صهیونیة ألمانیة من العیار الثقیل
أبت ألمانیا إلا إبقاء نفسها فی دائرة الإثم التاریخی الذی یواصل ملاحقتها منذ النازیة فی القرن الماضی، فألمانیا الیوم تضع کامل ثقلها الاقتصادی والعسکری والإعلامی والمعنوی فی مصلحة الکیان الصهیونی ، واستعدادها التام فی حمایتها من أی خطر استراتیجی قد یهدد وجودها .
فالمستشارة الألمانیة جاءت لإسرائیل مصطحبة معها کامل وزراء حکومتها فی سابقة هی الأولى من نوعها تقریباً ، مما جعل أولمرت وبعض وزرائه أن یصرحوا بان ألمانیا حلیف استراتیجی ممیز لإسرائیل .
فألمانیا الیوم و وفق أجندة حکومتها وممارسة مستشارتها میرکل غدت صهیونیة أکثر من الصهاینة أنفسهم، مع التذکیر على أن الحرکة الصهیونیة العالمیة نبتت طلائعها فی ألمانیا وتحدیدا مدینة دارمشتات وجامعتها الشهیرة.
فالمستشارة الألمانیة تباکت على ما یسمونه محرقة الیهود فی موقع (یادوشیم) مستشعرة بالذنب واعدة الإسرائیلیین بالکثیر للتکفیر عما قامت به النازیة رافضة زیارة الأراضی الفلسطینیة والتطرق لکارثة الشعب الفلسطینی ونکبته وما أطلقوا علیه محرقة هذا الشعب !!.
لقد أتت الزیارة غیر المرحب بها، فی توقیت ألیم وحزین مر به الشعب الفلسطینی وهو مرور (60) عاماً على نکبته (عام 1948)، بعدما مارست العصابات الصهیونیة ضده مختلف السیاسات من تطهیر عرقی ومجازر جماعیة وتدمیر لمئات القرى والمدن وتهجیر أهلها ، بشهادات بعض مفکریهم کموریس (على عنصریته وسوداویة قناعاته) وایلان بابیه الذی فر من الکیان وابراهام بورغ وغیرهم. هذه العجوزالألمانیة الشمطاء- التی کانت فی الأمس القریب مغمورة فی أریاف ألمانیا الشرقیة- إسرائیل لتهنئها بالمناسبة الستین على قیامها، و فی ظل ازدیاد معاناة الفلسطینیین فی الضفة والقطاع وسیاسة الحصار والتجویع لملایین الفلسطینیین لا بل ومواصلة سیاسة صید خیرة الشباب فی الضفة والقطاع بالطائرات والصواریخ وسیاسة الأرض المحروقة، والاستیطان وتهوید المکان ومواصلة بناء الجدار العنصری، وعبثیة المفاوضات.
فأین المانیا وقد أوقعت نفسها فی أحضان الصهیونیة لجرم لا یعرف بالتأکید کیف وهل ارتکبه نظام نازی، من قوانین حقوق الإنسان والمواثیق الدولیة والشرائع على أنواعها ، وکیف یتباکى الالمان بینما العشرات والمئات والالوف من الفلسطینیین یذبحون بید الصهاینة فی فلسطین؟!
إن هذه الخطوة غیر الموفقة للسیاسة الخارجیة الألمانیة الساعیة إلى الانضمام للدول الخمس الکبرى إضافة لممارستها ومشارکتها فی الحرب فی أفغانستان للدول الاستعماریة الأخرى، نذر شر لمستقبل المانیا الساعیة بخطىً حثیثة لتصبح الدولة السادسة عالمیاً.
إن الشعب الفلسطینی لن ینسى لألمانیا وحکومتها الحالیة هذا الصلف والتنکر والمیل کل المیل للجلاد الإسرائیلی ضد الضحیة الفلسطینی سواءً کان طفلاً أو سیدة أو شیخاً أو قضیة، ولکن کفانا أن نقول "ملة الکفر واحدة ".
م/ ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS