید مغنیة، وبالتالی فإن هذا التحالف یجد من الضروری أن یکون رده موحداً، وضمن سیاق متصل بحمایة نتائج حرب تموز/یولیو التی کان لها أثرها الکبیر فی لبنان وفلسطین والعراق، ولیس منطقیاً توقع ردة فعل مختلفة من هذا التحالف، رغم التهویل الذی تقوم به حکومات وأجهزة ووسائل إعلام.

وفی رأی هذه الشخصیة المعنیة دخلت المنطقة مرحلة جدیدة، ویصعب من الآن توقع ما هو آتٍ فی القریب أو فی المدى المتوسط، لکن من المؤکد أن ما کان قبل اغتیال مغنیة لن یشبه ما هو بعده.

یقول الرواة إن السید حسن نصر الله توجه لیل الرابع عشر من شباط/تموز إلى روضة الشهیدین. جلس عند قبر عماد مغنیة، قرأ الفاتحة وقال له: «لا تحتاج منی إلى قَسَم، لن نترک لهم مجالاً لکی یندموا على جریمتهم!».

م/ن/25