بوش واوباما الصغیران
إن خطاب اوباما الصغیر امام ایباک تطابق مع خطاب بوش الصغیر امام الکنیست الاسرائیلی الذی القاه بمناسبة الذکرى الستین للنکبة, کلاهما أکداعلى یهودیة دولة اسرائیل وعلى القدس الموحدة عاصمة أبدیة لها وعلى قدسیة أمن اسرائیل واللجوء لجمیع الوسائل بما فیها العسکریة من أجل حمایتها وعلى ضمان تفوقها العسکری مقابل جمیع العرب والمسلمین مجتمعین وکلاهما وجه تهدیداته لایران وسوریا ولحزب الله وحماس وهما متفقان حول عدم وجود حقوقا للعرب او للمسلمین وکلاهما اعلنا اننا اقوام لا احلام مشروعة لهم ولا ینتظر العالم منهم سوى الشرور والإرهاب .
تکلم اوباما حین دشن حملته الانتخابیة عن عزمه على سحب قوات بلاده من العراق واعترف بخطا الغزو فاستبشر البعض بعودة الرشد الى السیاسة الأمیرکیة على قاعدة صحوة امیرکیة قد تأتی قبل فوات الأوان من أجل نجاة امیرکا من الأوحال العراقیة والأفغانیة , کی تتمکن من توظیف امکاناتها لحمایة الارض وسکان الارض من المخاطر التی تهددها, استبشر هذا البعض بعودة الرشد لإدارة أمیرکیة جدیدة یقودها رجال کبار من أمثال جون کینیدی وایزینهاور لیساهموا فی انقاذ العالم من کوارث اصبحت تحیط به وتهدد وجوده وأولها وضع حد لسباق التسلح العالمی وإرساء الحلول من أجل توفیر الغذاء والطاقة الرخیصین لجمیع ابناء آدم وتعمیم العلوم ومحو الأمیة ومکافحة البطالة ووضع حد لظاهرة الإحتباس الحراری التی تهدد مستقبل الکرة الارضیة ورسم الخطط لمکافحة الاوبئة والامراض التی تفتک بملایین البشر سنویا على امتداد القارات الخمس.
بعد أشهر قلیلة سیودع العالم رئیسا أمیرکیا أدخل بلاده والعالم فی حروب دامیة ذهب ضحیتها اکثر من ملیون عراقی والوف من شعبه ومئات الألوف من الفلسطینیین ومن الأفغان والسودانیین والصومالیین والباکستانین وجمیعهم مسلمون,وهدرت فیها مئات الملیارات من الدولارات, سیودع العالم رئیسا صغیرا لم یجلب سوى الأضرار لبلاده وللعالم وبعد اشهر قلیلة سوف یستقبل العالم رئیسا امیرکیا صغیرا آخرا أکان هذا الرئیس اوباما أو ماکین. إن الصغار لا یشیّدون ولا یبنون ولا یصنعون أمجادا بل حروبا ودمارا وخرابا للدیار , امامنا سنین عجاف سوف لا ینقذنا من شرورها سوى اللطیف الخبیر.
( المقال للدکتورعمر عبد الهادی )
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS