السبت 12 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

رسالة مفتوحة الى الرئیس بوش: لماذا تحتضن لصوص العالم؟

المقادیر لا غیرها هی التی أوصلتک الى سدة الرئاسة فی أکبر دولة غاشمة فی العالم، ولو کان الوصول الی الرئاسات أو غیرها بالقدرة والجدارة لما تجاوزت أن تکون خفیرا فی مزرعة فی أتفه دولة.. ومن هذا المنطلق اعتبر وصولک من مهازل الزمن الردیء، لا أکثر، وعلیه فلم أجد فی نفسی تجاهک أی اعجاب أو تقدیر، والغریب أنه رغم ضحالة تفکیرک، تدعی انک موصول بالله، وتتلقی منه الالهام!! تعالى الله عن ذلک علوا کبیرا.

تقول، ویقول اتباعک انکم تنتظرون عودة المسیح (علیه السلام)، ولذا تستعدون بالتمهید لعودته، ولکن ضحالة تفکیرک أذهبت عنک وعنهم حقیقة بسیطة للغایة، وهی أن الأنبیاء جمیعهم جاءوا لنصرة الضعفاء، فهل حسبت نفسک من الضعفاء والمظلومین، حتى تنتظر مجیء المسیح (علیه السلام) لیملأ الدنیا عدلا!! والذی لن یتحقق الا بالقضاء على طغیانک وطغیان أتباعک؟!

کل الوقائع یا بوش تقول: ان المجاهدین فی فلسطین ولبنان والعراق وأفغانستان والصومال هم المظلومون والضعفاء والفقراء.. والدلیل على ذلک، أنهم یقاتلونک على أرضهم، ولم یأت أحدهم من آلاف الأمیال ومن وراء البحار، ولم یستول أحدهم على أوطان غیره.. والدلیل ایضا أنهم یقاتلون بسلاح الفقراء، ویستشهدون من أجل عرضهم وشرفهم وبیوتهم.. والدلیل ان نساءهم وأطفالهم وقود وضحیة لآلة تدمیرک.. فهل تصورت یوما أن المسیح (علیه السلام) سیقبل أن یضمک بین صفوفه تکریما لک علی فعلتک؟!!

هل نسیت یا بوش أن کبار لصوص العالم منحازون لصفکم؟! وبالمقابل هل عرفت أن اعداءک الحقیقیین هم الشرفاء وأنهم طاهرو الید واللسان والفرج والبطن؟

اذن المعادلة یا بوش بسیطة للغایة، ولکن جهلک أعمى بصیرتک وأضل سبیلک.. لذا وجب علیک أن تعید قراءة واقعک، وسوف تعلم أن ما یختمر فی رأسک ورؤوس اتباعک ما هو الا وساوس الشیطان.

یا بوش، لو کنت مؤمنا، لکان قتالک ومراسک شدیدا فی ساحات الوغى، ولما اتجهت بقوة تدمیرک الى العزل من أبناء هذه الشعوب المظلومة، وهذا دلیل کاف على تهلهل عقیدتک، وبالمقابل لا أخالک غافلا عن بطولات أعدائک رغم قلتهم ومحدودیة عتادهم، ولعلک لا تعلم أن الأنبیاء دائما یجاهدون بالفئة القلیلة، وقد انتصرت فی نهایة المطاف.. واذا کنت فی شک من ذلک، لک أن تراجع أسلوب تجنیدک لعناصر جیشک، وقد أغریتهم بالمال وبالجنسیة الأمریکیة، فی حین تجد أن اعداءک جاءوا متطوعین لقتالک ولا یملک أغلبهم قوت یومه، وحتى الذین من الله علیهم ببعض الرزق ترکوه من أجل أن یقاتلوک نصرة لعقیدتهم وحبا فی الشهادة من أجل الله ومن أجل أن یتحقق شرع الله ورسالة أنبیائه علیهم الصلاة والسلام.. ولسوف ینصرهم الله ولو بعد حین.. یا بوش، لا اعتقدک تجهل أن الدیانات السماویة وغیرها لا تبیح الکذب، وها أنت تمارسه فی کل وقت وحین.. فهل تصورت یوما أن المسیح سیتخذ الکاذبین عضدا؟!!

یا بوش، کل الوقائع والدلائل تؤکد سلامة عقیدة أعدائک، وبطلان عقیدتک المزورة عبر التاریخ بأساطیر بنی صهیون.

یا بوش، ترفع شعار الدیمقراطیة، وتدعی حرصک الشدید علیها، فهل الدیمقراطیة غیر أن تقبل برأی الآخرین، مهما کانت معارضتهم لک؟! وهل الدیمقراطیة غیر أن تزیح طغیانک أنت وزبانیتک عن کاهل الشعوب؟! وهل الدیمقراطیة غیر أن تسحب جیوشک من أوطان لا تحبک شعوبها، نظرا لتاریخک الحافل بالسواد معها؟! وهل الدیمقراطیة غیر أن تترک ممارسة النهب الممنهج للثروات من الشعوب المقهورة؟! وهل الدیمقراطیة غیر.. وغیر..؟! اذا اعتقدت یوما أنک بحبل الکذب تتواصل مع الشعوب، أقول لک: ان حبل الکذب قصیر، واذا قرأت التاریخ جیدا فسوف ینبئک بما جهلت.

( المقال للکاتب الشاذلی خالد المهرک )

ن/25


| رمز الموضوع: 139456







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. أسير إسرائيلي: إذا أردتم أن تعرفوا عدد الأسرى إسألوا سارة نتنياهو
  2. إصابة 9 جنود إسرائيليين بينهم نائب قائد فرقة وقائد كتيبة في الشجاعية بغزة
  3. في إطار جمعات الغضب.. مدن إيرانية تنظم وقفات تضامنية مع غزة
  4. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  5. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  6. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  7. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  8. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  9. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  10. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  11. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  12. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)