qodsna.ir qodsna.ir

المعتقلات الإسرائیلیة..رحلة العذاب التی لا تنتهی!!

لا زالت سلطات الاحتلال تمارس أسالیب التعذیب المحرمة دولیاً ضد الأسرى الفلسطینیین ، فهی الوحیدة التی تجیز التعذیب وتضفى علیه صفة الشرعیة، حیث نادراً ما یعتقل شخص ولا یتعرض لأحد أشکال التعذیب الجسدی والنفسی أو أکثر.

وقد أکدت الإحصائیات الصادرة عن وزارة الأسرى بأن 98% من الأسرى الذین اعتقلوا تعرضوا لأحد أشکال التعذیب المختلفة ، کما وصل عدد شهداء الحرکة الأسیرة الذین استشهدوا نتیجة التعذیب إلى (69) أسیراً شهیداً.

وتبدأ عملیة التعذیب والإرهاب للأسیر فور اعتقاله، حیث تتعدد طرق الاعتقال للفلسطینیین من قبل الجیش الصهیونى وخاصة فی الضفة الغربیة المحتلة، ولکن غالباً ما تتم عملیة الاعتقال من المنازل، حیث یقوم الجیش بمحاصرة المنزل من جمیع الاتجاهات، ومن ثم کسر الأبواب واقتحام المنزل بطریقة تعسفیة، وتفتیش محتویاته وقلب المنزل رأساً على عقب، ومن ثم یتم اعتقال الشخص المراد اعتقاله، بطریقة وحشیه ویتم تکبیله بقیود بلاستیکیة قویة، ووضع رباط على عینیة ، وجره إلى الخارج ووضعه فی السیارة العسکریة ، وغالباً ما یتم الاعتداء علیه بالضرب الوحشی بالهراوات وأعقاب البنادق والدوس علیه بالأقدام والشتم ، حتى وصوله إلى مرکز التحقیق والتوقیف.

وکثیراً ما تتم الاعتقالات عن طریق حواجز التفتیش المنتشرة على الطرق، أو اختطافهم من الشوارع و المقاهی و الجامعات والمدارس. وبعد عملیة الاعتقال یتم إرسال المعتقلین إلى مراکز التوقیف المنتشرة فی أرجاء الضفة الغربیة وداخل إسرائیل، ویتعرض الأسیر فی مراکز التوقیف والتحقیق هذه إلى اشد أنواع التعذیب لانتزاع الاعتراف منه بالقوة.

وتؤکد الحقائق وفق شهادات لأسرى أنه فی أعقاب عملیة الاعتقال یتم تحویل الأسیر الفلسطینی إلى أحد أقبیة التحقیق التابعة لأجهزة الأمن الصهیونیة، وهذه المراکز هی: الجلمة "کیشون"، وبتاح تکفا "هشارون"، والمسکوبیة "مجراش هروسیم"، وعسقلان "شکیما"، حیث تمارس أجهزة الأمن فی هذه المراکز کافة ألوان التعذیب الجسدی والنفسی، فیوضع بدایة فی ظل ظروف محبطة وصعبة للغایة، و یُزج به فی زنزانة لا تتجاوز مساحتها 1 - 1.5م وهو موثوق الأیدی والأرجل ومعصوب العینین بدون فراش أو غطاء، والزنزانة رطبة لا تدخلها أِشعة الشمس، والتهویة فیها تکاد تکون معدومة، وهناک فتحة صغیرة یتم استخدامها لتزوید المعتقل بکمیات بسیطة من الطعام، وبعد مرور ثلاثة أیام یکون قد حُرم فیها المعتقل.

ویتعرض الأسیر منذ الیوم الأول لاعتقاله إلى جولات طویلة ومتکررة من التحقیق فیمنع من النوم وقضاء حاجته فی المرحاض لأوقات طویلة ویتعرض للشبح والضرب والشتم والربط فی أوضاع مؤلمة، کربط الساقین وشدها إلى الخلف من تحت کرسی، ثم الدفع بجسم الأسیر نحو الخلف، واستخدام الموسیقى الصاخبة واستغلال مرض المعتقل أو إصابته للضغط علیه والتهدید بقتله أو باعتقال أفراد الأسرة واستخدام أسلوب الهز العنیف لجسده وحرمان المعتقل من زیارة المحامى والأهل.. الخ.

ومن بین أسالیب التعذیب المستخدمة شبح المعتقل لفترات طویلة. وحسب الإحصائیات فإن 82% من المعتقلین تعرضوا للشبح أثناء التحقیق. ومن أسالیب التعذیب أیضاً وضع المعتقل فى ثلاجة ، ویتم ضخ هواء بارد جداً فی الداخل مما یؤدى إلى تجمد المعتقل داخل الثلاجة ویستمر وضعه فی الثلاجة احیاناً لعدة ساعات ، وقد تم استخدام هذا الأسلوب مع 90% من المعتقلین الفلسطینیین.

وکذلک تستخدم سلطات الاحتلال أسلوب إلقاء الأسیر على ظهره ویداه مکبلتان من الخلف بهدف إحداث آلام فظیعة فی الیدین عبر ضغط الجسد على الیدین، وثقل جسد المحقق للضغط على أعلى صدر الأسیر، بهدف انتزاع موافقة الأسیر على الاعتراف تحت ضغط الآلام المبرحة.

أسالیب التعذیب فی السجون والمعتقلات الوحشیة الصهیونیة :- لم یزل استخدام أسالیب التعذیب واضحاً فی مراکز التحقیق الصهیوینة ، بأشکالها المختلفة الجسدیة والنفسیة، خاصة وأنّ القانون الصهیونی یجیزّ استمرار عملیّة الاستجواب لمدّة 180 یومًا. حیث تمارس قوات جیش الاحتلال الصهیونى أنواعاً وأشکالاً متعددة من التعذیب، لا تفرق فی استخدامها بین طفل أو امرأة أو مسن، بطریقة منهجیة منتظمة.

وتجدر الإشارة هنا إلى ضرورة الربط بین التعذیب الجسدی والنفسی، فبعد أن یتم إرهاق الأسیر جسدیاً، ینعکس ذلک على حالته النفسیة فتزداد مرة أخرى معاناته الجسدیة.یمکن تقسیم هذه الأشکال من التعذیب إلى:

الف ‌- أسالیب التعذیب خلال فترة التحقیق:

1. عدم الاتصال بالعائلة.

 2. عدم الاتصال بالمحامی.

3. عدم الحصول على وجبة لائقة.

4. عدم إبلاغ أهله بانتقاله أو مکان إحتجازه .

5. انتهاک الحق الإنسانی بالنظافة وتغییر الملابس الداخلیة، ما یتعارض مع المواد (15، 16، 17، 18، 19).

. الضرب المبرح، وهو عملیة مستمرة منذ لحظة الاعتقال حتى دخول السجن، وغالباً ما یمتد الضرب لیشمل جمیع أنحاء الجسم، خاصة فی المناطق العلیا والرأس.

7. الحرق بأعقاب السجائر.

8. الهز العنیف.

9- التهدید بإبعاد العائلة ، ونسف المنزل .

10- تقیید الأیدی والأرجل وعصب الأعین، ما یتنافى مع المادة (33) من القواعد النموذجیة الدنیا لمعاملة السجناء.

11- الصعقات الکهربائیة .

 ب- أسالیب التعذیب أثناء فترة الاعتقال:

1. الشبح، حیث یتم ربط الأیدی والأرجل، ووضع الطفل بمحاذاة الحائط وإجباره على الوقوف على أطراف قدمیه لفترة معینة.

2. الحرمان من النوم، ویتم ذلک غالباً أثناء عملیة التحقیق، من أجل الضغط علیه وتحطیم معنویاته.

3. المنع من زیارة المحامی.

4. الحرمان من زیارة الأهل.

5. العزل والحبس الانفرادی.

6. الضغط النفسی.

7. التهدید بإیذاء جسدی أو التهدید بسلامة العائلة.

8. السب والشتم، إذ یقوم الجنود الصهاینة بتوجیه أقذع الألفاظ والشتائم للأطفال، ما یشعرهم بالإهانة والخجل الشدید.

9. الهز، یتم حمل الطفل وهزه بشکل متکرر، الأمر الذی یعرضه لفقدان الوعی.

10. سکب الماء البارد أو الساخن، حیث یسکب الماء البارد على المعتقل فی فصل الشتاء، والماء الساخن فی الصیف، وغالباً ما یتم ذلک أثناء التحقیق.

11. الإذلال والإهانة: حیث یجبر الطفل على السب على الذات الإلهیة، أو على الأقارب کالآباء والأمهات، أو البصق على السجناء الآخرین، أو إجباره على إرهاق نفسه جسدیاً.

12. الضرب، فی کل أنحاء الجسم ویتم بالأیدی والأرجل وبالبنادق.

13. الزج به فی غرف العار( غرف العملاء)، من أجل انتزاع اعترافات بطریقة مخادعة

14. الحرمان من الطعام.

15. البقاء فی زنازین معتمة طوال الیوم، أو التعرض للإضاءة الشدیدة.

 16. الحرمان من النظافة وتغییر الملابس.

17- عدم استخدام المراحیض، إلاّ بعد ساعات طویلة.

وقد اتهم المرکز الصهیونى لحقوق الإنسان (بتسیلم ) الاحتلال بتعذیب الفلسطینیین فی سجونه، وأنه تستخدم العنف والتنکیل بحق الأسرى ، مخالفة بذلک المواثیق الدولیة التی تحرم ذلک ، وأوضح المرکز وفقا لإفادة عدد من الأسرى , انه یتم تعذیب الأسرى ساعة الاعتقال وداخل السجون وان الاحتلال استخدم أسالیب تحقیق جدیدة مثل رش الأسرى بالماء البارد والساخن ، وإجبارهم على تناول مکعبات من الثلج ، وتغطیسهم بالماء البارد لفترات طویلة فی جو قارس ، إضافة إلى تسلیط سماعات تصدر أصواتاً مرتفعة على أذنی الأسیر المحقق معه. أعراض دائمة یتعرض جمیع المعتقلین الفلسطینیین بلا استثناء لأشکال متعددة من التعذیب الجسدی والنفسی من قبل قوات الاحتلال الصهیونى.

ولا یقتصر التعذیب على مناطق محددة من الجسم ، بل یشمل کل أجزاء الجسم، بترکیز على الرأس والمناطق العلویة، کما أنه یتخلل مراحل الاعتقال کافة ولا ینتهی إلاّ بانتهاء الاعتقال نفسه، بل فی حالات کثیرة یمتد لما بعد الاعتقال، نتیجة لإصابات عدد من الأسرى بعاهات دائمة نتیجة تعرضهم للتعذیب المستمر، ناهیک عن المعاناة النفسیة طویلة المدى التی یترکها السجن على نفوس هؤلاء الأسرى بعد تحررهم من الأسر، وخاصة الذین أمضوا فترات طویلة فى السجون ، أو تعرضوا لأسالیب تعذیب عنیف جداً ، وقد حرّمت القوانین الدولیة التعذیب بشکل قاطع ولم تسمح بأی مبرر لحدوثه، بل أفردت اتفاقیة خاصة بمناهضة التعذیب، إضافة إلى العدید من المواد والمبادئ التی تضمنتها معاهدات واتفاقیات دولیة أخرى. منها على سبیل المثال، المادة (7) من العهد الدولی الخاص بالحقوق المدنیة والسیاسیة، التی تنص على: " لا یجوز إخضاع أحد للتعذیب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسیة أو اللاإنسانیة أو الحاطة بالکرامة…". إضافة إلى المبدأ السادس من مجموعة المبادئ المتعلقة بحمایة جمیع الأشخاص الذین یتعرضون لأی شکل من أشکال الاحتجاز أو السجن، والذی ینص على أنّه: " لا یجوز إخضاع أی شخص یتعرض لأی شکل من أشکال الاحتجاز أو السجن للتعذیب أو غیره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسیة أو اللاإنسانیة أو المهینة. ولا یجوز الاحتجاج بأی ظرف کان کمبرر للتعذیب أو غیره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسیة أو اللاإنسانیة أو المهینة". وانتقدت المحامیة السویدیة المحاکم الصهیونیة لسماحها باعتقال فتیات صغیرات لابتزاز أقاربهن وأهلهن وإجبارهن بطرق وحشیة تتنافى مع المبادئ الإنسانیة على الاعتراف بأمور لا دخل لهن بها ، وساقت مثالاً فتاة فی الرابعة عشرة من عمرها تم احتجازها لمدة ستة أشهر من دون محاکمة ، ومنع أهلها من زیارتها طیلة مدة الاعتقال التعسفی ،وکانت التهمة التى وجهت لها أنها لم تعترف بحسب إرادة المحکمة بان أختها تمارس نشاطات معادیة للإحتلال ، وقد تعرضت هذه الفتاة لأبشع أنواع التحقیر والتعذیب التی تتنافى مع حقوق الطفل والإنسان والسجین ، اذ جلدها المحققون وعرضوها لصعقات کهربائیة ولرش الماء البارد وعروها وقیدوها فى سریر داخل الزنزانة لمدة یومین من دون حراک، ووضعت فى سجن انفرادی لمدة 12 یوماً ، قاست خلالها أبشع أنواع التعذیب الجسدی والنفسی.

وأکدت المحامیة الفستروم بان جمیع الأسرى الذین یعتقلون لدى الاحتلال یعانون أمراضاً نفسیة وجسدیة بعد خروجهم من المعتقلات وقالت "ما شاهدته وسمعته من درجة بشاعة أنواع التعذیب والإرهاب اللذین یمارسها الاحتلال فى حق أطفال أبریاء تعجز الکلمات عن وصفه.

ن/25

 


| رمز الموضوع: 139449