qodsna.ir qodsna.ir

أطفال غزة ضحایا التصعید الصهیونی

منذ بدء حملة التصعید العسکری الإسرائیلی على أهالی قطاع غزة یوم الأربعاء الماضی، وآلة الحرب الإسرائیلیة لا تمیز بین کبیر وصغیر، فالقصف الإسرائیلی البری والجوی أوقع عشرات الشهداء، وأصاب أکثر من 150 فلسطینیا من بینها عشرات الحالات فی حالة الخطر الشدید.

وطالت القذائف المدفعیة والصاروخیة التی لا یزال یتوالى سقوطها على المدنیین أطفالا وشیوخا ونساء داخل بیوتهم التی لم تعد آمنة، فاستشهد اکثر من 20 طفلا وأصیب العشرات. 

الطفلان علی ویحیى دردونة هما من بقی على قید الحیاة من ستة أطفال کانوا یلعبون کرة القدم قبالة منزلهم فی مدینة جبالیا شمال قطاع غزة عصر یوم الخمیس الماضی, حین باغتهم صاروخ من طائرة استطلاع إسرائیلیة.

یقول الطفل علی دردونة ابن السبعة أعوام الذی أصیب جسده الصغیر بشظایا الصاروخ الإسرائیلی، "کنت ألعب الکرة مع أولاد عمی، وفجأة إذا بجسم ینفجر بیننا ولم أستطع إدراک ما حصل لی إلا بعد أن استیقظت فی المستشفى". 

وأضاف وهو مستلق على فراش الشفاء, أنه اتفق مع أولاد عمه عند مغادرتهم المدرسة على التجمع أمام منزلهم من أجل اللعب قلیلا بعد أن یخلعوا ملابس المدرسة, إلا أن الصاروخ الإسرائیلی سرق فرحتهم باللعب فخطف أربعة منهم. 

أما ابن عمه یحیى دردونة (9 أعوام), فعلى الرغم من إصابته فی ساقیه جراء العدوان فإنه ظل یجری وهو فاقد للترکیز, مضیفا أنه شاهد بأم عینیه أشلاء ودماء رفاقه الأطفال الذین کانوا یلعبون معه وهی تتطایر على جدران الحائط وأعمدة الکهرباء من شدة قوة الصاروخ.

وترکت مشاهد الأطفال الشهداء والمصابین وملابسات استهدافهم التی تابعها سکان القطاع، أثرا قاسیا على نفوس الأسر الفلسطینیة التی بات الکثیر منها یخشى أن یصاب فلذات أکبادهم فی هذا الهجوم الذی وصفوه بأنه عشوائی وعدوانی.

ویقول المسؤول الإداری بقسم الجراحة بمستشفى الشفاء بغزة مضان سلیم إن عدد الأطفال الشهداء الذین وقعوا منذ بدایة التصعید الإسرائیلی على القطاع یوم الأربعاء الماضی, وصل إلى 20 طفلا فلسطینیا، فضلا عن إصابة عشرات آخرین.

وأوضح سلیم أن غالبیة الأطفال الشهداء الذین وصلوا المستشفى کانوا أشلاء ممزقة ومشوّهة, جراء الاستهداف المباشر من قبل الاحتلال الإسرائیلی, کما تعرض المصابون منهم إلى حروق من الدرجة الأولى وکسور وبتر فی أجزاء متفرقة من أنحاء أجسادهم. 

أما نائب المسؤول الإداری للمرکز الفلسطینی لحقوق الإنسان بغزة جبر وشاح فیقول إن ما یقوم به الجیش الإسرائیلی تجاه أهالی غزة حرب إبادة مخالفة لکافة القوانین الدولیة التی تکفل للأفراد والأطفال العیش بأمان, ویؤکد أن ما یحدث من مجازر للمدنیین فی غزة جرائم حرب حقیقیة.

کما یؤکد أیضا أن آلة الحرب الإسرائیلیة لا تمیز بین طفل وشاب، لاستهدافها المکثف لمناطق مأهولة بالسکان المدنیین وهو ما ترتبت علیه خسائر بشریة کبیرة.

وأبدى وشاح قلقه البالغ من استمرار التصعید العسکری الإسرائیلی فی القطاع وانعکاسه بشکل کبیر على حیاة المواطنین هناک, محذرا من وقوع کارثة إنسانیة وصحیة ستحل بأهالی غزة الذین باتوا یفتقدون غالبیة الأدویة والمستلزمات الطبیة.

ن/25


| رمز الموضوع: 139438