المجتمع الإسرائیلی من التشدد إلى الإرهاب , والتحدیات الراهنة...
2- الشارع الیهودی شارع غوغائی ومتطرف فی مواقفه إزاء الکثیر من القضایا ولعل المراقب الحصیف لنشرات الأخبار والتحلیلات السیاسة والاقتصادیة فضلا عن مراقبة أقوال القیادات السیاسة یلحظ مدى الجبروت والطغیان والکبریاء والعنتریات الخداعة التی تبث فی طیات ما أشرنا الیه..ولأن المجتمع الإسرائیلی مجتمع مجند ومجیر لاحظنا على سبیل المثال لا الحصر مدى تطرف الیهود الروس والقادمین من الاتحاد السوفیتی سابقا ، تجاهنا کفلسطینیین نعیش على أرضنا ووطننا... مؤخرا أظهرت نتائج استطلاع للرأی العام فی إسرائیل أن 76%من الإسرائیلیین یؤیدون ترحیل العرب الفلسطینیین فی الداخل الفلسطینی من أرضهم وذلک فی أطار الحل الدائم مع السلطة الفلسطینیة , وقد أجرى الاستطلاع معهد "بانلس" للأبحاث لصالح تلفزیون الکنیست "قناة 99" وشمل الاستطلاع 666 شخصا مثَّلوا کافة المجتمع الإسرائیلی فوق جیل 18عاما .
س1: الموقف من ترحیل الفلسطینیین .
فی أطار تسویة مع الفلسطینین .. هل تؤید ترحیل الفلسطینیین
29%:ترحیل کل المواطنین الفلسطینیین.
28%:ترحیل على أساس الولاء .
19%: ترحیل المحاذین فی السکن لمناطق السلطة
24% : أعارض الترحیل
س2: العرب الفلسطینیون والانتماء.
کیف تعرف نفسـک:
40% : فلسطینی
50% : فلسطینی ثم إسرائیلی
3- لیست المشکلة فی هذه الاستطلاعات بل تکمن فیما وراء هذه الاستطلاعات التی تسهل قتل العربی بدم بارد وتشرعن قتله عبر تبرئة ساحة القتلة على غرار ما قام به مزوز مؤخرا فی قضیة شهداء هبة القدس والأقصى .
کوننا نعرف العقلیة الإسرائیلیة , وأنها عقلیة قتل وإبادة "هولوکست غزة" ویتساوق فی هذه السیاسة الیمین المتطرف سواء کان دینیا أو علمانیا والیسار الإسرائیلی والوسط , فباراک واولمرت وبیلین ودیختر وفلنائی لا یختلفون کثیرا عن نتنیاهو ولیبرمان فی السیاسات اتجاه شعبنا الفلسطینی عموما واتجاهنا کعرب ومسلمین وأصحاب الأرض الشرعیین , ولان الحرامی دائما یعیش فی خوف وخواف فإن ردود فعله انتقامیة وشرسة لأنها تأتی فی أطار معادلات الحیاة أو الموت , وهکذا هی المؤسسة الإسرائیلیة فی التعامل معنا فرضت علینا الحکم العسکری وصادرت أرضنا وأوقافنا ومقدساتنا وهدمت بیوتنا ولا تزال تسعى لإبقائنا فی دائرة الظل وضمن العمالة السوداء وها هی ترفع الیوم فزاعة الترحیل بعد أن مارست معنا البطش والتنکیل والقتل بل وتعمل على حبس أنفاسنا للتسبیح بحمد هذه الدولة التی لا تزال تمنح آباءنا وأجدادنا التأمین الصحی والرعایة الاجتماعیة !! .ولأنها کذلک, عشش فی أفرادها وآحادها منطق التعامل معنا بالقوة والنار والحدید - على غرار قصة الحرامی الذی یعلم أن ما سرقه لیس ملکه- .
4- تکمن عقلیة التطرف الراهنة فی المجتمع الإسرائیلی وقیاداته , أولا فی التربیة الاجتماعیة والمجتمعیة ذات الطابع العقدی الذی یبدأ منذ الطفولة المبکرة، وقد کشفت الدراسات الکثیرة عن حجم الاحتقار والتشدد لکل ما هو عربی فی الکتب المدرسیة الیهودیة والقصص , سواء قصص الأطفال للجیل المبکر او للأطفال فضلا عن الکتب المدرسیة وبالذات فی المجالات الأدبیة والاجتماعیة والسیاسیة ........وکدلیل على مدى الاستهتار بالعرب والمسلمین لدى الناشئة الیهود التراجع الکبیر فی تعلم اللغة العربیة فی المدارس الیهودیة فی البلاد- وثانیا التربیة السیاسیة المؤدلجة التی یحصل علیها الشاب الیهودی أثناء تدربه العسکری بدءا من فترة الجدناع وانتهاء بالخدمة العسکریة , ثم الأجواء السیاسیة الحزبیة التی تعتبر التحریض علینا قنطرة للوصول إلى أهدافها السیاسیة وبالذات الوصول إلى البرلمان . هذا کله إلى جانب المواقف الدینیة المتطرفة التی بتنا نسمعها بین الحین والآخر , والتی تمنح الشرعیة والمبارکة الدینیة للتطرف الذی یأخذ منحى عدوانیا یتجلى فی التعرض للعرب من قبل الشرطة -حادثة الشاب من اللقیة والذی یرقد فی حالة کوما "موت دماغی"- أو من قبل بعض الزعران الیهود فی المنتجعات والمحال التجاریة الکبرى , أو التعامل الضریبی وغیره .
5-قلنا ان هذا کله لیس علینا بجدید وأنَّ التطرف الإسرائیلی اتجاهنا لمَّا یبلغ مداه بعد , وعلیه فإننا مطالبون بالعمل على مواجهة هذا الفلتان الإسرائیلی اتجاهنا والذی ینذر بصدام قریب لا یعلم مداه الا الله .
أما المطلب الأول فی رأینا فهو العمل على وحدة الخطاب العربی فی الداخل الفلسطینی اتجاه الإسرائیلی بغض النظر عن هویته السیاسیة اذ کشفت الأحداث أن الفارق بین الیمینی الإسرائیلی ونظیره الیساری تکمن فی اللفظیات لیس الا, على ان یتسم هذا الخطاب بالعلو الوطنی والقومی والإیمانی التعبدی الذی یمنح العبد القوة والیقین من فاطر السموات بلا عمد, ویرفع من سقف المطالب الیومیة "المطلبیة". والمطلب الآخر هو العمل على التکاتف والتلاحم الداخلی فالاتحاد قوة والموقف الموحد قوة والعمل المشترک لما فیه مصلحة العرب فی الداخل الفلسطینی قوة أیضا . أما المطلب الثالث فهو أعادة بناء المؤسسات الوطنیة بناء یتلاءم والمرحلة المقبلة خاصة لجنة المتابعة العلیا , ونحن بین احتمالات ثلاثة : إما إعادة البناء , وأما انتخابات مباشرة , وإما خلق بدیل أخر على غرار اللجنة العلیا للشعب الفلسطینی أبان الانتداب البریطانی , حیث انضوت کافة الأحزاب الوطنیة تحت هذه اللجنة .
أما السیاق الآخر الذی یجب العمل فیه فهو السیاق القانونی الدولی مع الانتباه الى أنَّ هذه الخطوات لا یمکن التعویل علیها, خاصة وأنَّ لإسرائیل بفضل اللوبیات الصهیونیة قوة خارقة فی أوروبا والأروقة الأمریکیة والروسیة والأممیة......... أما السیاق الثالث فهو العمل على الوعی الداخلی للمواطنین العرب فی البلاد بدایة من تخفیف حدة التعامل مع الإسرائیلی من خلال تنمیة أخلاقیات العطاء وبناء المجتمع العصامی وهو تحد أمام الجماهیر العربیة عموما والحرکة الإسلامیة تحدیدا وهذا بدوره یلزمنا بوضع المخططات الشاملة لتنمیة حس العطاء والتجذر على هذه الأرض ومرورا بالمفاکرة بین أفراد المجتمع الواحد ورفع منسوب الوعی الدینی والقومی.
( من إعداد مرکز الدراسات المعاصرة )
م/ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS