السبت 12 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

خدام أمیرکا سبب فتنة لبنان

ما یجری فی لبنان یؤلم کل عربی محب لعروبته ولإسلامه، فنار الفتنة التی انطلقت هناک بین (المقاومة) وبین عملاء أمریکا من ولید جنبلاط إلى سعد الحریری،  وحاول البعض من العمائم المدعومة أمریکیاً وسعودیاً إعطائها صبغة صراع مذهبی بین سنة وشیعة، وهی محاولة فاشلة طبعاً، هذه الفتنة من الممکن أن تمتد إلى مصر، و إلى السعودیة ذاتها التی تمول فریق سعد الحریری بالمال والسلاح ،إن ما یجری فی لبنان وباختصار وحتى لا یتوه القارئ العربی ینحصر فی الحقائق التالیة، نقدمها آملین من الجمیع الانتباه إلى الفخ الذی یراد للأمة وللبنان تحدیداً أن تقع فیه فتفرح إسرائیل وتزغرد أمریکا بعد أن یکون عملاؤها قد فضحوا :

أول الحقائق: أن ما یجری فی لبنان بدأ بمسلسل طویل من الإهانات والاستدراجات للمقاومة بقیادة حزب الله وللمعارضة بأطیافها الوطنیة المتعددة المسیحیة والإسلامیة والدرزیة وظلت المعارضة تکظم غیظها رغم الدم الذی رفعته ورغم مؤامرة الثلاثی (جنبلاط ـ جعجع ـ الحریری) وطعنهم للمقاومة عدة مرات من الظهر والتخطیط مع أمریکا بعد الانتصار العسکری الذی اعترفت به إسرائیل فی حرب الصیف عام 2006، التخطیط لإیقاع الهزیمة عبر السیاسة بالمقاومة داخل لبنان من خلال حلفاء أمریکا، فبدأوا برفض کل المقترحات للوصول إلى (حکومة وحدة وطنیة حقیقیة) ممثلة لکل القوى والطوائف، إلى أن انتهى الأمر بمؤامرة ولید جنبلاط والحریری المسماة تعطیل وإیقاف شبکة اتصالات المقاومة (وهی الشبکة التی حمت المقاومة وحققت الانتصاروهذا  باعتراف العدونفسه) ثم قام فریق (جعجع -جنبلاط/ الحریری) بإقالة قائد مطار بیروت العمید حسن شقیر المنتمی للطائفة الشیعیة بحجة تعاطفه مع حزب الله، وهو أمر غیر صحیح، وکان هذا القرار هو الشرارة التی أشعلت الحرب الأخیرة والتی انتهت بهزیمة فریق السلطة وهروب عناصر المرتزقة التی استأجرها سعد الحریری وأعطى کل واحد منهم ثلاثة آلاف دولار لقطع الطرق وقنص المواطنین وللإیحاء بأن ما یجری بأنه فتنة مذهبیة وفشلوا.

ثانیاً: الحقائق الآن على الأرض تقول بأن فریق أمریکا وإسرائیل وخدامها قد هزم أمام فریق المعارضة/ المقاومة وأنه لا خیار أمام من تبقى شریفاً فی فریق 14 آذار/ مارس إلا الجلوس الى مائدة الحوار وبشروط وطنیة جدیدة یأتی فی مقدمتها تشکیل حکومة وحدة وطنیة وانتخاب رئیس توافقی مع قانون انتخاب وطنی عادل. بدون هذه الحزمة الثلاثیة من الشروط لن تحل أزمة لبنان، ورغم هزیمة فریق السلطة وتطهیر بیروت من عناصر المرتزقة إلا أن واشنطن وباریس وتل أبیب وللأسف (القاهرة والریاض) لا یزالون یحاولون تعطیل أیة حلول وسط ویتعمدون الإیحاء المستمر بأن الصراع فی لبنان صراع مذهبی بین سنة وشیعة وهو الأمر الذی یتقضه الواقع وتکذبه الحقائق، إذ أن میشال عون مثلا (أحد أبرز أرکان المعارضة) لیس شیعیاً ولا سنیاً بل لیس مسلماً أصلاً، فکیف یصور الأمر على غیر حقیقته؟ ولماذا یتهم أهل السنة فی لبنان بهذه الفریة ویصبحون مجرد أدوات لواشنطن وتل أبیب. الأمر فی جوهره کما تؤکد الحقائق على الأرض أمر صراع بین مشروعین: مشروع للمقاومة وللانتماء العربی الحقیقی ولإقامة علاقات صحیة استراتیجیة مع سوریا ومنظومة الصمود العربی و الإسلامی، ومشروع ضد المقاومة ومع أمریکا، ویرید تحویل لبنان إلى مجرد (کباریه) تابع للغرب ولنفایاته الأخلاقیة والسیاسیة. ولأن الأمر کذلک فلم یکن مستغرباً أنضواء مجموعات وقوى إسلامیة (سنیة) واسعة تحت لواء المشروع الأول: مشروع المقاومة، ولم یکن مفاجأة أن ینتصر هذا المشروع على الأرض فی کل معرکة دخلها سواء ضد إسرائیل مباشرة أو ضد خدامها فی بیروت، لأن شعب لبنان أصلاً وبطبیعته شعب مقاوم.

لکل هذا نأمل من العقلاء العرب، إدراک حقیقة المعادلة فی لبنان والانحیاز لما یریده الشعب اللبنانی لا لما یریده خدام واشنطن.

( المقال بقلم الدکتوررفعت سید أحمد )

م/ ن/25


| رمز الموضوع: 139513







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. أسير إسرائيلي: إذا أردتم أن تعرفوا عدد الأسرى إسألوا سارة نتنياهو
  2. إصابة 9 جنود إسرائيليين بينهم نائب قائد فرقة وقائد كتيبة في الشجاعية بغزة
  3. في إطار جمعات الغضب.. مدن إيرانية تنظم وقفات تضامنية مع غزة
  4. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  5. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  6. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  7. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  8. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  9. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  10. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  11. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  12. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)