الغرب یمارس خداع النفس مع قضایا العرب والمسلمین
فیسک: الغرب یمارس خداع النفس مع قضایا العرب والمسلمین
وکتب فی مقاله الأسبوعی المنشور فی صحیفة إلاندبندنت أون صندای اللندنیة : مثلما الإسرائیلیون بحاجة إلى الأمن فکذلک الفلسطینیون والعراقیون واللبنانیون وشعوب العالم الإسلامی الأخرى هم بحاجة إلى الأمن.
وقال : إن الوعد الذی قطعه الرئیس الأمیرکی جورج بوش على نفسه بأن تکون للفلسطینیین دولة خاصة بهم عند نهایة العام الجاری –وهو ما لم یصدقه أحد على أی حال کما قال فیسک– قد انقضى.
واستشهد بما قالته وزیرة الخارجیة کوندولیزا رایس أمام لجنة الشؤون العامة الأمیرکیة الإسرائیلیة حینما صرحت بأن قیام الدولة الفلسطینیة "هدف سیظل باقیا إلى ما بعد الإدارة الأمیرکیة الحالیة".
واستطرد متهکما : "وحصار غزة سیظل باقیا إلى ما بعد الإدارة الأمیرکیة الحالیة, وکذلک الجدار الإسرائیلی, وبناء المستوطنات الإسرائیلیة غیر الشرعیة, والوفیات فی العراق وأفغانستان".
وعن الوضع فی لبنان, ذکر فیسک أنه من المذهل أن نرى إلى أی مدى یصل خداع النفس فی الغرب, إذ إن معاونی بوش ومعاوناته ما زالوا یعتقدون أنهم یساندون "حکومة فؤاد السنیورة المدعومة أمیرکیا".
ویستدرک قائلا : "لکن السنیورة لا یستطیع تشکیل حکومة ولو مؤقتة لتنفیذ جملة قواعد تمنح حزب الله ومجموعات المعارضة الأخرى صلاحیة نقض قرارات مجلس الوزراء".
وفی نفس الشأن سخر الکاتب من مسألة المحکمة الدولیة التی تنظر فی قضیة رئیس الوزراء اللبنانی السابق الذی اغتیل فی 2005, واصفا إیاها بأنها "أطول تحقیق بولیسی یجری فی التاریخ".
وأعرب فیسک عن اعتقاده بأنها لن تحقق شیئا أبدا أو على الأقل فی عهد الإدارة الأمیرکیة الحالیة، على حد تعبیره.
وانتقل فیسک للحدیث عما سماه استمرار بوش وحاشیته فی تردید أنهم لن یتفاوضوا مع "الإرهابیین"، وقال متسائلا "ثم ماذا حدث فی غضون ذلک؟"، ومضى فی تساؤله مضیفا لماذا یتفاوض أصدقاؤهم الإسرائیلیون مع حماس عبر مصر, ومع سوریا عبر ترکیا, وکانوا من قبل قد أنهوا مفاوضات مع حزب الله عبر ألمانیا.
وقال فیسک إن المتحف الوطنی للفن البریطانی الحدیث أهداه مؤخرا کتابا یحتوی على لوحات زیتیة لمستشرقین بمناسبة تنظیم المتحف لمعرضه الأخیر بعنوان "إغراء الشرق: لوحات المستشرقین البریطانیین".
وفی هذا السیاق, عبّر الکاتب عن تأثره بالجمال "الآسر" لتلک اللوحات, قائلا إن الغرب بدلا من أن یرسل بمزید من الفنانین إلى الشرق فإنه یوفد مصورین فوتوغرافیین لیعودوا بصور عن سیارات مفخخة وأشلاء آدمیة ودماء وبیوت مهدّمة، وفلسطینیین یستجدون الطعام والوقود، ومسلحین ملثمین فی شوارع بیروت وموتى إسرائیلیین أیضا.
وأردف قائلا "إن المستشرقین تأملوا فی جلال المکان بینما ننظر نحن الیوم فی الأرض الیباب, التی أسهمنا نحن فی صنعها"، وخلص إلى القول "إن خبالنا لا یزال مستمرا".
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS