غالبیة من الیهود ترفض الصهیونیة

غالبیة من الیهود ترفض الصهیونیة
«الانتصار على هتلر» ینتصرعلى الصهیونیة
یأتى هذا الکتاب لیلخص تجربة ثلاثة أجیال من حیاة الإسرائیلیین فهو یلخص تجربة بلورة مفاهیم یوسف بورغ الأب قبل وبعد قیام “دولة” إسرائیل "ص 358 "وکذلک تجرب أبراهام بورغ فى شغل مناصبه العدیدة التى ابتدأها کعضو کنیست ومستشار رئیس الحکومة لشؤون الشتات الیهودى ورئیسا للوکالة الیهودیة والتنظیم الصهیونى العالمى نائب رئیس الکونغرس الیهودى العالمى ثم رئیسا للکنیست وتوصل لأن ینتخب لیکون رئیسا لحزب العمل لفترة قصیرة.
فى المحادثة الأخیرة بین أبراهام ویوسف بورغ یکشف الأب لابنه عن حُلْمٍ حلمه وملخصه بأن المشروع الصهیونى هو مشروع أکذوبة وکان یتوجب على یوسف بورغ بعد الحرب العالمیة الثانیة أن یستدعى البولیس الفرنسى لطرد ممثلى الحرکة الصهیونیة من المطار الفرنسى لئلّا یسافروا إلى فلسطین "فى الحُلْم، إسرائیلیون یسافرون على حساب الخزینة العامة" بعد الحرب العالمیة الثانیة لأنهم مخادعون ولأن بناء دولة إسرائیل غیر مجد للیهود! هذا هو الحلم لوزیر فى حکومات اسرائیل تَنَصَّب المنصب لمدة 40 سنة وأسف قبل مماته لقیام دولة إسرائیل!. "ص 354"
یغدق علینا بورغ بتعریفات جدیدة حول مضمون وجوهریة وهویة الوجود الیهودى الحقیقى فى فلسطین الذى یتعارض مع کل المفاهیم التى تروجها الحرکة الصهیونیة تعارضا تصادمیاً والتى أسماها بأنها “صهیونیة کارثیة” "ص 161" وبذلک رمز إلى أن الحرکة الصهیونیة تتحمل مسؤولیة إبادة الیهود فى محارق هتلر أسوةً بالإمبریالیة البریطانیة .حین یتساءل: “هل یسمح لأمةٍ أن تقدم أبناءها على مذبح إقامتها وإحیائها؟” "ص 46"
أو حین یضع الأمر بأکثر وضوحاً: “أن الأسس البانیة لمفاهیم تحمل المسؤولیة المتطور هذا أوجده مخططو الصلوات فى أجیال کثیر حین قرروا فى الآیة: “ومن أجل خطایانا شُرِّدنا من بلادنا”... لیس مهما ما کانت الخطیئة. عداء بین الإخوة وحروبهم، تبشیریة فعّالة أرادت أن تقرب النهایة. أو هتر وخبل سیاسى التى لم تفهم بانه لا یجب أن تتمرد ضد قوة عظمة فى ذروة قوتها...الأمر المهم هو أننا نحن المسؤولون عن المحرقة وبشکل طبیعى علینا نحن تقع المسؤولیة للتصحیح، للفرقان وللترمیم وللبناء الجدید لما هُدم” "ص 333"
وهو یشیر بهذا إلى أن بریطانیا بإعطائها تصریح بلفور للحرکة الصهیونیة خاطرت بیهود أوروبا لحتى تخوینهم فى أوطانهم کألمانیا روسیا أمریکا فرنسا حین طلبت منهم مقابل وعد بلفور أن یخدموا مصالح بریطانیا ضد أوطانهم فى حین کانت بریطانیا وألمانیا فى حرب وهؤلاء الیهود الذین شکلوا 99 ٪ من الشعب الیهودى وقفوا ضد الحرکة الصهیونیة التى حصلت على أقل من 1 ٪ من تأیید الیهود آنذاک بمشروعها الکارثى الذى جاء لیشرع المعاملات العنصریة ضد غیر الیهود فى فلسطین مقولة “شعب بلا أرض لأرض بلا شعب” مما کان له اسقاط على تشریع نظرات عنصریة لا سامیة فى الغرب وإضافة إلى أن المشروع الصهیونى بإرجاع الیهود إلى فلسطین منوط بمخالفة التعالیم الدینیة الیهودیة ذاتها.
فهو یصف إسرائیل وکأنها تمثل “ معروضات غریبة فى محمیة طبیعیة من الفصائل والأجناس الآیلة الى الإنقراض”! "ص 372" وبأن قادتها وسکانها یعانون من خلل فى الترکیب الوراثى حین یقول “ أجد الخلل فى الجینات الوراثیة فى الدى أن أى "DNA" الإسرائیلی، والذى أتقن فى التعبیر عنه باراک؛ "وزیر الدفاع إیهود باراک" "ص 157"
وفى مکان آخر یصف إسرائیل وکأنها “بیت للعزاء” على قتل الیهود فى المحرقة ولیست دولة حین یتصف تصرف الإسرائیلیین بـ: “لیس من السهل أن نتغاضى عن السیاسات المتشائمة التى تمیز تصرف الشعب الیهودی. لا نثق بأحد. لا على إخوتنا وقادتنا وطبیعیا لیس على “الغرباء”. کل قتل هو جریمة، کل جریمة هى مذبحة، کل عملیة عسکریة ضدنا هى لا سامیة کل عدو جدید هو سفاح وهتلر وکل خطر سیتحول بعد قلیل إلى محرقة جدیدة. نحن وقادتنا الذین یحرضوننا نؤمن بأن کل العالم کل الوقت او على الأقل معظمهم یقفون لإبادتنا. من کثرة الملاحقین والأعداء الذین یتسترون وراء کل ظل لقتلنا تحولنا إلى شعبٍ مبکرٍ للقیام بالقتل. "ص 334"
ویؤکد هذه الحقیقة مرات عدیدة حین یصف ما تسبب فى النفس الإسرائیلیة الطقوس التخلیدیة فى أعقاب مقتل أى إسرائیلى “ فى إسرائیل کبیرة هى کمیة الأموات حیث تحول القسم الفارغ من مضمون إلى تعهد نوعى لا مفر منه. وعلى کل هذا من الواجب إضافة الستة ملایین. کل مقتول فى معارک إسرائیل یضیف طبقة جدیدة لطبقات الموت الأعلى فى تاریخ الجنس البشری. ولا لم نبدأ بتعداد الأموات من صفر ؛ العداد ابتدأ بالعمل منذ خراب بیت الهیکل ومذبحة بیتار. یعد باجهد کبیر قتلى المذابح الملاحقات والتشرید وکسر کل الأرقام القیاسیة لکل الأمم عند حرق إخواننا الستة ملایین. حضور العزاء والفقدان من معارک إسرائیل ففى حیاتنا هو فى الأمر الواقع تکملة وتعظیم کل المیتات، الخرابات والمحرقة التى نفذت ضدنا بایدى أعدائنا وهذه تخلد فى کل الوقت...
انتصرنا فى کل المعارک ورغم ذلک لدینا شعور عمیق بالهزیمة” "ص 51"
“لدینا دولة مستقرة وعظمى لا سابق لها فى حیاة الشعب الیهودى من الخراب حتى الیوم. لکن بسبب فشل سایکولوجى مُقتنى نجهد نفسنا دون توقف لنخفى ذلک تحت ضبابیة ثقیلة من البکائیات القومیة الى درجة أنه.... لدینا المحرقة.
نرید دائما، وبسبب المحرقة، جیشا أقوى بکثیر وموارد أکثر من المساعدات الخارجیة التى یمولها من دافعى الضرائب فى دول أخرى، وعذرا دائما على ما نقترف من موبقات والأخطاء التى نرتکبها، وبشکل عام نرید أن یعفوننا من کل انتقاد وانتباه ، وکل ذلک بسبب اثنتة عشرةً من سنین هتلر التى غیرت وجه أوروبا ووجهنا لقدر لا نعرف انفسنا بعده. “ وإسرائیل کیان تسلح بظاهرة “دفاعات المحرقة النازیة” التى “لن یستمر إلى الأبد. بعد حین سیفجر التضاد الداخلى الوعاء الذى یستصعب أن یحتویه، الدولة والمجتمع الذى یحتویه "ص 335"
“نحن المجموع کشعب یجب أن ننهض من مسطبة الحیاة ومن أکوام رماد الجثث وأن نرجع الى الحیاة بشکل کامل ولیس جزئیا حان الوقت أن نخرج من أوشفیتس وأن نبنى دولة إسرائیل الصحیة لهذا کتبت هذا الکتاب. هذا هو ایمانى وبدونه لن نکون بعد. فى هذه الأثناء نحن ما زلنا هناک، فى البراکیات، فى الغابات وفى مسیرات الموت، دولة إسرائیلى الحالیة هى سرابٌ من طبیعیة، وهم یخبئ الحقیقة: إسرائیل هى دولة أوشفیتس، ثقافتها صدماتیة تراوماتیة وقد سیطر على نفسها الرعب دائما ومن کل شیء.” "ص 337"
الأمر الذى یؤدى فى نهایة المطاف إلى أن “أجزاء کبیرة من الیهودیة الارثذکسیة، وخاصة أولئک المنتمین الى نظریات القومجیة الإسرائیلیة، یکونون جزءا غیر منفصل من الخطر على سلام العالم.” "ص 343"
غلا أنه یطلب ما الإسرائیلیین “ أن نتذکر بأنه واجبنا أن ننتصر "على دفاعات هتلر" ، لکن أن نتمرغ فى رماد الجثث طیلة حیاتنا – لا وألف لا. هذه لیست مملکتی، لیس لأجل ذلک لدینا مملکة جدیدة، هذا عاقر ولا یولد. انتهى زمن أوشفیتس، وأتى زمة الأمل” "ص 238"
“یتوجب ان نقوم بذلک أن نخرج من أعماق البکائیات ومن روافد ضلال الموت وان ننطلق الى الامل. سنذکر لکننا عندها نکون صحیین. مجرحین ومندبین لکننا متزنین. فى ذلک الیوم الطبیعی... یبدأ تنظیف الحالة النفسیة العامة "بیرهسیا" الإسرائیلیة.” ... “ الرحلات الالزامیة الى مخیمات الإبادة فى بولندا هى مرض سیء وخطیر. انها تجربة قویة نفسیا، تخلق فى اللاوعى واقع نفسى جدید التى فیها نسترجع کل ارهاب الماضى والمتجددة والمتدحرجة ومتدحرجة فى الأجیال القادمة. تناسخ جماعى للنفس . بدلا من أن نکسر هذه الدائرة المرضیة ، نقوم بتخلیده. بدلا من أن نشفى نمرض أکثر. بدلا من ان نشفى الذاکرة نحک انفسنا بالصخر وننزف الدماء بإرادتنا .
القومجیة المتطرفة الإسرائیلیة تجد فى أکوام رماد الجثث، التى کانت مرة أناس ضحوکة ومنتجة، مواد مخصبة ومغذیة لنفسها المعذبة والخائفة.” "ص 362"
وعلى ذلک یستنتج: “قانون العودة هو جوابنا لقوانین هتلر فى نیورنبرغ العنصریة. فتقریبا کل من عرفه هتلر کیهودى وأرسله إلى أفران الغاز وجد نفسه مستحقا لأن یحصل على مواطنة إسرائیلیة محمیة... وهتلر یستمر بذلک فى تحدید من هو یهودی” " ص 369"
“کثیرا من السنین راودتنى فکرة تاریخیة خیالیة: ماذا کان سیحدث لو مر دکتور یهودى اسمه هرتسل من احد جهات احد شوارع فیینا فى اواخر سنوات القرن الثامن عشر وقرع على باب دکتور یهودى آخر اسمه سیغموند فروید وقال له “دکتور لدى حلم”؟ لکانت حیاة الجیل الیهودى الأخیر مختلفا جدا، لکن هرتسل لم یعبر الشارع، وأیرفین یالوم لم یظهر لنا فیما إذا التقى الإثنان فى تلک الأیام التى بکى فیها نیتشه فى فیینا” "ص 33" وهو یشیر هنا إلى حادثة تاریخیة حین وصف الیهودُ هرتسل بالمریض نفسیا الذى بحاجة إلى علاج لدى سیغموند فروید جاره من فیینا.
هکذا یصف بورع حضور المحرقة فى النفس الإسرائیلیة والیهودیة “منذ مدة طویلة جدا وأنا أشعر بالحضور المستمر للمحرقة فى حیاتی، کزن صوت مزعج لا ینتهی” بالذات أنا الذى لم یتعرض لأى من جهاتها البشعة للأظلم من الفترات أشعر فى وجود المحرقة بکل محیطى طیلة الوقت. الأولاد یتجهزون “لرحلة أوشفیتس” یحتفل قادة العالم ستة عقود على التحریر "أوشفیتس". فى العقد الأول لم نحتفل فى هذا الشکل والاحتفال للعقد الخامس کان غیر کثیف وبائس. وفجأة فى سنة الستین لموتنا یمتلأ العالم بالطقوس المهیبة، انتاج هولیوودى وتقنیات عالیة الجودة. احتفالات قیادة جدیة. لا یوجد یوم فیه ، هکذا ببساطة وجدیة، لا تمس الصحیفة الوحیدة التى اقرأها بموضوع المحرقة: تعویضاتولا سامیة وتحلیل جدید وکتاب مثیر ومقابة خارجة عن المألوف ، تصریح نادر. دائما شیئا ما. أنه کالثقب فى الأوزون : موجود ولا یرى. یؤثر لکنه غیر ملموس. وکلما فکرت جیدا حول الموضوع لا أستطیع أن أتهرب من الاستنتاج بأن المحرقة تحولت إلى عامود ثیولوجى دینى فى الهویة الإسرائیلیة الحدیثة....إننى مقتنع بأن عامود الهویة هذا هو أحد المعضلات الأکثر ضخامة من مشاکل هویة الشعب الیهودى الحدیثة” "ص 35"
لیس منذ مدة رجعت ابنتى من مدرستها الثانویة فى اورشلیم وحدثت بأنه کان لها درس تحضیرى “للحج لأوشفیتس فى بولندا”. وماذا حدث فى الدرس”اهتممت أثناء وجبة العشاء العائلیة. “مدیر مدرستها” والذى هو مربى أورشلیمى متمیز- “قال لنا بأننا کلنا ناجون من المحرقة”. ابنتى وکل زمیلاتها وجل أبنائى سافروا إلى بولنداورجعوا إسرائیلین آخرین.
إبنى “نوعم” مثلى قرر بأن لا یشترک فى هذه التوجه الشعبوی. هو مثلى لا یرید أن یبنى هویته الإسرائیلیة الیهودیة والعولمیة على أسس الأحداث الأکثر تراوماتیة وصدامیة من مجازر الانسانیة. شعرت بأن شیئا ناقصا فى محادثتنا. سکوت والدى حول موضوع المحرقة إمتلأ بنقاش شعبوى حوله، وبین والدى وأبنائى تتواجد حلقة فارغة هى أنا. ومن هنا یأتى هذا الکتاب الذى هو محادثة مستمرة بین أبى ، المولود فى ألمانیا، والذى لم یحیى کناج من المحرقة، وبین أبنائى ، ابناء الإستقلال السیادى الإسرائیلى الحالى الذین یتعلمون فى المدارس بأنهم کلهم “ناجین من المحرقة” " 37"، فى إسرائیل أعیش فى لغة التوترات والتراومات .
لغة العداء والصراع. فى خارج البلاد أعیش لغة التواصل والجسور والتفهم التسامح والتنازل. فى إسرائیل نعیش لغة “ من یأتى لیقتلک بکِّر واقتله”...لدى فى بعض الأحیان شعوراً غیر مرض بأن إسرائیل دون صراع وتصادم لا تستطیع أن تستمر فى الوجود. إسرائیل فى هدوء وسکینة ، دولة الیهود دون تفجرات مستمرة من الحماسة، الحزن والهستیریا لن تکون. یتضح لى أکثر وأکثر فى ساحة المعرکة التى لا تنتهى بأن محرک الماتور الرئیسى لعقلیة الصراع التى تتحلى بها الصهیونیة الکارثیة هى المحرقة.” "ص 38"
وإسرائیل هى کیان یعمل ضد مصالح الیهود فى العالم “ شلومو علیخیم وثق بآلاف الکلمات الحساسة هجرة یهود أوروبا لأمریکا” لکن التناقض الصهیونى الواضح جدا بأن دولة إسرائیل اقیمت لتقدیم الأمن لیهود العالم لکنها الیوم المکان الأکثر خطورة على أمن الیهود کمجموعة للعیش فیه ...ویجب الإعتراف بأن إسرائیل الحالیة ومداولاتها مساهمة معینة لتواجد الکراهیة ضد یهود العالم. "ص 39"
لیس هنالک ما یسمى فى إسرائیل هویة یهودیة أو هویة إسرائیلیة بل لدى مواطنى إسرائیل هویة “محرقاویة” وهنالک دیانة جدیدة هى دیانة المحرقة : “عندما أتعاین بمرکبات الهویة ومرکبات أزمة الهویة فإننى الإسرائیلیة أستطیع أن أمیز بخیط واحد واضح : ظل المحرقة الثقیل، والذى لا یمکن أن یُحْمَل. کل شیء ینبع منها وکل شیء یعود إلیها. إلى درجة فیها یحلو لى أن أغیر النص التلمودى وأن أقرأ التوراة هکذا : فى البدْء کانت المحرقة والأرض تعیش فوضى” ... “المحرقة موجودة فى حیاتنا أکثر من الله...فى استماعنا للخطاب الإسرائیلى والدولى فى هذه الأیام نکتشف بأن المحرقة تحولت لتکون الحدث المؤسس للوعى القومى الإسرائیلى ومن الممکن للوعى الغربى بأشمله. یتحدث الجنرالات عن طروحات أمنیة إسرائیلیة کأداة لمنع تکرار محرقة. یستعمل السیاسیون المحرقة کإدعاء مرکزى لتمریر الرذائل الأخلاقیة الأکثر شؤماً. یعیش المواطن العادى رجوع التراوما فى کل یوم والصحافة ملیئة بدون استراحة بسیل من الأخبار ومقالات تنبع منها...وفى بحث علمى قال 90 ٪ من الذین سألوا "معلمین فى أحد أهم کلیات تل أبیب" بأن المحرقة هى الحدث الأکثر أهمیة فى تاریخ الشعب الیهودى ، أکثر من خلق العالم من الخروج من مصر وقراءة التوراة من تدمیر بیت الهیکل، الشتات والتبشیر الإبداع الحضارى الرائع وولادة الصهیونیة إقامة دولة إسرائیل أو حرب الستة أیام. هؤلاء هم معلموک یا إسرائیل! ولنضف لذلک الطلاب الذین یسافرون “مسیرة الحیاة - حج أوشفیتس” فنفهم التفجیرات الحزینة لطقوس الموت الیهودی، إنجذاب الجنسى إلى حد الإباحیة للموت وجثثه.
لا شک لدى بأن الذاکرة وذاکرة صحیحة هى شیء ضرورى للصحة النفسیة للمجتمع. یتوجب على ذاکرة المحرقة أن تأخذ مکانا مهما فى فسیفساء ذاکرة الأمة. لکن الطریقة التى تجرى بها الأمور الیوم سیطرة حکم المحرقة الأحادیة على کل جوانب حیاتنا یحوِّّل الذاکرة المقدسة إلى تداول یومى هزیل، والألم العمیق من حقیقى ومهم إلى رنان دابق وفارغ من مضمون. لا استطیع أن أتحرر من الشعور بأنه کلما مرت السنین ومر الزمن متقوقعون نحن عمیقا فى ماضینا الأوشفیتسى ولیست لدینا قوى لنتحرر منه. ننسحب أکثر وأکثر من ابعاد إستقلالنا لندخل ذاکرة الشتات وأهوالها.
إسرائیل هى أقل بکثیر من أن تکون دولة ذات سیادة کاملة ومستقلة منذ إقامتها وهى أکثر “دولة محرقة” مما کانت علیه ثلاث سنوات بعد التحریر وفتح بوابات مصانع موت النازیین ومساعدیهم.” "ص 41"
المشاهد المحب للإستطلاع الذى ینظر إلى واقع حیاتنا والذى یحاول أن یفهم رمزها الوراثی. مصادر التوتر والانکسار. ومبادئ تفعیل القوى المحرکة التى تجعل إسرائیل والشعب الیهودى أیان وجوده إلى ما هم علیه الیوم. یتضح لى بأنه لا بعد من أبعاد حیاتنا نظیف وغیر مشغول من الإسقاطات المباشرة أو غیر المباشرة لمحرقة یهود أوروبا...
هیئة التعلیم المرکزیة الإسرائیلیة حولت المحرقة إلى التجربة الأکثر تأثیرا على بناء النظام التثقیفى لأولادنا...السنوات الأثنتان الأخیرتان من الدراسة فى الثانویة تحوم حول المناطق إیاها فى أوروبا "أوشفیتس" حتى تصل إلى النقطة التى بها تشعر بأن الأولاد أنفسهم ناجون من المحرقة. "ص 43"
“یلزم الضیوف الرسمیین لدولة إسرائیل أن یمروا فى “متحف المحرقة” ...یلزمون بأن یتواجدوا هناک وأن یشارکونا العزاء. هذا جزء من الطقوس . من الدیانة الإسرائیلیة الجدیدة. “ کتحف المحرقة” هو شباک العروض وباب الدخول إلى المجتمع والحیاة الإسرائیلیة...
قلیلة هى الإدعاءات السیاسیة الإسرائیلیة التى لا تربط ربطا فى خیوط رفیعة أو حبال ثخینة جدا کثیفة بالماضى المحرقاوی. وهذا الماضى لیس کأى ماض یبتعد عنا إنه ماضٍ یقترب منا طیلة الوقت. ماضٍ حاضر جدا، متداول جدا ومعاد جدا مسموع وممثل أکثر بکثیر. هذا ماض تحول لأن یکون جزءا لا یتجزأ من حاضر کلنا المأزوم. مباشرة بعد حرب حزیران 1967 تقدم أحد أکبر حمائم أسرائیل ، وزیر خارجیتها المیثولوجى آبا إیبین، الى مقدمة المنصة الدولیة وقرر بملء صلاحیة الإدعاء اللامع بأن إسرائیل لن تعود إلى حدود عشیة الحرب إیاها. لقد وشم أحد المصطلحات التى لم ینتهى مفعولیته إلى هذه الأیام. هو عرَّف حدود دولة إسرائیل التى سبقت الحرب ، حدود “الخط الأخضر” 1949 “کحدود أوشفیتس” . تعریفه ربط للتو فى ربط قوى التعبیر، بین حرب الخلاص والتحریر، حرب العجائب والمعجزات تلک لفترة سوداء التى کانت قد انتهت قبل ربع قرن مذاک...بالذات هو رجل السلام الأخیر أعطى التشریع لأکثر ادعاءات الیمن سوءا...هذه الحرب أزاحت عنا حدود الغیتو الوهمى غیتو “أسرالوشفیتس”... وعلیه تحول الانفصال عن غزة الى نقطة تراوما وتجربة صدامیة إضافیة لسلسلة التواصل الما بعد محرقاویة” "ص 45"
“فى کل مکان محرقة. محرقة ومحرقة وقلیلا إضافى من المحرقة من تحت هذا کله یحدث التأثیر الأکثر عمقا، الرؤیة الأمنیة وقوة العنف الإسرائیلی. الخوف والرعب. الاهتمام الاستحواذى القلق اللامنتهی، مشاعر الذنب والشعور بالانتماء. کل الأسس التى ترکب فى نهایة الأمر الکامل الذى یسمى إسرائیل، ولن تجد أى مجال من مجالات حیاتنا المحرر من ملمس المحرقة المخلد. علاقات الیهود بالعرب المتدینین والعلمانیین وکل العلاقات بین ابناء الطوائف المختلفة . کل هذه هى جزء لا یتجزء من أذرعة المحرقة الطویلة. “...”عمل ید هتلر الطویلة فى حیاتنا . ستون سنة بعد انتحاره فى حضن ایفا براون فى بونکر برلین.” "ص 46"
“اشک فیما إذا وجدت دولة فى العالم غیر إسرائیل التى تحصى سکانها وتعدهم واحدا واحدا فى کل مناسبة ذات قیمة أو دونها: ملیون ونصف. ملیونان. ثلاثة ملایین، أربعة خمسة، مرة تلو أخرى. الدولة تعد مواطنیها ویهودییها. فى کل رأس سنة وفى بعض الأحیان فى الأسبوع بین یوم المحرقة ویوم الاستقلال ، نفحص کم ینقصنا الى أن نصل الى ذلک الرقم السرى ستة ملایین. إسرائیل تعطى مواطنة فى کل سنة من جدید ضحایا المحرقة الذین ماتوا قبل أن نولد نحن. تحولهم الى جزء لا یتجزأ من دولة اسرائیل الثالثة. الذى یحیطهم شک کبیر فیما إذا أرادوا أن یهاجروا إلیها برغبتهم فیما إذا سئلوا حول إرادتهم. هذا هو الجزء الظاهر للعیان من طقوس الأعماق الإسرائیلیة – طقوس الموت. تقدس کل أمة جدیدة أو دولة فى إطار التکوین وملحمة إقامتها الموت، تحول ذکرى ضحایا حروبها إلى مقدس أعلى.”...
“فى موتهم وهبوا لنا الحیاة” لیس فقط وصف واقعیا بل محاولة علیا للتجبر على شعور بالذنب جماعیا کبیرا، هل کان کل ذالک مجد ومحق. هل یسمح لأمة أن تقدم أبناءها کضحایا على مذبح إقامتها؟ ألیس هذه هى روح “مولخ” الحداثى الذى استصعبنا ان نعطیه مصداقیة. ومن أجل أن نتذکر : “مولخ “ هو الإله القدیم لأبناء عمان "سلالة لوط"، خصم “یهواه” إلهنا “إله بنى یعقوب – إسرائیل” على الأیمان.”...
“کان أحد أهم أجزاء طقوس دیانة “مولخ” تقدیم البنین والبنات قربانا وحرقهم فى النار. والمجاز فى اللغة المحکیة فى أیامنا هنا هو: تقدیم الأبناء ، وفى شکل فعلی، على مذبح المملکة. ولذلک نعتمد على اللغة لنعطى شعورا لمعنى مقتل الملایین والتى تتصل بجبل الموت فى المحرقة، والتى کان جزءا منها غیر ضرورى کما یتضح الآن.
“بالاضافة الى من الصعب علینا ان نتجاهل المقارنة بین الأسبوعین من حیاة الأمة الیهودیة الأسبوع الذى یتوسط یوم رأس السنة ویوم الغفران والأسبوع الذى یتوسط نهایة نیسان وبدایة أیار.”...
“الأول هو الأسبوع التاریخى التقلیدى المخصص لمحاسبة النفس الشخصیة لدى کل یهودی. أسبوع الطهارة وتصحیح الأخطاء. أسبوع فیه لا أستطیع ان أقف أمام الله دون أن أکفر عن الأخطاء التى بینى وبین أخى الإنسان، لأنها “الأخطاء التى بین الإنسان وأخیه الإنسان لا یستطیع یوم الغفران أن یکفر عنها” وعلینا أن نرى الأسبوع الذى یأتى بین یوم المحرقة وایام الذکرى والاستقلال. أسبوع موت ومقابر، سبعة ایام من العزاء، الثکل وحک کل جرح ممکن.”
“الموسیقى تختلف ، جو الأیام مختلف،. کثیرا من الطقوس والمراسیم . وماذا فى نهایتها. یوم استقلال فارغ من المضمون. مذابح على کانون المشاوى الشخصیة الصغیرة فى نهایة أسبوع طقوس الموت الإسرائیلی. حضارة الموت وتقالیده تحولت لتکون “الدیانة المدنیة” لدولة إسرائیل. فلذلک ما العجب فى أن مثل هذا الأسبوع ینتهى فى احتفالات أکل نهمة ؟ طقوس لحوم تلائم إنهاء أسبوع الموت. وذلک دون مضمون لاستقلال وحریة. دون أن تکون لدینا روح جماهیریة کبیرة للتوق للسلام وتقدیس الحریة. دون أن نتعهد بأى تحمل مسؤولیة لا من جهة الشعب المقاد ولا القادة التى تفتقد إلى رؤیة تجاه ذکرى واسم أولئک الذین قدموا حیاتهم ولن یعودوا أبدا...
فى نهایة یوم الغفران “الیهودی” نشعر بالتعالى بعد الصوم....هنالک شیء خاص فى عملیة التحضیر للأسبوع الأکثر یهودیة فى حیاتنا والذى یتمکن من أن یمس بمشاعر حتى الأکثر بعدا عنا. وذلک “الشیء الخاص” اللزج المتهرب ینقصنا للغایة فى الأسبوع الربیعى الذى یصادف الفترة التى بین یوم “تذکر تمرد وارسو” الذى تحول الى “یوم المحرقة” وبین کلا یومى “التذکر لضحایا حروب إسرائیل” والإستقلال. الفرق بین الأسبوعین “ بین الأسبوع القریب من الفصح أسبوع المحرقة، الذکرى، الأستقلال و....الفراغ الإسرائیلی، وبین أسبوع “تشرین” والمضمون الیهودى الملیء. فلذلک ینتهى لأمل بالهبوط والثانى بالتعالی”. " ص 50"
“کتب على الأموات أن یُتَنَاسوا من الحیاة” ... کتب علیهم ان یفرضوا على الأحیاء أن ینسوهم...ولولا ذلک لکانوا هم من یکتب على الأحیاء شکل الحیاة. وعندها لن تکون حیاتنا حیاة... ولذلک لا یوجد فى الیهودیة أى ذکر للاحتفال بحروب یهوشع لاحتلال البلاد ولا صلاة خاصة لتخلید ضحایا معارکه ونفس الشیء نجده تجاه أبطال داوود لاحتلال أورشلیم وبواقى الأرض المقدسة. لا أعیاد لحروب الیهود ولا أیام تخلید للضحایا. وهنا فجأة یریدون أن یقضوا مضجع الأموات، وأن نخلدهم إلى الأبد وأن لا نعطیهم إمکانیة أن یُتناسوا إلى أبد الآبدین.
الجهود القومیة لا تعطینا إمکانیة أن نرجع الى الحیاة الطبیعیة عندما یخلد واقع فیه المیت حى ونحن عندها نعیش کالأموات. وعلى رأس الخربة علینا أن نقول بأن کل أمة تقدس الحیاة وعطشى لطل قطرة من الطبیعیة یتوجب علیها أن تحترم قلیلا “النسیان”.
ویؤکد هذه الحقیقة مرات عدیدة حین یصف ما تسبب فى النفس الإسرائیلیة الطقوس التخلیدیة فى أعقاب مقتل أى إسرائیلى “ فى إسرائیل کبیرة هى کمیة الأموات حیث تحول القسم الفارغ من مضمون إلى تعهد نوعى لا مفر منه. وعلى کل هذا من الواجب إضافة الستة ملایین. کل مقتول فى معارک إسرائیل یضیف طبقة جدیدة لطبقات الموت الأعلى فى تاریخ الجنس البشری. ولمَ لم نبدأ بتعداد الأموات من صفر ؛ العداد ابتدأ بالعمل منذ خراب بیت الهیکل ومذبحة بیتار. یعد باجهد کبیر قتلى المذابح الملاحقات والتشرید وکسر کل الأرقام القیاسیة لکل الأمم عند حرق إخواننا الستة ملایین. حضور العزاء والفقدان من معارک إسرائیل ففى حیاتنا هو فى الأمر الواقع تکملة وتعظیم کل المیتات، الخرابات والمحرقة التى نفذت ضدنا بایدى أعدائنا وهذه تخلد فى کل الوقت...
انتصرنا فى کل المعارک ورغم ذلک لدینا شعور عمیق بالهزیمة” " ص 51"
هذا إذا کبیر جدا وهذا ثقیل وحزین ومقیت. لیس هکذا على شعب صحى أن یشعر. لربما لهذا السبب نجد الکلمتین فى القاموس العبرى متجاورتین “تخلید” وهزیمة” نذکر الأموات والشعور بخسارة مریرة. عندها تحولت اسرائیل الثوریة المتأججة الى المتکلمة باسم الأموات. التى تتحدث باسم غیر الموجودین ولیس باسم من یعیش فیها.
تحولت الحرب دون ان ندرک ذلک من الشاذ الى القانون الاساسى . اسلوب حیاتنا هو حربجی. تجاه کل شیء. تجاه الأعداء وتجاه الأصدقاء. تجاه الخارج وتجاه الداخل. نستطیع أن نقول ولیس بشکل عابر ولیس بشکل مجازى بل بحزن عمیق وبکل تأکید بأن الإسرائیلى یفهم فقط...القوة. بدأنا باستعمال هذه المقولة تجاه عجز العرب للإنتصار علینا فى ساحة المعرکة واستمرت کتشریع للقیام بأعمال وطروحات لا یمکن تصدیقها فى عالم حضاری.
ولذلک احتجنا الى التوراة ومقولاته “الظالم سبطه یکره ابنه” التى تشرع التعامل مع ضعف العرب والقوة التى نفهمها.
تحتاج کل دولة إلى قوة بشکل معقول. وتحتاج کذلک إلى طروحات سیاسیة وقوى نفسیة لتهذیب القوة. وتوجد لدینا قوة الکثیر من القوة وفقط القوة. لیس لدینا أى بدیل للقوة ولیس لدینا أى مفهوم وإرادة غیر أن نعطى القوة أن تتحدث وأنت “أعطوا الجیش لیتکلم”.
ویصیبنا لذلک فى نهایة المطاف ما یصیب کل العنیفین فى العالم ومجرمیه. حولنا التشویه إلى توراة وإلى مبدأ ولا نفهم ، بقدراتنا الذاتیة، شیئا آخرا غیر لغة القوة. بین الزوج وزوجه، بین الصدیق وصدیقه بین الدولة ومواطنیها وبین القادة وزملائهم. دولة تعیش على سیفها ، تسجد لموتاها ستعیش من الواضح فى نهایة أمرها فى حالة طوارئ مستمرة وثابتة. لأن الکل نازییون، کلهم ألمان، کلهم عرب، کلهم یکرهوننا والعالم کما نعرف کله ضدنا...” "ص 52"
وحول العلاقة بین الیهود الإشکنز والشرقیین العرب یکتب “ “ کان ابى الجیل الاول فى عائلته الذین ولدوا فى ألمانیا. نحن ، أعترف بهمس، نحن یهود شرقیون. هاجرنا لألمانیا من الشرق....عندما کنت صغیرا کنت أضن بأن الیهودى الشرقى هو کذلک الذى مرض بمرض الجرب ولدیه جروح قبیحة....نجح الیهود الألمان أن یقتنوا التعالى الألمانى کصفة فى شخصیتهم تجاه الشعوب الأقل تطورا وکذلک تجاه الیهود الشرقیین...لکن عندما قام هتلر والتعالى الألمانى العام وقتل الیهود فى شرق أوروبا کان متأخرا ان نقوم بالاعتذار. بعدها تحول الکل إلى “ییکیم” ألمان وهتلر صهرنا وصقلنا لشیء واحد” هو لم یمیز بین یهودى من الجیل الأول لیهودى ابن عشرة أجیال.
کذلک فعل الإسرائیلیون، نظروا الى الکل دون تمییز...کلکم مذنبون قالت لهم النظرات الثاقبة. کلکم صابون. لأن هذا ما قام به هتلر بکم. یمنع ان تتکلموا بالألمانیة. یمنع أن تعزفوا فاغنر. . شتراوس – راوس. “
تعود معظم المقابر ومرتفعات رماد الجثث من المحرقة الى الاشکنازیین. کان دمار یهود أوروبا دمارا اشکنازیا وکذلک کانت حرب الاستقلال بجلها اشکنازیا؛ کانت هذه حرب أبناء الهجرات الطلائعیة من أوروبا؛ وحرب المهاجرین الجدد الذین جاءوا من معسکرات الموت فى المحرقة مباشرة إلى ساحات المعارک فى اللطرون والنقب وفى باقى الجبهات.
جاء الیهود من الدول الإسلامیة بشکل مفاجئ. قفزت عملیة التحضیرات الصهیونیة السیاسیة والثقافیة عن کل معظم الشعب المهاجر من الیمن المغرب لیبیا الجزائر والهند وباقى المناطق. فى الوقت الذى تأججت فیه مشاعر القومیة لدى الیهود فى اوروبا وخاصة الشرقیة منها خلال عشرات السنین...کانت هذه المشاعر لدى الیهود فى الدول الشرقیة نائمة...لست متأکدا فیما إذا کان الرأى العام لدى یهود العالم الإسلامى جاهزا فى أعماق وعیه السیاسى لمثل ما کان لدى یهود أوروبا. ومن الممکن أن ذاک کان مفضلا بهذا الشکل.
فى الوقت الذى تغیرت فیه قسرا الجالیات الیهودیة فى الشرق الأوروبى وجد فیه قادة المشروع الصهیونى فى فلسطین والدولة الجدیدة الفتیة أنفسهم بخضم هزة أرضیة بعد إبادة یهود أوروبا. تحولت القیادة التقلیدیة لقیادة دون شعب مشابه لها. مثل قمة الشجرة دون جذعها. مثل جزیرة دون بحر یحیط بها ویتمدد على شواطئها.
مسألة تدهور وسقوط قیادة الدولة التقلیدیة کانت مسألة وقت. بدأت قیادة أخرى بالصعود الى قمة القیادة. کانت جذور هذه القیادة متجذرة فى الصدمات التراوماتیة وبالآلام والتى کان بمقدورها ان توحد إئتلاف المتضررین- وهذه هى التى تحکم إسرائیل إلى هذه الأیام. “ "ص 53 -56"
(الموضوع للمحامی الفلسطینى خالد کساب محامید )
ن/25