المستوطنات تخنق بیت فوریک الفلسطینیة
تمثل قریة بیت فوریک إلى الشرق من نابلس نموذجا للخطر الذی یتهدد المناطق الفلسطینیة جراء انتشار وتوسیع المستوطنات الیهودیة. هذه القریة باتت تواجه خطر المصادرة والإبادة، بعد أن لفتها ثلاث مستوطنات إسرائیلیة وحاجز احتلالی خصص لهذه البلدة وسمی باسمها.
معاناة أهالی هذه البلدة -الذین یزیدون على 11 ألف نسمة- بدأت منذ إقامة المستوطنات على أراضیها فی ستینیات القرن الماضی، ثم تفاقمت المعاناة مجددا مع مصادرة الاحتلال آلاف الدونمات من الأراضی وحرق العشرات من أشجار الزیتون.
رئیس بلدیة القریة عبد الباسط حننی قال إن سلطات الاحتلال الإسرائیلی وضعت مخططا لمصادرة أکثر من عشرة آلاف دونم من أراضی القریة وحرقت أشجار الزیتون، وذلک بهدف شق طرق للمستوطنات المحیطة بالقریة.
کما یقول حننی إنه "منذ احتلال الضفة الغربیة وحتى الآن صادرت إسرائیل أکثر من 23 ألف دونم من مساحة أراضی القریة التی تبلغ مساحتها الإجمالیة 36 ألف دونم، ما یعنی أن القریة مهددة بالزوال والمسح من قبل سلطات الاحتلال".
واعتبر حننی أن إسرائیل تخطط لمسح وشطب قریته من الوجود تنفیذا لمخطط سیاسی لمحو تاریخ وجذور المواطنین فیها، خاصة أن هذه المصادرة تزامنت مع إحراق المستوطنین العشرات من أشجار الزیتون "الرومی" التی زرعت منذ مئات السنین.
وفی هذا الصدد أیضا یشیر حننی إلى أن إسرائیل تقیم ثلاث مستوطنات على أراضی القریة، أکبرها تدعى "مخور" أنشئت عام 1968 وصادرت 18 ألف دونم من أراضی القریة الشرقیة.
کما صادر الاحتلال أرضا أخرى لبناء مستوطنة "إیتمار" من الجهة الجنوبیة الغربیة فی بدایة الثمانینیات، وفی عام 1994 أنشأ الاحتلال بؤرة استیطانیة عرفت باسم "جدعونیم" وصادر ستة آلاف دونم من الأراضی الإستراتیجیة للقریة لإقامتها.
وأکد حننی أن هذه المستوطنات لا یسکنها عدد کبیر من الإسرائیلیین ومع ذلک یسیطرون على مساحات ضخمة وشاسعة من أراضی المواطنین، وذلک بهدف تقطیع أواصر القرى والمدن الفلسطینیة وعزلها عن بعضها بکنتونات صغیرة.
ورغم أن القریة تقع على أکبر مخزون مائی للحوض الشرقی فی فلسطین فإنها تعانی من نقص حاد وتلوث فی المیاه، وذلک بسبب منع الاحتلال لهم من حفر آبار إرتوازیة بعمق یزید عن ثلاثمائة متر, وذلک طبقا لما یقوله حننی.
من جهة ثانیة ذکر المواطن عاهد رضا سلیمان (38 عاما) أن الاحتلال صادر ما یزید عن خمسین دونما من أراضی عائلته لإقامة تلک المستوطنات.
وقال عاهد للجزیرة نت : "لم یکتف الاحتلال بمصادرة أرضنا بل منعنا أیضا من الاقتراب من الأراضی غیر المصادرة، وکلما ذهبنا لها یقوم جنود الاحتلال باعتقالنا وإرجاعنا إلى منازلنا، وبعد جهد جهید من زراعة الأرض سنویا بالحبوب والأشجار المثمرة والاعتناء بها یأتی المستوطنون ویدمرون الأرض ویمنعنا الجنود کذلک من جنی الثمار ویتخذون من ذلک أسلوبا لعقاب جماعی للمواطنین".
أما الحاج محمد الزلموط (90 عاما) فلم یقدر على فراق أرضه حیث ذهب لفلاحتها وجنی ثمار الزیتون منها قبل أعوام قلیلة مضت فلم یعد إلیها حتى الآن.
ویروی ابنه عودة (46 عاما) للجزیرة نت کیف اعتدى المستوطنون على والده أثناء عمله بالأرض حیث تفاجأ بأحد المستوطنین یقترب منه ویلقی حجرا کبیرا على رأسه، واستخدموا بعد ذلک المنشار الزراعی لتشویه یدیه وجسده. وطبقا لروایة عودة أیضا فقد ادعى المستوطنون أن والده هو المعتدی.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS