السبت 12 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

الله یساعد الیهود

ثلاثة من کل أربعة إسرائیلیین یؤیدون طرد العرب من البلاد..من بلادهم وفلسطینهم!

ولکن الغریب أن هؤلاء الثلاثة أرباع یطالبوننا بأن نحتفل ونرقص وندبک فی الذکرى الستین لطرد ثلاثة أرباعنا، وإلا فإنهم یزعلون منا ویتحولون هم أنفسهم الى خائفین مرعوبین! أما الربع المتبقی منهم فهو لا یؤید طردنا لأنه بات یائسا من إمکانیة تحقیق أمر کهذا ، بل وبات متیقناً أن طرد الربع الأخیر هو عملیة إعادة إنتاج متجددة لحروب حتمیة قادمة أکثر شراسة من تلک التی مضت، وباتوا موقنین أنه حتى لو ربحت إسرائیل جمیع الحروب فهی المهزومة لا محالة، لسبب بسیط هو أن العرب لا یهزمون حتی لو خسروا ألف معرکة غیر تلک خسروها.

مرات کثیرة حاولت الدخول الى رأس یهودی إسرائیلی، تارة الى رأس یمینی متطرف وتارة الی رأس متوسط وأخرى فی رأس یساری، والحقیقة أن الوضع هناک لیس مریحاً أبدا ولا یحسدون علیه وأکثر تعقیداً مما یتخیل عقلنا فی طبعته الصحراویة المبسطة.

والنتیجة التی تأکدت منها فی جمیع الحالات هی نفس النتیجة التی وصلها سلفنا الصالح منذ عقود وهی...الله یساعد الیهود على مصیبتهم بالعرب.

سألت نفسی ما الذی لم یفعله الإسرائیلی حتى الآن مع العرب وممکن أن یفعله کی ینتصر علیهم ویعلنون هزیمتهم أمامه! مجزرة کبیرة مثلاً! ولکن ما الذی ممکن أن تضیفه مجزرة أخرى فوق عشرات سبقتها!هل یشعل حربا ضروسا أخری! ولکن مهما کانت النتیجة هل ستکون أقسی وأمر من حزیران الأیام الستة! ثم أی نوع من طرق القتل لم یستعمل مع العرب....وماذا کانت النتیجة!! قبل أن تجف الدماء یقف العربی لیقول لهم .. بفرجیکم یا أخوات الشلیتة.

قبل أسابیع قلیلة نفذ جیش إسرائیل مجزرة رهیبة فی غزة واعتقد بعض السذج من الإسرائیلیین أنهم بهذا أذهلوا الفلسطینیین، ولکن المذهل حقا کان ظهور الزهار علی الشاشة لیقول لهم ..انتصرنا..بلا شک أنها کانت صفعة لکل إسرائیلی، أحد مقدمی البرامج اعترف بشعوره فقال.. کأن الزهار مد إصبعه الوسطی فی وجهی!

الحقیقة أننی کفلسطینی أیضاً ذهلت، لم أستوعب لحظتئذ کیف ومتی وأین انتصرنا! وهل هناک معنى ومفهوم آخر لکلمة انتصرنا فی لسان العرب، وفجأة خطرت فی بالی حزورة قدیمة تقول (دقه دقه ما بندق وبله بلّه لا یبتل).

استفاق الإسرائیلیون على شیء مثل الظل الذی لا یدق ولا یبتل، وبالتأکید إذا اکتشف أعظم الجبابرة میزة کهذه فی عدوه سوف یحبط بل وییأس، ولهذا جاء فی استبیان لاحق أجراه أساتذة من جامعة حیفا أن أربعة أخماس الإسرائیلیین خائفون من نهایة غیر سعیدة لفیلم إسرائیل فی المنطقة،رغم فرن دیمونة والعناق الأمریکی الأوروبی المطمئن وتخاذل حکام عرب کثیرین.

ومصدر هذا الخوف هو أنهم باتوا مقتنعین وبحق أن العرب أمة غیر قابلة للهزیمة، ولو کان هذا ممکنا لذهبت ریح العرب منذ عام النکبة أو عام النکسة أو عام الکبسة أو عام الفنسة أو عام الرفسة.

ثبت علمیاً أن العرب لا یهزمون، قد یخسرون ألف معرکة ولکن یکفیهم نصر واحد بل نصف نصر یمحو بالثلج والماء والبرد کل هزائمهم، وتتحول کل انتصارات أعدائهم الی فقاعات رغوة صابون عائمة فوق ماء الحمام فی طریقها الی المجاریر.

هؤلاء هم العرب مثل الظل (دقه دقه ما بندق وبله بله لا یبتل). لا یوجد مخلوق فی الأرض إنسان أو غیر إنسان لا یعترف بهزیمته سوى العربی، قد تبطحه نعم ! تخفش فی قلبه نعم، تهشم أنفه وفمه وتدمیه نعم، تکسر أطرافه وتسمل عینیه وتغتصبه نعم، ولکنه عندما یتمکن من فتح فمه فأول کلمة سینطقها حتما هی .. طیب یا أخو الشلیتة.. بفرجیک.

الله یساعد الیهود على علقتهم مع هذه الأمة التی لا تعترف بهزیمتها أبدا وبحق. من یذکر احتفالات النصر الأمریکیة على العراق؟ ألا یبکی الأمریکیون دماً.. ألا یشعرون بالهزیمة أکثر من شعور العرب بها؟ العرب لا یهزمون سواء خسروا معرکة أو ربحوها! العرب منتصرون أبدا، مرة عندما یربحون ومرات عندما یخسرون، عجبت لأمر العرب فکل أمرهم خیر إذا هزموا صبروا فربحوا وإذا انتصروا ولم یبطروا ربحوا!

ثلاثة أرباع الیهود یحلمون بترحیلنا،إلى أین یا أخا الیهود!... الله یساعد أهلکم علیکم.. فعلا مصیبة أن تعیشوا رغم أنوفکم مع قوم تحقدون علیهم وتحلمون بطردهم لسبب بسیط، هو أنهم یتحملون القتل والضرب والجلد أکثر من کل حمیر وبغال العالم مجتمعة وبعد کل قتلة یهتفون لکم...بنفرجیکم یا أخوات الشلیتة!

نعم یا سیدی نحن العرب مصیبة بل کارثة لن یستطیع الیهود ولا غیرهم الخلاص منا، وفوق هذا سنکون شهداء علىی الناس فی یوم القیامة.. أم ماذا حسبتم، ومن یعش فیمت ثم یبعث یر.

لقد وصف أحد عظماء إسرائیل من أسماهم بعرب أرض إسرائیل بعد یوم الأرض الأول بأنهم سرطان فی جسم الدولة، والحقیقة لم أسمع أصدق وأدق من تعبیر هذا الرجل فی وصف حالتنا، نعم علینا الاعتراف بهذه الحقیقة، نحن سرطان..أنا خلیة سرطانیة...ومن حولی ملایین أخوتی السرطانات... لا حول ولا قوة إلا بالله... وتعرفون أیها الأخوة ما الذی یفعله السرطان فی الجسم الذی یحیا فیه...

( المقال للکاتب الفلسطینی  سهیل کیوان )

ن/25

 

 


| رمز الموضوع: 139481







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. أسير إسرائيلي: إذا أردتم أن تعرفوا عدد الأسرى إسألوا سارة نتنياهو
  2. إصابة 9 جنود إسرائيليين بينهم نائب قائد فرقة وقائد كتيبة في الشجاعية بغزة
  3. في إطار جمعات الغضب.. مدن إيرانية تنظم وقفات تضامنية مع غزة
  4. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  5. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  6. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  7. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  8. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  9. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  10. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  11. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  12. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)