أزمة میاه متفاقمة بإسرائیل تنذر بمخاطر تزاید الصراع على مصادرها بالمنطقة
أزمة میاه متفاقمة بإسرائیل تنذر بمخاطر تزاید الصراع على مصادرها بالمنطقة
تبدأ لجنة تحقیق رسمیة فی الکیان الصهیونی الیوم الأحد بحث أزمة المیاه الخطیرة، ووضع توصیات لمواجهتها.
ویأتی تشکیل هذه اللجنة تنفیذا لقرار اتخذه الکنیست الأسبوع الماضی بهدف معالجة الإخفاقات التی حالت دون تطبیق توصیات لجان مهنیة کثیرة سابقة بهذا الخصوص، علاوة على تجاهل قرارات الحکومة.
وتهدف اللجنة التی بادر لها النائب زبولون أورلیف (المفدال–الاتحاد القومی) إلى بلورة توصیات عملیة قصیرة وبعیدة المدى لتأمین کمیات المیاه المطلوبة للاحتیاجات الیومیة بصورة منتظمة.
ویرى أورلیف أن أزمة المیاه لیست کارثة طبیعیة من السماء بقدر ما هی من صنع ید الإنسان عقب الإخفاقات المتتالیة لحکومات إسرائیل المتعاقبة.
کمما اتهم الحکومات بتغلیب الاعتبارات الاقتصادیة الآنیة، والتغاضی عن الاستثمارات بعیدة المدى المطلوبة لإنشاء مرافق تحلیة المیاه وترمیم وصیانة المستودعات المائیة الجوفیة وحفر آبار جدیدة وبلورة خطة للاقتصاد باستهلاک الماء وترشیده واستخدام المیاه العادمة للزراعة.
وتؤکد معطیات مصلحة المیاه أن الشتاء الأخیر هو الأکثر جفافا طوال السنوات العشر الماضیة حیث لم یتعد معدل الرواسب فیه 65% من المتوسط العام (450 ملم سنویا) وحذرت من مخاطر حقیقیة تهدد انتظام دورة میاه الشرب والزراعة والصناعة.
کما کشفت مصلحة المیاه فی بیانها أن مخزونی المیاه الجوفیة فی الجبل والساحل وهما أکبر مجمعین لماء الشرب إضافة لبحیرة طبریا، قد انخفض منسوبهما حتى "الخط الأحمر" خاصة المجمع الجوفی "رأس العین".
أما بحیرة طبریا فتعانی من تصحر جراء انحسار الرواسب السنوات الأخیرة وضخ المیاه للزراعة فی منطقة النقب، حیث انخفض منسوبها إلى ما تحت الخط الأحمر الذی یأتی قبل الخط الأخیر-الأسود (219 مترا تحت سطح البحر) الذی یعنی حظر ضخ الماء بتاتا.
بموازاة ذلک صادق المجلس الوزاری المصغر للشؤون الاقتصادیة-الاجتماعیة برئاسة وزیر المالیة رونی بار أون على خطة شاملة لتطویر تقنیات تکنولوجیة مائیة بالفترة الممتدة بین 2009 و2011، ورصد میزانیة خاصة بقیمة 31 ملیون دولار.
کما تم توکیل خبراء فی وزارة الصناعة برعایة خطة لتشجیع البحث العلمی فی مجال المیاه، وإقامة مرکز تکنولوجی وطنی للمیاه مرکزه النقب.
ومن ناحیة اخرى لفت الجغرافی الدکتور عمر خطیب إلى أن عدة أسباب تقف خلف أزمة المیاه المتفاقمة فی إسرائیل منها کونها بمنطقة شبه صحراویة، وقلة مصادر المیاه، والتزاید السکانی، وارتفاع مستوى المعیشة، إضافة لتوالی سنوات قحط.
کما أشار فی تصریح للجزیرة نت إلى ظاهرة هدر المیاه خلال الاستخدام الیومی بوصفه سببا آخر لأزمة المیاه، موضحا أن ذلک دفع الحکومة للبدء بحملة دعائیة واسعة لترشید استهلاک المیاه والاقتصاد بها.
وأوضح خطیب أن أزمة المیاه فی إسرائیل والمنطقة تنذر بمخاطر تزاید الصراع على مصادرها خاصة مع دول الجوار العربی.
وکانت الحکومة الاسرائیلیة قد عممت على کافة موظفی الوزارات والشرطة والجیش والمؤسسات الرسمیة إرشادات توعیة، دعتهم فیها للتنبه لصلاحیة خطوط المیاه حفاظا علیها من الهدر وللتوفیر بالاستهلاک والانتقال لری الحدائق المنزلیة فی ساعات اللیل فقط.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS