فلسطینیون تدربهم CIA الامیرکیة
کتب البروفیسور عبد الستار قاسم :
فتحت وکالة المخابرات الأمریکیة CIA مراکز تدریب لفلسطینیین بهدف قمع الشعب الفلسطینی المدافع عن نفسه والمقاوم من أجل استرداد حقوقه. المعلن هو أن أمریکا تمول مراکز التدریب هذه، لکننا نعرف أن أمریکا لا تمول لوجه الله تعالى، ولا حبا بالشعب الفلسطینی، ولا دعما لفقراء فلسطین. أمریکا تموّل من أجل خدمة أغراضها وأهداف إسرائیل. الآن تنشط مراکز تدریب فلسطینیین فی الأردن لدى النظام الهاشمی الذی لا یتوانى عن فعل کل نقیصة من شأنها أن تفت من عضد الأمة وتجعلها مطیة للأعداء.
تحرص دوائر المخابرات على انتقاء فلسطینیین ذوی کفاءات خاصة لتدریبهم وإعادتهم إلى فلسطین. من المطلوب أن یتمیز المرشح للتدریب بالسذاجة والبله والفشل فی المدرسة والحیاة عموما، وأن یکون شابا فی مقتبل العمر ما أمکن، إلا إذا کانت مؤهلاته المتدنیة تشفع لعمر فوق الخامسة والعشرین. کذلک یجب ألا یکون له ماض وطنی یشده نحو الوطن أو یجعله یفکر بعمل وطنی فی یوم ما، ویجب أن یکون متلهفا على مال بخس مغمس بالذل والمهانة. من المطلوب أیضا ألا یکون من أسرة محترمة تحب الوطن، أو تتمتع بوازع وطنی أو أخلاقی یمکن أن یکون المرشح قد تأثر بها. وفوق هذا یجب ألا یعرف المرشح للتدریب الله سبحانه وتعالى، ومن المفضل أن یکون ممن یشتمون الأنبیاء علیهم السلام ویتعرضون للذات الإلهیة. من المفضل طبعا أن یکون سیء السمعة والسلوک.
باختصار، المطلوب أن یکون المرشح من العلوج على رأی العراقیین، أو عٍلْقا على رأی المصریین، أو نذلا على رأی أهل الشام. یجب أن یکون ساقطا مخنثا ویسهل تدریبه على المزید من السقوط والتخنیث.
ماذا یصنعون معه فی الأردن؟ إنهم یفهمونه بأنه یقوم بعمل وطنی عظیم من أجل إقامة الدولة الفلسطینیة المستقلة وعاصمتها القدس الشریف، ویشرحون له بأن هناک فی فلسطین أناسا لا یریدون إقامة دولة لأن مصالحهم مرتبطة بأعداء الأمة مثل إیران الشیعیة التی ترید أن تهیمن على أهل السنة، وهناک من یغوی الشباب فی فلسطین ویعدهم بالجنة إذا استشهدوا فی القتال ضد إسرائیل، وهناک رعاع یصدقون ما یقوله المزایدون دینیا ووطنیا. ویقولون لهم بأن إسرائیل قویة لا یمکن أن تهزم، وأمریکا تدعمها بکل قوة، وهی دولة تحترم الإنسان وترید أن تعیش بسلام ومحبة مع الفلسطینیین. إنهم یصورون إسرائیل على أنها حمامة سلام، والمشکلة تبقى لدى المتطرفین والإرهابیین الفلسطینیین. ولا یبخلون علیهم بتزییف الکثیر من الأمور لکی یولدوا لّدیهم قناعات بأنهم یقومون بأعمال تخدم الوطن والمواطنین، حتى إذا عاد إلى فلسطین یحمل سیفا لقطع الرؤوس.
أقول لهؤلاء الفتیة الذین یتدربون الآن فی الأردن بتمویل من المخابرات الأمریکیة ولآبائهم وأمهاتهم:
أنتم تضلون الطریق لأنکم تخدمون أعداء الله والأمة والشعب والوطن. أنتم تجندون أنفسکم لخدمة الصهاینة الغزاة الذین شردوا الشعب واغتصبوا الوطن، ولخدمة عملاء إسرائیل وأمریکا من الفلسطینیین والأردنیین وغیرهم من العرب. أنتم غدا ستفتحون النار على أبناء فلسطین المجاهدین والمقاتلین، وعلى الأقل ستواجهون شعبکم المحتج والمطالب بحقوقه بالعصی والهراوات، وستقبضون علیهم وتزجون بهم بالسجون. صحیح أن منکم من یحتاج فتات المال التی یدفعونها لکم، لکن تذکروا أن الأَمَََة تموت ولا تأکل بثدییها. نحن یجب أن نعیش بشرف وأن نموت بشرف.
منکم من هو منخدع بالحکومة الفلسطینیة القائمة الآن فی رام الله. کیف لا وهی التی یعطیها الأمریکیون الأموال العربیة لکی تدفع الرواتب والمستحقات وما شابه؟ إنهم یخدعونکم ببعض المال الذی یقدمونه من حساب الأمة العربیة التی تدفع أغلب الأموال التی تقدمها الدول المانحة. هذا المال هو مال نجس على الرغم من قناعتی الشخصیة بأن قطاعات واسعة من الشعب الفلسطینی بحاجة إلى المال لکی تمضی فی الحیاة. إنه مال نجس ومغمس بالذل والعار والخیبة لأنه مقابل السکوت عن حقوقکم وعن مقدساتکم. الحکومة القائمة حالیا لیست حکومة فلسطینیة وإنما هی حکومة تخدم السیاسة الأمریکیة والأهداف الإسرائیلیة، وأدلتنا على هذا کثیرة. وأذکرکم هنا بأن الحرکة الماسونیة العالمیة تؤمن بضرورة عودة الیهود إلى فلسطین، وتؤمن بأن السلام والمحبة فی العالم لا یتحققان إلا ببناء هیکل سلیمان.
منکم من سیقول بأن هذا الکاتب هو أستاذ جامعی ویتقاضى راتبا ولا یهمه إن جاع الآخرون. أنا فقط أذکرکم أننی صاحب مشروع وطنی للکفایة الذاتیة، وقد طرحته مرارا وتکرارا من أجل أن نعتمد على أنفسنا ونجنب أنفسنا الذل والهوان، لکن للأسف الفصائل الفلسطینیة غیر معنیة، وقطاعات واسعة من الشعب غیر منتبهة لخطورة الاعتماد على الغیر. الشعوب العظیمة لا تعدم الحلول لأنها شعوب حیة مبدعة تأبى أن تفارق العز والکبریاء، وفقط هی الأمم الذلیلة التی تقبل أن ترهن لقمة خبزها لعدوها.
أیها الذین تتلقون التدریب: أنتم ستأتون بعمل عظیم إذا أدرتم ظهورکم للمخابرات الأمریکیة والعربیة، وإذا عدتم بشموخ رافضین أن تکونوا وکلاء أمنیین للصهاینة وأعوان الصهاینة. ضنک العیش أهون بکثیر من أن یشار إلیکم بإصبع العمالة والتخوین.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS