المنسق الأمریکی فی الشرق الأوسط أعد تقریرا لاذعا ضد سیاسة إسرائیل وأمریکا فی المناطق الفلسطینیة المحتلة
المنسق الأمریکی فی الشرق الأوسط أعد تقریرا لاذعا ضد سیاسة إسرائیل وأمریکا فی المناطق الفلسطینیة المحتلة
کشف النقاب فی تل أبیب عن أن المبعوث الأمنی الأمریکی للشرق الأوسط، الجنرال فی الاحتیاط جیمس جونز، أعد تقریرا شدید اللهجة یشمل انتقادات لاذعة للکیان الصهیونی بسبب سیاستها فی المناطق الفلسطینیة المحتلة، وأیضا بسبب تعاملها مع الأجهزة الأمنیة الفلسطینیة، التابعة للرئیس الفلسطینی محمود عباس (أبو مازن).
وقالت صحیفة (هآرتس) الإسرائیلیة إن تلخیص التقریر قد عمم بشکل مقلص على عدد صغیر من صناع القرار فی واشنطن، الأمر الذی أدى إلى شعور بعدم الارتیاح لدیهم من التقریر ومن لهجته الحادة ضد إسرائیل. ونقلت الصحیفة الإسرائیلیة عن مصادر أمریکیة وصفتها بأنها رفیعة المستوی قولها إن الإدارة الأمریکیة ما زالت تتخبط فی مسألة نشر التقریر، ولم تتخذ حتى الآن قرارا فیما إذا کانت ستسمح للجنرال الأمریکی بنشر التقریر بشکل مفصل، أو أنها ستقرر الاکتفاء بالتلخیص الذی عمم على عدد صغیر فی الإدارة على أنه سری للغایة، خصوصا وأن فترة الرئیس الأمریکی جورج بوش، ستنتهی فی کانون الثانی /ینایر من العام القادم، على حد تعبیر المصادر.
وأشار المراسل السیاسی للصحیفة باراک رافید إلى أن الجنرال جونز عین فی منصبه الحالی من قبل وزیرة الخارجیة الأمریکیة کوندولیزا رایس، بعد لقاء انابولیس فی الولایات المتحدة الأمریکیة فی شهر تشرین الثانی /نوفمبر من العام الماضی، و وفق کتاب التعیین فقد طلبت الإدارة الأمریکیة من المبعوث جونز إعداد إستراتیجیة تمکن من التوصل إلى هدوء أمنی فی المنطقة، فی ظل المفاوضات السیاسیة بین الإسرائیلیین والفلسطینیین، ومن خلال هذا التعیین قام الجنرال جونز بفحص الأجهزة الأمنیة الفلسطینیة العاملة فی الضفة الغربیة المحتلة، والذی یعکف جنرال أمریکی آخر هو کیث دایتون، على عملیة إعادة تأهیل هذه الأجهزة وتحضیرها لتسلم المهام الأمنیة بعد التوصل لاتفاق بین الکیان الصهیونی وبین السلطة الوطنیة الفلسطینیة. ولفتت الصحیفة إلى أن الجنرال الأمریکی قام بزیارات مکوکیة إلى إسرائیل واجتمع إلى کبار المسؤولین فی المستوی الأمنی، کما اجتمع إلى قادة جیش الاحتلال الإسرائیلی، بالإضافة إلى ذلک اجتمع إلى کبار المسؤولین السیاسیین والأمنیین فی السلطة الفلسطینیة.
وقالت الصحیفة أیضا طبقا لمصادر أمریکیة وإسرائیلیة متطابقة إن الجنرال جونز کوّن وجهة نظر معادیة جدا لإسرائیل، وأضافت أن العدید من قادة الجیش الإسرائیلی الذی التقوا بالجنرال جونز فی زیارته الأخیرة إلى إسرائیل قبل حوالی أسبوعین قالوا إنهم تلقوا الانطباع بأن التقریر الذی أعده الجنرال الأمریکی هو صعب جدا ویصف إسرائیل بصورة سیئة للغایة، على حد تعبیرهم.
ووفق أقوالهم فإن الحدیث یدور عن أمرین هامین جدا: الأمر الأول هو تعریف إسرائیل لأهدافها الإستراتیجیة فی الضفة الغربیة المحتلة، فی ظل التوصل إلى اتفاق سلام بین الإسرائیلیین والفلسطینیین، والتی تطالب إسرائیل بتوسیعها، کما أقرت شعبة التخطیط فی هیئة الأرکان العامة للجیش الإسرائیلی قبل فترة وجیزة، أما الأمر الثانی فهو العلاقة بین قوات الاحتلال وبین الأجهزة الأمنیة التابعة للرئاسة الفلسطینیة.
وزادت المصادر عینها قائلة إن تقریر جونز یشن هجوما کبیرا على سیاسة الولایات المتحدة فی القضیة، حیث یقول الجنرال الأمریکی فی تقریره إن الولایات المتحدة لم تف بتعهداتها للسلطة الفلسطینیة بإعادة تأهیل الأجهزة الأمنیة، کما أن هناک حالة من الفوضی فی الإدارة الأمریکیة، حیث لا یوجد أی تنسیق بین أذرعها المختلفة، الأمر الذی أدى فی نهایة المطاف، وفق التقریر، إلى عدم تمکن السلطة الفلسطینیة من تشکیل قوات أمنیة فاعلة ومجهزة. وأکدت الصحیفة نقلا عن نفس المصادر أن التقریر سبب إرباکا کبیرا للإدارة الأمریکیة، حیث یطالب العدید من کبار المسؤولین بمنع نشره، خصوصا قبل الانتخابات الرئاسیة فی أمریکا والتی من المقرر إجراؤها فی تشرین الثانی /نوفمبر القادم.
ولکنّ الجنرال الأمریکی الذی أعد التقریر یصر على نشره کاملا، کما أکدت المصادر للصحیفة الإسرائیلیة.
م/ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS