خبراء:الضربة الامریکیة- الصهوینیة لـ «ایران» لیست سوى اوهام

 یعتقد العدید من الخبراء ان الحدیث حول اقتراب الضربة الامریکیة- الصهوینیة لـ «ایران» لیس سوى اوهام  واشاعات وتهویل من أجل إخافة ایران و ارعابها . وهنا یتبادر هذا  السؤال المحوری الذی یلح بإجابة هل فعلا ستقدم أمریکا والکیان الصهیونی على ضرب إیران فی هذا التوقیت الدقیق الذی تمر به المنطقة حیث یتعرض  حزب الله لضغوط بإقحامه فی صراعات داخلیة واستنزاف سلاحه فی معارک ومواجهات فی الداخل اللبنانی بینما یبدو ان سوریة تکاد تسحب بعیدا عن إیران بإغراءات الدخول فی تسویة حول الجولان المحتل مع الکیان الصهیونی.

ویرى المراقبون والمحللون السیاسیون حسبما افادت به وکالة قدسنا  أن هذه المؤشرات تهیئة أمریکیة صهیونیة لضرب إیران واندلاع حرب شاملة فی المنطقة، مؤکدین أن ساعة الصفر لیست بعیدة وأنها قریبة جدا ولا تتعدى الصیف الحالی.

من جانبه یقول مساعد وزیر الخارجیة المصری الأسبق الدکتور عبد الله الأشعل إن هذا الافتراض وارد ولکنة بعید الاحتمال فی الوقت الحالی لان إیران لیست العراق، وهی تمتلک «فعلیا» أسلحة قویة وصواریخ بعیدة المدى یمکنها الوصول إلى تل أبیب، کما أن احتمال امتلاکها قنبلة نوویة یظل واردا، وهی بالتأکید تفوق قنبلتی «هیروشیما» و «ناکازاکی» عشرات المرات، وقوة إیران تلک تدفع إسرائیل وبمشارکة أمریکا إلى توجیه ضربة وقائیة تستهدف المنشآت العسکریة الإیرانیة مع الحرص على تفادی المفاعلات النوویة النشطة وإمکانیة توجیه ضربات للمنشآت النوویة غیر النشطة أو المبانی المساعدة المحلقة بالمفاعلات النوویة.

و أفادت وکالة قدسنا ان الدکتور الأشعل توقع أن تسرع إسرائیل بعجلة تهوید فلسطین فتسحب مناطق الحکم الذاتی من السلطة الفلسطینیة وتعلن قیام دولة إسرائیل الکبرى على کامل مساحة الأراضی الفلسطینیة إضافة إلى أراضیها الحالیة، وستنقل أمریکا سفارتها إلى القدس والتی ستصبح عاصمة لإسرائیل. أما عن العرب فلن یفعلوا شیئا وکل ما سیحدث مجرد مظاهرات تخرج فی المدن والأحیاء العربیة ثم تموت بعد ذلک ومعها القضیة العربیة کلها، فی حین أن إیران لن تترک الأمر یمر هکذا من دون رد بل سترد بکافة أسلحتها وکامل قواتها حتى لو ضربت المنشآت النوویة الإسرائیلیة.

من جانبه رفض الخبیر الإستراتیجی المصری وقائد القوات المصریة فی حرب الکویت اللواء محمد علی بلال هذا الاحتمال قائلا إن أمریکا وإسرائیل یستخدمان إیران کـ «بعبع» یرعبون به العالم و یبتزون به الحکومات العربیة. وأضاف :  أن الدور الذی تلعبه إیران یماثل ما کان یقوم به نظام «صدام حسین» فی السابق حیث کانت دول الخلیج ( الفارسی ) تخشى الاحتلال العراقی لها مما کان یدفعها إلى رفع درجة تسلیحها من الأسلحة الأمریکیة طبعا، إضافة إلى السماح لأمریکا بإقامة منشآت عسکریة على أراضیها، وهذا بالضبط ما تروج له أمریکا وإسرائیل بإعلانهما دوما أن إیران تسعى لامتلاک «قنبلة نوویة» وأنها ستتحول فی وقت قصیر إلى ملک الموت للدول العربیة خاصة فی الخلیج  ( الفارسی ) ، وبالتالی فهما حریصتان على عدم ضرب إیران وإلا خسرتا «البعبع» الذی تخیفان به الدول العربیة. وأضاف بلال ولو سلمنا جدلا بذلک فلن تحاول أی دولة عربیة المشارکة فی الحرب الدائرة بل ستقف کل الدول العربیة لتتفرج وبعدها ستبحث أمریکا عن بعبع جدید والمرشح لذلک الدور «سوریة».

ورأى الدکتور عثمان محمد عثمان رئیس قسم العلوم السیاسیة بجامعة 6 أکتوبر وأمین لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشعب المصری ، أن هذا الاحتمال یفتح الباب للحدیث عن حرب عالمیة ثالثة خاصة وان إیران سترد على ذلک بضرب المصالح والمنشآت العسکریة الأمریکیة فی الخلیج( الفارسی ).

ویضیف : أن مسرح العلاقات الدولیة خاصة فی الشرق الأوسط لیس مهیئا حالیا لتکرار ما حدث مع العراق سواء من حرب شاملة أو حتى ضرب المفاعل النووی العراقی فی الماضی، فإیران قوة لا یستهان بها والإدارة السیاسیة الإیرانیة لدیها سیناریوهات مسبقة لمثل هذا الاعتداء العسکری فهناک تدریبات عسکریة سابقة للجیش الإیرانی دارت حول احتمالیة توجیه ضربة أمریکیة أو إسرائیلیة لها.

وأکد الدکتور عثمان محمد عثمان  انه فی حالة تخلی القیادة الأمریکیة أو الإسرائیلیة عن الحکمة وتوجیه ضربة عسکریة لإیران فان الأوضاع الإقلیمیة والدولیة لن تستقر على حالها وسیکون فی مقدمة ردود الفعل الإیرانیة توجیه ضربة عسکریة مباشرة لتل أبیب ثم ضرب المنشآت العسکریة الأمریکیة المنتشرة فی الخلیج سواء البریة أو البحریة وسواء کانت داخل حدود دول عربیة أو فی المیاه الإقلیمیة.

وأضاف : أن موازین القوى العالمیة ستنقلب رأسا على عقب وقد تشارک دول عربیة وغیر عربیة فی تلک الحرب سواء برغبتها أو کمجرد رد لضربات عسکریة وجهت إلى أراضیها.

ن/25