الاحد 13 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

الحرب الباردة الأردنیة - الفلسطینیة

الحرب الباردة الأردنیة - الفلسطینیة

 

شهدت العلاقات الأردنیة – الفلسطینیة الکثیر من التوترات هذا وبرغم التهدئة التی استمرت لفترة طویلة بین النظام الملکی الأردنی وحرکات المقاومة الفلسطینیة فی الفترة الممتدة من أحداث أیلول الأسود 1970م وحتى الآن، فإن هذه الفترة ظلت تحمل ملامح وبصمات الحرب الباردة الفلسطینیة – الأردنیة.

* ماذا تقول التطورات الجدیدة:

أعلن وزیر الإعلام الأردنی رسمیاً عن انعقاد لقاءات واجتماعات بین بعض المسؤولین الأردنیین الکبار مع بعض زعماء حرکة حماس من أجل حل المشاکل والقضایا الأمنیة العالقة بین الطرفین. هذا، ومن المعروف أن أبرز المشاکل على خط حماس – عمان تتمثل فی الآتی:

• علاقات وروابط حماس مع الحرکة الإسلامیة الأردنیة المعارضة للنظام الملکی الأردنی.

• استخدام حماس للأراضی الأردنیة کمعبر لتمریر الإمدادات لعناصر الحرکة فی الأراضی الفلسطینیة وعلى وجه الخصوص فی الضفة الغربیة.

• شکوک النظام الأردنی فی علاقات حماس مع المقاومة العراقیة.

• قیام السلطات الأردنیة بملاحقة واعتقال عناصر حماس.

• دعم السلطات الأردنیة للسلطة الفلسطینیة وحرکة فتح الذین یمثلون خصوم حماس فی الوقت الحالی.

هذا، وتقول المعلومات بأن اجتماعات حماس مع السلطات الأردنیة الجاریة حالیاً وقد یترتب علیها ارتفاع التوترات خاصة وأن السلطات الأردنیة تحاول الضغط فی هذه الاجتماعات على حرکة حماس لکی تقبل المزید من التنازلات.

وتجدر الإشارة إلى أن آخر توتر على خط حماس – عمان کان قبل حوالی عامین عندما قامت السلطات الأردنیة باعتقال ثلاثة من عناصر حماس تحت طائلة اتهامات تتعلق بتورطهم فی الأنشطة الإرهابیة وعملیات تهریب الأسلحة وقد نجح الطرفان آنذاک فی تجمید الخلاف بما أدى إلى التهدئة.

* اجتماعات حماس – عمان: أبرز الدلالات والخلفیات غیر المعلنة.

انخرط النظام الأردنی بقوة ضمن تحالف المعتدلین العرب الذی شهدت الساحة السیاسیة الإقلیمیة العربیة صعوده بقیادة مثلث عمان – القاهرة – الریاض وبإشراف أمریکی – إسرائیلی وبعد مرور عامین تآکلت أجندة تحالف المعتدلین العرب وبدا واضحاً أن رهانات أرکانه قد استنفدت مقوماتها وبرغم ذلک تشیر عملیة تحلیل الأداء السلوکی المیدانی الجاری إلى وجود محاولة جدیدة لإعادة إنتاج ملف المعتدلین العرب وذلک ضمن صیغة جدیدة یغلب علیها الطابع اللیکودی هذه المرة.

الملامح البارزة لما یجری تحت سطح دبلوماسیة المعتدلین العرب تتمثل فی الآتی:

• محاولة مصریة لممارسة الضغوط على قطاع غزة.

• محاولة أردنیة لممارسة الضغوط على الضفة الغربیة.

وإذا کانت المحاولة المصریة الهادفة للضغط على قطاع غزة والسیطرة علیه عبر تفعیل بنود خطة الإحدى عشر بنداً المدعومة سعودیاً وبالتالی أمریکیاً وإسرائیلیاً فهل اجتماعات عمان – حماس هی نقطة البدایة لوجود خطة أردنیة تهدف إلى الضغط على الضفة الغربیة والسیطرة علیها عبر تفعیل بنود الخطة على غرار نموذج الخطة المصریة – السعودیة إزاء غزة، وذلک على النحو الذی یمکن القول معه بأن هدف خطة غزة وهدف خطة الضفة الغربیة هو تنفیذ النموذج الذی سبق أن اقترحه بنیامین نتینیاهو زعیم اللیکود الإسرائیلی ووجد التأیید والمساندة بواسطة خبراء اللوبی الإسرائیلی، وبکلمات أخرى هل تم تحویل هذه الفکرة إلى سیناریو عملی لقنته الإدارة الأمریکیة لمثلث القاهرة – عمان – الریاض وبدأنا نشهد أولى خطواته العملیة المیدانیة؟

* الإدراک الملکی الأردنی لحرکة حماس: الخلفیات غیر المعلنة:

خلال شهری نیسان وأیار عام 2006م قامت أجهزة الأمن الأردنیة باعتقال أکثر من عشرین شخصاً بتهمة الانتماء لحرکة حماس، وإضافةً لذلک اعتقلت ثلاثة فلسطینیین واتهمتهم بتجمیع معلومات استخباریة عن المنشآت الإسرائیلیة والمتعاملین معها داخل الأردن وتمریر هذه المعلومات إلى زعماء حرکة حماس الموجودین خارج الأردن.

لاحقاً وبعد ذلک، عرض التلفزیون الأردنی اعترافات المتهمین الثلاثة المتعلقة بنوایاهم استهداف المنشآت الإسرائیلیة وأجهزة الأمن الأردنیة إضافةً إلى أنواع الأسلحة والمتفجرات الإیرانیة الصنع وبعد انقضاء فترة أدانت إحدى المحاکم الأردنیة المتهمین وأصدرت فی حقهم أحکاماً بالسجن لفترات طویلة.

تشیر التحلیلات إلى أن النظام الأردنی ما زال ینظر ویتعامل بحذر شدید مع حرکة حماس وبالمقابل ما زالت حرکة حماس تنظر وتتعامل بحذر شدید معه وعلى هذه الخلفیة تؤکد التوقعات بأن الحرب الباردة بین حماس وعمان ستستمر لفترة طویلة قادمة.

* الضغوط المتبادلة ومحفزات الحرب الباردة:

من الواضح للعیان أن تحفظات وشکوک النظام الأردنی إزاء حماس ما تزال وستکتسب دینامیکیة أکبر بسبب مجموعة من العوامل أبرزها:

• الضغوط الخارجیة على عمان:

- الضغوط الإسرائیلیة على عمان وهی ضغوط تقوم على أساس خلفیات وبنود اتفاقیة السلام الأردنیة – الإسرائیلیة وما ترتب علیها من التزامات ومسؤولیات على عمان.

- الضغوط الأمریکیة على عمان وهی ضغوط تقوم على أساس خلفیات التفاهم على خط عمان – واشنطن وملفات الحرب على الإرهاب ودور أمریکا کضامن لأمن إسرائیل ولاتفاقیة السلام الأردنیة – الإسرائیلیة.

• الضغوط الداخلیة على عمان:

- ضغوط اقتصادیة بسبب ارتفاع الأسعار وعلى وجه الخصوص أسعار مواد الغذاء والوقود إضافةً إلى عدم ارتفاع معدلات الأجور.

- ضغوط تزاید التوجهات الإسلامیة بسبب اتساع نطاق الرأی العام الأردنی لحرکات المقاومة الإسلامیة السنیة فی العراق والمقاومة الإسلامیة السنیة فی فلسطین.

- ضغوط الإنتلجینسیا الأردنیة المتمثلة فی مطالبة النخب الفکریة والثقافیة الأردنیة للنظام بضرورة إجراء المزید من الإصلاحات المؤدیة إلى تعزیز الشراکة واقتسام السلطة والثروة إضافة1ً إلى إعطاء الشرائح والفئات الاجتماعیة دوراً أکبر فی عملیة صنع واتخاذ القرار بعدما ظل البلاط الملکی الأردنی یهیمن علیها طوال الحقب الماضیة التی أعقبت استقلال الأردن.

 ازدواج الضغوط الخارجیة والداخلیة دفع النظام الأردنی إلى محاولة البحث عن مخرج من خلال الانخراط والمشارکة الفاعلة فی سیناریو تحالف المعتدلین العرب. هذا، وتشیر الاستنتاجات إلى أن تصاعد الضغوط الداخلیة والخارجیة والتمادی فی محاولة کسر إرادة حرکة حماس ستزید من احتمالات تصعید المواجهة على خط عمان – حماس  وهو أمر کان من المستبعد أن یصل إلى مستوى نموذج حرب أیلول الأسود فإن تداعیاته ستکون أکثر خطورة على استقرار النظام الأردنی لأن إشعال سیناریو صراع حماس – النظام الأردنی سیؤدی هذه المرة إلى اجتذاب الکثیر من الفئات والشرائح والقوى السیاسیة الأردنیة إلى جانب حماس وعلى وجه الخصوص الحرکة الإسلامیة الأردنیة التی أصبحت أکثر سخطاً ضد توجهات عمان الموالیة للولایات المتحدة الأمریکیة والهادفة إلى استرضاء تل أبیب.

فهل ستسعى عمان إلى تهدئة التوتر مع حماس أم أنها ستمضی فی اتجاه التصعید؟ وبالتأکید ستلجأ عمان إلى التهدئة مع حماس إذا استطاع البلاط الملکی الأردنی أن یدرک بأن صراع عمان – حماس هو أحد الأحلام والأمانی الغالیة على إسرائیل لأنه سیتیح لها فرصة عبور  نهر الأردن والدخول إلى عمان لمساعدة حلفائها وعندها سوف لن تعود القوات الإسرائیلیة مرة أخرى لأن تل أبیب ستتمسک بضرورة البقاء فی عمان لحمایة الحلفاء ومحاربة الإرهاب تماماً مثلما تحاول واشنطن القیام به حالیاً العراق!!

م/ن/25


| رمز الموضوع: 139631







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. أسير إسرائيلي: إذا أردتم أن تعرفوا عدد الأسرى إسألوا سارة نتنياهو
  2. إصابة 9 جنود إسرائيليين بينهم نائب قائد فرقة وقائد كتيبة في الشجاعية بغزة
  3. في إطار جمعات الغضب.. مدن إيرانية تنظم وقفات تضامنية مع غزة
  4. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  5. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  6. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  7. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  8. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  9. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  10. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  11. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  12. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)