الوحدة 8200 تنصتت على مکالمات عبد الناصر وفککت شفراتها السریة
ضابط مخابرات إسرائیلی سابق: الوحدة 8200 تنصتت على مکالمات عبد الناصر وفککت شفراتها السریة
أصدرت دار نشر معراخوت التابعة لوزارة الحرب الإسرائیلیة الأسبوع الماضی کتابا لضابط الاستخبارات الإسرائیلیة السابق" یجأل شیفی " ، زعم خلاله أن المخابرات العسکریة الإسرائیلیة نجحت خلال حقبتی الخمسینیات والستینیات فی التنصت على الاتصالات اللاسلکیة التی کان یجریها الرئیس الراحل جمال عبد الناصر مع قائد القوات المسلحة عبد الحکیم عامر ، ومعرفة الشفرة التی کان یستخدمها الاثنان فی التراسل المتبادل بینهما ، فضلا عن رصدها أیضا للاتصالات اللاسلکیة بین عبد الناصر والعاهل الأردنی الراحل الملک حسین .
وادعى شیفی فی کتابه الذی حمل عنوان " سیاسة إسرائیل السریة فی سنوات الخمسینیات والستینیات " أن المخابرات العسکریة الإسرائیلیة تمکنت عن طریق الوحدة 8200 التابعة لها من رصد الاتصالات اللاسلکیة التی کان یجریها الرئیس الراحل جمال عبد الناصر مع قائد القوات المسلحة فی ذلک الوقت عبد الحکیم عامر ، وفک الشفرة التی کان یستخدمها الاثنان فی التراسل المتبادل بینهما ، فضلا عن رصدها للاتصالات اللاسلکیة بین عبد الناصر والملک حسین ، موثقا أقواله بعدد من الوثائق والصور للرسائل المتبادلة بـ"التلیکس" بین الاثنین .
وکشف شیفی عن أن جهاز المخابرات العسکریة الإسرائیلی (أمان) دشن منذ ثلاثة عقود قسما متخصصا فی مجال التجسس الالکترونی أطلق علیه اسم " الوحدة 8200" ، التی تلخص عملها فی المساهمة فی تقدیم رؤیة استخباریة متکاملة مع المعلومات التی توفرها المصادر البشریة القائمة من العملاء ، موضحا أن الوحدة کانت تعتمد على ثلاث صور من صور العمل فی المجال الاستخباری ، وهی: الرصد والتصنت، والتصویر، والتشویش " حسب قوله .
ویضیف ضابط الاستخبارات الأسبق أنه "على الرغم من تزوید الوحدة بأجهزة تجسس إلکترونیة إلا أنها لم تتمکن من معرفة أیة تفاصیل عن مناورات الجیش المصری التی أجریت فی فبرایر من عام 1960 فی شبه جزیرة سیناء وأنشطة القوات المصریة هناک أو أنواع التدریبات التی أجروها خلال تلک المناورات " ، وهو ما اعتبره أحد إخفاقات تل أبیب فی فترة الستینیات .
وزعم أن خطأ تل أبیب فی رصد تلک المناورات ورصد تفاصیلها سرعان ما تم تدراکه عبر أجهزتها الاستخباراتیة ، بعد أن "نجحت تل أبیب فی تجمیع تفاصیل عن نشاطات الجیش المصری فی سیناء فی الفترة السابقة لحرب 1967 ، وبالتحدید فی شهر مایو من هذا العام " .
وکشف شیفی فی کتابه المزید من التفاصیل عن عملاء وجواسیس تل أبیب فی مصر وعدد من الدول العربیة ، معددا إخفاقات ونجاحات تل أبیب فی التجسس على تلک الدول ، دون أن یذکر الأسماء الحقیقیة لهؤلاء العملاء .
وخصص الکتاب فصلا عن تأثیر المعلومات التی کانت تصل عن الجیش المصری على تل أبیب وأجهزتها الأمنیة ، مشیرا إلى أنه " کثیرا ما کانت تؤدی معلومة جدیدة إلى صراعات بین الأجهزة الأمنیة والسیاسیة ، کان على رأسها الصراع الذی نشب بین کل من حاییم لوسکوف قائد الجیش الإسرائیلی والرئیس الإسرائیلی الأسبق حاییم هرتسوج " ، معللا ذلک بحدة الصراع بین الأجهزة الأمنیة داخل تل أبیب ، والتی کانت تدفع جهازا أمنیا إلى تکذیب معلومات یقدمها جهاز منافس له .
م/ن/25