حزب الله یرى فی اتهامات جنبلاط أن «الأمیرکی یخطط لشیء ما»
رأى «حزب الله» فی تصعید رئیس «اللقاء النیابی الدیموقراطی» ولید جنبلاط، عبر إثارته موضوعی مراقبة الحزب لمطار رفیق الحریری وتوسع شبکة اتصالات الحزب «مؤشراً إلى أن الأمیرکی یخطط لشیء ما فی المنطقة، وربما لفتنة فی لبنان»، داعیاً الجمیع إلى «التنبه لها ووأدها فی مهدها».
وقال عضو کتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسین الحاج حسن: «إن الکلام الجنبلاطی المتراکم منذ أیام، والذی نضح به بالأمس خصوصاً، یؤشر إلى أن الأمیرکی یخطط لشیء ما، لکن لا داعی للاستعجال ولا داعی للوقوع فی فخ الحرب النفسیة الأمیرکیة أو غیرها من الأدوات الأمیرکیة». وأضاف: «نحن على مستوى الجاهزیة فی المقاومة، على أعلى مستویات الجاهزیة فی مواجهة العدو الصهیونی. وعلى مستوى ما قد یخطط له الأمیرکی وبعض الأجهزة المخابراتیة، هناک یقظة أیضاً الى جانب الجیش اللبنانی والأجهزة الأمنیة التی حاول جنبلاط استدراجها بکل الوسائل، والتهجم علیها والتشکیک بها، بینما نحن نشدد على ضرورة تحیید الأجهزة الأمنیة اللبنانیة وهی الضمانة الأخیرة للاستمرار، عن التجاذبات». ودعا الى «یقظة عالیة مما یخطط له الأمیرکی وإسرائیل من عمل أمنی فی أی مکان، والإسرائیلی له تاریخ فی هذا الموضوع یحلم ولید جنبلاط أن یکرر خدیعته فی الحلف الرباعی أو غیره». وأضاف: «نحن لدینا حلفاء فی المعارضة وفی شکل أساسی التیار الوطنی الحر».
وسأل عضو الکتلة نفسها النائب حسن حب الله، فریق السلطة عن «موانئ الدولة التی یمر علیها الأمیرکی من دون رقابة والمستوعبات والطرود التی مرت عبر مطار بیروت إلى السفارة الأمیرکیة وکانت تحوی أسلحة کاتمة للصوت، والتی عندما أحرجوا قالوا إنها أسلحة للصید، وکأن السفیر الأمیرکی وموظفی السفارة یأتون إلى لبنان لممارسة هوایة الصید».
وقال: «بعد أکثر من سنة على اعتصام المعارضة، یعرف الجمیع أن الولایات المتحدة هی التی منعت أی حل لهذه الأزمة وترید أن تهیمن على لبنان وتسیطر علیه وتحوله إلى شعب بلا قرار وبلا إرادة». وأضاف: «لن نسمح بأن تکون هناک دولة فی لبنان یرتبط قرارها بإملاءات السیاسة الأمیرکیة الداعمة لعدوان إسرائیل»، مؤکداً «أن الأزمة الموجودة فی البلد لیست من صنعنا بل من صنع الأمیرکی الذی یرید أن یمارس علینا سیاسة الجهل والانحطاط والقهر والحرمان».
وقال حب الله: «إن أی إنسان یملک ذرة ضمیر أو وطنیة لا یتحدث عن المقاومة ورجالها بمثل ما تتحدثون به، لأنکم نسیتم وطنکم ولم تتذکروا إلا أنکم خدم وربما هذا ما کنتم تریدونه وهو أن تکونوا زبالین فی شوارع نیویورک خیر من أن تکونوا زعماء ووجهاء فی وطنکم».
وردّ مصدر إعلامی فی الحزب على بیان قوى 14 آذار والجماعة الإسلامیة فی إقلیم الخروب حول حادثة إطلاق نار حصلت فی منطقة السعدیات، معتبراً أنهم «یصوغون موقفاً سیاسیاً عدائیاً للمقاومة».
وأشار إلى أن الأجهزة الأمنیة عالجت الحادثة و ما استنفار القوى المذکورة لإصدار هذا البیان المتأخر إلاَّ جزءٌ من الحملة المنظمة التی بدأت منذ أسبوعین، انسجاماً مع « التقریر الإرهابی» لوزارة الخارجیة الأمیرکیة الذی یشیر إلى خطر «حزب الله» ویحض القوى المؤتمرة بتوجیهاتها أن تواجهه، ومع الحملة الیائسة التی یخوضها جماعة 14 آذار لاستهداف عناصر القوة فی ثبات وصمود وانتصار «حزب الله» على المشروع الصهیونی، وهم یریدون بذلک صرف الأنظار عن فشلهم فی تقدیم الإجابات للبنانیین حول تعطیلهم لرئاسة الجمهوریة وللدولة من خلال استئثارهم بالسلطة وانقیادهم للأوامر الأمیرکیة».
وقال المصدر: «فلیسمعوا جیداً، ولیسمع معهم الأمیرکیون والإسرائیلیون، لن تحقق مثل هذه الحملات المسعورة أهدافها، وسیبقى «حزب الله» ومقاومته جبلاً شامخاً بوجه کل المؤامرات، وهو مستمر بصلابة فی مواجهة المشروع الأمیرکی الصهیونی ضد لبنان وشعبه».
وفی مواقف حرکة «أمل»، اعتبر عضو «کتلة التحریر والتنمیة» النائب علی بزی أن «لا مبرر على الإطلاق لهذا التصعید فی السیاسة والأمن الذی من شأنه لیس تعکیر الأجواء وشحن النفوس انما أخذ البلد والعباد إلى المجهول». وسأل: «لمصلحة من الکلام الذی أطلق وسمعه اللبنانیون بالأمس؟».
وقال: «الزعیم والقائد هو الذی یبتکر الحلول والتسویات لا الفنون فی التعبئة وتوتیر الأجواء. نحن نراهن على إمکانیة ان یبلغ الجمیع سن الرشد الوطنی والسیاسی والنضج الکافی لکی نتمکن من إخراج لبنان من نفق الأزمة التی یستفید من استمرارها أعداء لبنان والمتربصین به شراًً».
وکشف ان «اللقاء الأخیر مع الأمین العام لجامعة الدول العربیة عمرو موسى والرئیس بری کان إیجابیاً جداً وسادته أجواء من التطابق فی وجهات النظر». وقال: «استبشرنا خیراً وانتظرنا جواباً من الفریق الآخر وهو جواب لم یأت کما کان یتوقعه اللبنانیون الذین یتطلعون الى إنقاذ وطنهم، وهذا دلیل آخر على ان فریق الموالاة هو الذی یعطل إمکانیة إیجاد الحلول تحت ذرائع متعددة، ویبدو أن هذا الفریق یهرب من مناقشة قانون الانتخابات».
ورأى الأمین القطری فی حزب البعث العربی الاشتراکی الوزیر السابق فایز شکر «أن النائب ولید جنبلاط وضع حداً بکلامه الأخیر لکل الأوهام حول الحوار وقطع الطریق أمام کل الجهود الخیرة التی تسعى إلى حلول تضمن وحدة البلد والعیش المشترک ودفن کل المبادرات التی یمکن ان تحقق حلولاً».
واعتبر رئیس «الحزب الدیموقراطی اللبنانی» الوزیر السابق طلال أرسلان ان ما أعلنه جنبلاط «تهدید موجه إلى الخارج أکثر منه الى الداخل، وهو یخدم المصلحة الإسرائیلیة». وقال لـ «المنار»: «إن من کان یتآمر على المقاومة خلال عدوان تموز وعلى تحرکات الأمین العام لـ «حزب الله» (السید حسن نصرالله) بات مفضوحاً».
ب/ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS