مبروک لقدسنا فی ذکرى تأسیسها
اعتقد بأن کل من طلبت منه أن یطلع على موقع الوکالة وأن یرى ما بها من مواد إخباریة وتحلیلات سیاسیة ولقاءات أخبرنی بأنه شعر بسرور بالغ لما فی أو على صفحاتها من لقاءات أو أخبار أو مقابلات، وانه شعر بان فیها روح الانتماء إلى قضیة بعینها وان النفس الموجود عادة فی وکالات الأنباء وروح التنافس غیر النظیف التی تسود فی العادة بین هذه الوکالات غیر موجودة فی قدسنا، بمعنى أن هنالک التزاما عالیا بقضیة معینة وان هذا الالتزام هو المحرک والمحرض الأول والأخیر لقدسنا.
أننی أعتقد بأن قضیة الالتزام التی لمستها فی قدسنا قضیة ذات أولویة قصوى کما أن قدسنا حریصة کل الحرص على أن تبقى على مسافة واحدة من کل القوى الفلسطینیة وان تتعامل بشفافیة ونزاهة مع کل الأطر فی الساحة الفلسطینیة وان الهم الوحید لقدسنا هو فضح ما یجری من قبل قوات الاحتلال ضد أبناء فلسطین بشکل مستمر وبلا توقف.
فی سیاق محاولة قدسنا البقاء على مسافة من جمیع القوى والفصائل الفلسطینیة یمکننی أن أسوق هذه القصة التی حدثت معی شخصیا قبل أن اعمل مراسلا للوکالة فی فلسطین حیث أرسل لی أحد الأصدقاء بقصة تتعلق بأحد القیادیین الفلسطینیین وفی ذات القصة نَفَسٌ فضائحی ویمکن أن یشکل إساءة للرجل وللفصیل الذی ینتمی إلیه فقمت بإرسال القصة – الخبر- إلى وکالة قدسنا التی ردت علی فی حینه ' إننا لا نحبذ أن ننشر مثل هذه المسائل وذلک أننا لا نرغب أن نکون جزءا من الخلافات الفلسطینیة الفلسطینیة الداخلیة ونفضل البقاء على مسافة واحدة من الجمیع- أو بهذا المعنى، والحقیقة أن ذلک الرد زاد احترامی للقائمین على الوکالة وربما لا أبالغ لو قلت إننی شعرت بالحرج لما فعلته أنا عندما قمت بإرسال الخبر- القصة-.
إننی أسوق هذا الذی حدث معی للتدلیل على أن هنالک وعی کامل من قبل القائمین على هذه الوکالة لهذا الذی یقومون به، واعتقد بان الوکالة وبرغم أنها غیر منتشرة کما یجب وأنه لا بد من الکثیر من الخطوات الجادة والحقیقیة التی یجب أن یتم اتخاذها من أجل الوصول إلى اکبر قدر من القراء وذلک حتى تصبح فی موقع حقیقی متقدم وذلک لما تمثله من نقلة نوعیة وفهم صحیح وجدید فی کیفیة نقل الصورة التی تعتمد على الأغلب على إجراء الحوارات واللقاءات والمقابلات وهذا ما قد لا یتوفر فی الکثیر من الوکالات الالیکترونیة المنتشرة بکثرة .
إننی اعتقد بأنه لا بد من وقفة بمناسبة الذکرى السنویة لتأسیس الوکالة من اجل دراسة التجربة والاستفادة من الخبرات المتراکمة للوکالة، ولا بد من إتباع سیاسة جادة وجدیدة فی کیفیة الوصول إلى أکبر عدد من القراء خاصة وان أخر استطلاع أعدته وکالة انتر نیوز فی الأراضی الفلسطینیة المحتلة یشیر إلى أن نسبة کبیرة من القراء یستقون أخبارهم من خلال الوکالات والمواقع الالیکترونیة وهم على أی حال ضعف الذین یستقون أخبارهم من الصحف والجرائد الیومیة، وعلى هذا الأساس فانه لا بد من وضع خطة إعلانیة ودعائیة وترویجیة یتم من خلالها رصد المیزانیات والوسائل المطلوبة لیتم من خلالها التعریف بالوکالة وذلک من أجل أن تصل أخبار وتحلیلات الوکالة والتی بحسب ما أراه تستند إلى التزام غیر مسبوق بالأهداف والغایات التی من اجلها انطلقت قدسنا.
أخیرا فإننی أتمنى أن تکون السنة الحالیة أو الجدیدة هی بدایة أخرى لانطلاقة کبیرة وسریعة واسعة وان تتقدم الوکالة خطوات کبیرة أماماً من اجل نشر الحقیقة کما هی، خاصة وان القضیة الفلسطینیة بحاجة إلى من یدافع عنها، وهی على أی حال قضیة تتمیز بعدالة عالیة، وبرغم ذلک إلا أنها تحتاج إلى الکثیر من الجهد والوقت والتکالیف من اجل إیصال الحقیقة لمن یرغب بالاطلاع على هذه الحقیقة، فی النهایة أقول بأننی أتمنى لقدسنا- الوکالة العزیزة- النجاح، ولقدسنا-المدینة الغالیة- الحریة، والى عام جدید آخر.
الکاتب والصحفی الفلسطینی رشید شاهین
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS