اطفال غزة ترکو مقاعد الدراسة الى القبور
اطفال غزة ترکو مقاعد الدراسة الى القبور
المرکز الفلسطینی لحقوق الإنسان قال فی تقریر: إن قوات الاحتلال الاسرائیلی قتلت خلال الأسبوع الماضی (29 فلسطینیا ) فی قطاع غزة، من بینهم عشرة أطفال وصحفی فلسطینی .. وأصابت تلک القوات الهمجیة أکثر من 80 آخرین ، معظمهم من المدنیین العزل، من بینهم 41 طفلا وطفلة وثلاث نساء..
وبینما یؤکد الإعلان العالمی لحقوق الإنسان فی الفقرة الأولى من دیباجته """ أن جمیع الناس یولدون أحراراً ومتساوون فی الکرامة والحقوق.. وهم قد وُهبوا العقل والوجدان وعلیهم أن یعاملوا بعضهم بعضاً بروح الإخاء""" ، إلا أن إسرائیل کدولة احتلال بذلت ولا تزال تبذل مجهودات کبیرة لتدمیر قطاع التعلیم فی الأراضی الفلسطینیة المحتلة بإزهاق أرواح الطلبة والمعلمین (مقتل أکثر من 880 ضحیة من طلبة المدارس والجامعات والمعلمین) وبتدمیر المؤسسات التعلیمیة وإغلاقها ، واتبعت "إسرائیل " تجاه قطاع " التنمیة المستدامة " " التعلیم " سیاسة قمعیة ونفسیة أکثر حدة وشدة ..
الطفل أحمد :" الشهداء الفلسطینیین لیسوا أرقام "..
ویرفض الطفل الفلسطینی " أحمد سعید جبر-12 عاما " شقیق الشهید المهندس المعماری "یحیى جبر -23 عاما " مبدأ أن یکون موضوع الشهادة والشهداء فی فلسطین " أمراً طبیعیاً " ، ویقول الطفل لـ " هدایة نت " : " إن الشهداء الفلسطینیین لیسوا أرقام " بل إن لکل شهید قصة .. وقد یعجز القلم عن کتابة قصص ضحایا الاحتلال الإسرائیلی من الفلسطینیین ..
ویمسح الطفل " أحمد " دموعا حارة سالت من مقلتیه ، ویقول وهو یحمل الشهادة الجامعیة لشقیقه الشهید : " إن شقیقی "یحیى" کان یطمح بأن یکون مهندسا مرموقا یُشار له بالبنان ، إلا أن صواریخ الاحتلال مزقت جسده أشلاءً فی الیوم الأول من هذا العام ..
قصة الشهید "یحیى" بدت "کفلم خیال" ..
وتبدو قصة الشهید "یحیى" کما یرویها زملاؤه فی الجامعة لـ " هدایة نت " "کفلم خیال" .. "یحیى " کان من المفترض أن یُقدم مشروع التخرج بعد شهر من تاریخ استشهاده ، کان وزمیلیه " أیمن اسماعیل ، ومحمد الغولة " یضعوا اللمسات الأخیرة على المشروع .. وقبل استشهاده بساعة کان مدعوا لتناول وجبة العشاء فی منزل زمیله " أیمن" ، بمدینة خان یونس ، جنوب قطاع غزة .. وفجأة وفی خبر عاجل .. تناقلت وسائل الإعلام خبر استشهاد مواطن فلسطینی شرق مخیم البریج ، وسط قطاع غزة ، لم یلفت الخبر انتباه زمیلی الشهید " أیمن ومحمد " " کون الحدیث عن الشهداء أصبح أمرا طبیعیا " ، لکن "یحیى" تأخر عن الموعد ، فبادر زمیله " أیمن" بالاتصال به ، لکن الجوال کان مغلقا ، وما هی إلا لحظة حتى سمع " أیمن " صوت صراخ زمیله " محمد" .. وصل ملهوفا إلى غرفة الضیافة فوجده غارقا فی البکاء أمام شاشة الکمبیوتر ، لیتبین أن شهید مخیم البریج هو " الزمیل یحیى " .. لیُصعق الجمیع على وقع النبأ الحزین .. یستقل الزمیلان سیارة أجرة وینطلقا إلى مستشفى شهداء الأقصى فی منطقة دیر البلح وسط قطاع غزة ، ویطرقا باب غرفة ثلاجة حفظ الموتى ، ویدخلا بصعوبة کبیرة ، کون الساعة أصبحت متأخرة ، ویفتح الزمیلین " أیمن ومحمد " باب الثلاجة لیجدا "یحیى " مضرجا بدماءه ، ویسحبا درج الثلاجة لیقبلاه ویحتضناه بحرارة ، ولما رفعا الغطاء عن جسد "یحیى" وجداه أشلاءً ، رأسه لم یُصب بأی تشوهات " لکن الأقدام فی ناحیة ، والوسط ممزق أشلاء ، حیث تبین أن الصاروخ الإسرائیلی أصاب جسد "یحیى" فی منطقة الوسط ، بینما کان متواجدا على مسافة 2 کیلو متر من منزل عائلته فی مخیم البریج وسط قطاع غزة .
والد یحیى : الاحتلال أطفأ شمعة الحلم
وأکمل الزمیلان " أیمن ومحمد " مشروع التخرج بدون " یحیى " ، وقدم المهندسان "المشروع فی قاعة المؤتمرات بـ "مبنى طیبة" فی الجامعة الإسلامیة بغزة ، وحاز المشروع على درجة الامتیاز ، وحضرت عائلة الشهید " یحیى " مناقشة المشروع .. وألقى والده " الدکتور سعید جمیل جبر -57 عاما" کلمة الافتتاح ، لیفتح جرحا ، ولتدمع مقل الحضور .. قال الدکتور سعید ، وهو طبیب أطفال لـ " هدایة نت " :" یحیى کان متفوقا .. کان من ضمن العشرة الأوائل فی الثانویة العامة" ، وفی الجامعة کان معدله التراکمی خلال خمس سنوات " جید جدا" .. کان لا یرضى بالقلیل من العمل ، وکان یطمح بأن یکون مهندسا یشار له بالبنان .. إلا أن الاحتلال أطفأ شمعة الحلم .. وأوقد نارا فی القلوب .. "یحیى " رحل مبکرا .. بفعل همجیة الاحتلال .. فهل یُعقل أن یُستهدف إنسان بصاروخ .. هذه جریمة .. أین موقف مجلس الأمن الدولی من جرائم الاحتلال أم أنه " مجلس خوف " یُعطی المبررات الکافیة للاستمرار فی ظلم الفلسطینیین ویساوی بین الجلاد والضحیة، وکأن إسرائیل هی المجنی علیها والمضطرة إلى أن تدافع عن نفسها بقتل الفلسطینیین ..!!
أم یحیى : "کنت إذا نظرت إلیه أحب أن أنظر إلیه بعمق" ..
ومن داخل قاعة المؤتمرات ، تقول والدة الشهید "مها سلیمان حمد -50 عاما " لـ " هدایة نت "وهی معلمة ریاضیات بمدرسة مخیم المغازی : کانت دعوتی له بأن یجعله الله من الفائزین فی الدنیا والآخرة ، والحمد لله أن أکرمه الله بالشهادة .. کنت إذا نظرت إلیه أحب أن أنظر إلیه بعمق .. لأن شعوری کأم بأن " یحیى " سیغادرنی مبکرا .. کان حدیثه یوحی إلیّ بأنه سیکون شهیدا .. کان یقول لی فی زمن السلم أنا "مهندس" ، وفی زمن الحرب أنا "مقاوم " .. وتواصل الأم حدیثها بإرادة قویة والدموع تخالط عیناها : کان "یحیى یرید أن یدرس العلوم السیاسیة بعد إکمال شهادة الهندسة .. لکن الاحتلال الهمجی بدد حلمه قبل وصول المبتغى .. فیما قال شقیق الشهید " محمد جبر -21عاما" الذی یدرس الهندسة أیضا : أحسست بفقدان شقیقی "یحیى" أننی فقدت جزءا من کیانی .. أفتقده فی کل مکان .. أما شقیقته الطالبة "حنین -16 عاما" فقالت : کان شقیقی دائم الابتسامة فی أحلک الظروف .. همته عالیة .. وقلبه ینبض بحب الوطن ویعشق الدفاع عن المظلومین .. ولم تکن شقیقته الأخرى المهندسة (تسنیم -24 عاما ) متواجدة فی قاعة المؤتمرات کونها خارج قطاع غزة فی مهمة دراسة لإکمال الماجستیر فی هندسة الکمبیوتر..
وتبذل" إسرائیل" کدولة احتلال مجهودات کبیرة لتدمیر قطاع
قصة کـ " فیلم خیال " .. الاحتلال أطفأ شمعة الحلم للطالب الفلسطینی المهندس "یحیى جبر "
التعلیم فی الأراضی الفلسطینیة المحتلة ، حیث تعرض قطاع " التنمیة المستدامة " " التعلیم " إلى عدوان واسع من قبل إسرائیل، و طال هذا العدوان الجوانب المختلفة للعملیة التعلیمیة، فقد قتل الاحتلال الطلاب والمعلمین ودمر المدارس والمعاهد ، وأغلق الطرقات فی وجه الطلبة لمنع وصولهم إلى المدارس والجامعات، وأُطلقت النیران باتجاه الطلبة ومدارسهم، وأطلق الاحتلال الغازات على الأطفال فی صفوفهم مما أدى إلى إصابة الکثیر منهم بحالات اختناق ..
وتُفصل إحصائیات وزارة التربیة والتعلیم العالی الفلسطینیة ،و مرکز المعلومات الوطنی الفلسطینی بالهیئة العامة للاستعلامات ، ومراکز حقوقیة خسائر قطاع التعلیم فی الأراضی الفلسطینیة المحتلة على النحو التالی :
- من بین أکثر من 5400 شهید فلسطینی قضوا برصاص وقذائف وصواریخ الجیش الإسرائیلی منذ بدء انتفاضة الأقصى وحتى وقت قریب استشهد أکثر من 880 طالباً من طلبة المدارس والجامعات والمعلمین ، ومن بین هؤلاء الشهداء أکثر من 610 من طلبة المدارس، وما یزید عن 220 من طلبة الجامعات، و أکثر من 30 من المعلمین ، وبلغ عدد الطالبات الشهیدات أکثر من 31 طالبة ..
- عدد الطلبة والطالبات والموظفین الذین أصیبوا برصاص الاحتلال الإسرائیلی 4800 طالباً من طلبة المدارس والکلیات والجامعات والموظفین ، وکان ضمن هذه الإصابات إعاقات دائمة حددت من أکمال العملیة التعلیمیة نهائیاً لبعض الطلبة ..
- المعتقلون من طلبة المدارس والجامعات 1189 طالباً وطالبة من طلبة المدارس والکلیات والجامعات منهم 330 من الأطفال، رهن الاعتقال.
إسرائیل تبذل مجهودات کبیرة لتدمیر قطاع "التنمیة المستدامة" فی الأراضی الفلسطینیة
- المعتقلون من المعلمین والموظفین فی التربیة والتعلیم العالی 107 معلماً وموظفاً.
-عدد المدارس والجامعات التی تم إغلاقها بأوامر عسکریة 12 مدرسة وجامعة.
- عدد المدارس التی تم تعطیل الدراسة فیها جراء العدوان الإسرائیلی 1125 مدرسة ومؤسسة تعلیم عالی.
- عدد مؤسسات التربیة والتعلیم التی تعرضت للقصف 359 مدرسة ومدیریة ومکاتب تربیة وتعلیم وجامعة .
- عدد المدارس التی حولت إلى ثکنات عسکریة 43 مدرسة .
- بلغت خسائر التعلیم من الناحیة المادیة أکثر من 12 ملیون دولار أمریکی فی المدارس والجامعات الفلسطینیة.
م/ن/25