الوکالة الیهودیة مهددة بالزوال

 قالت صحیفة أوبزرفر البریطانیة فی عددها الیوم إن الوکالة الیهودیة تعتزم إغلاق أحد أهم فروعها التاریخیة وهو إدارة الهجرة والاستیعاب، إثر الأزمة المالیة الطاحنة التی تأخذ بخناقها.

وأشارت الصحیفة إلى أن الوکالة التی تأسست عام 1929 تحت مسمى المنظمة الیهودیة العالمیة تواجه أکبر أزمة تهدد وجودها، فی حین تعالت النداءات الموجهة لها بالتوقف عن القیام بما ظلت تقوم به على مر تاریخها من تشجیع الهجرة إلى  الکیان الصهیونی والاکتفاء بلعب دور تربوی فقط.

ولما کانت الوکالة الیهودیة تجمع معظم تبرعاتها بالدولار, فإن هبوط قیمة العملة الأمیرکیة دفعها -حسب الصحیفة- للتفکیر فی التوقف عن عملها فی تنظیم هجرة الیهود إلى  فلسطین المحتلة التی تعد بمثابة أحد أهم الأولویات التاریخیة للحرکة الصهیونیة.

وتنفق الوکالة الیهودیة فی الوقت الراهن نصف میزانیتها تقریبا البالغة نحو 320 ملیون دولار على تشجیع هجرة الیهود إلى الکیان المحتل . غیر أن الوکالة -کما ادعت الصحیفة- تأثرت أیضا بتناقص الأموال التی کان یغدقها علیها متبرعون أمیرکیون أبدوا قلقهم من انغماسها المفرط فی السیاسة.

وتعتبر الوکالة الیهودیة لفلسطین التی أصبحت تعرف بعد الحرب العالمیة الثانیة باسم الوکالة الیهودیة لإسرائیل, فی جذورها السیاسیة صنوا لتاریخ تأسیس  الکیان الصهیونی نفسها المثیر للجدل على حد  زعم ألاوبزرفر.

وقد أسهمت الوکالة لتی اعتبرت الممثل الرسمی لیهود العالم فی أعقاب انتداب عصبة الأمم على فلسطین, فی تنظیم هروب 50 ألف یهودی ألمانی فی ثلاثینیات القرن الماضی بموجب اتفاقیة التهجیر (الترانسفیر) التی تم التفاوض علیها مع النازیین.

وأصبح رئیس الوکالة الیهودیة بن غوریون أول رئیس لوزراء إسرائیل بعد تأسیسها، وباتت الوکالة منذ أن وضعت الحرب العالمیة أوزارها مرکز الهجرات الجماعیة المتتابعة للیهود لاسیما تهجیر 110 آلاف من الیهود العراقیین وتنظیم جسر جوی لنقل الیهود الفلاشا من إثیوبیا عام 1991.

وجاء الکشف -کما قالت الصحیفة- عن المشاکل والخلافات التی تعصف بالوکالة فی صحیفة هآرتس الإسرائیلیة الأسبوع الماضی، وهی التی أماطت اللثام عن نیة الوکالة إغلاق أحد أهم فروعها الخاص بتنظیم الهجرة وذلک فی إطار خطتها لإعادة الهیکلة بصورة جذریة.

وقالت هآرتس إن جهود الوکالة لإیجاد مصادر تمویل بدیلة باءت بالفشل، مع الإخفاق الذی صاحب محاولة الحصول على تبرع بقیمة 50 ملیون دولار من الملیاردیر الروسی أرکادی غیداماک، وما یواجهه وعد جمعیة الزمالة المسیحیة-الیهودیة بتقدیم 45 ملیون دولار من صعوبات.

ن/25