دور الموساد الیهودی فی الحرب على العراق
دور الموساد الیهودی فی الحرب على العراق
نهج مساعد وزیر الدفاع الأمیرکی الذی یترأس وحدة البنتاغون السریة (مکتب الخطط الخاصة) إلى اختلاق معلومات استخبارتیة تقوم على وجود علاقة بین حکومة صدام ومنظمة القاعدة بهدف إعداد التبریر اللازم للولایات المتحدة لخوض حرب على العراق.
تلک المقولة) التی کان مشکوکاً بها أصلاً منذ أمد طویل) أکد المفتش العام فی وزارة الدفاع الیهودی توماس غمبل عدم صحتها فی تقریر نشره بتاریخ 5 نیسان الحالی بطلب من الیهودی کارل لیفن رئیس اللجنة العسکریة التابعة لمجلس الشیوخ:
" لقد کان کل من نائب وزیر الدفاع الیهودی بول وولفوتیز ودوغلاس فیث من المجموعة المؤثرة للمحافظین الجدد المؤیدین لإسرائیل فی إدارة بوش التی استغلت أحداث 11 أیلول 2001 للتخطیط للحرب على العراق. أشار تقریر المفتش العام بأن دوغلاس فیث أعد تقاریر استخباراتیة تزعم وجود علاقة بین العراق والقاعدة فی مجالات التدریب والتمویل وتأمین العملیات اللوجستیة, ولتأکید ادعاءاته تلک عمد إلى اختلاق موضوع حصول لقاءات فی براغ عام 2001 بین محمد عطا ( أحد المشارکین باختطاف الطائرة التی صدمت برج التجارة العالمی وأحمد العانی (أحد مسؤولی الاستخبارات العراقیة) وسرب ما توصل إلیه من استنتاجات کاذبة إلى مجلة الویکلی ستاندرد التابعة للمحافظین الجدد التی یرأس تحریرها الیهودی ولیم کریستول وعرف عنها منذ أواخر التسعینیات بأنها تدعو باستمرار إلى تغییر النظام فی العراق. "
نتیجة التدقیق الذی قامت به کل من الاستخبارات المرکزیة (CIA) ووکالة استخبارات الدفاع (DIA) تبین عدم صحة المعلومات التی تقدم بها فیث, وأنه لیس ثمة مؤشرات تدل على وجود علاقة بین العراق والقاعدة أو أی تعاون مشترک بینهما.
لکن فیث لم یرضَ بتلک النتیجة وعمد إلى تکذیبها مقدماً دلیله المزیف إلى کل من الیهودی لویس لیبی ونائب رئیس الأمن القومی ستیفن هاردلی وفی الوقت المناسب تقدم به إلى کل من الرئیس بوش ونائبه دیک تشینی اللذین استخدما هذا التقریر فی خطاباتهما بهدف تهیئة الرأی العام الأمیرکی لخوض الحرب على العراق فی آذار/ ,2003 وقد حققت تلک المقولة الآثار التی کانوا یرمون إلیها. قال السیناتورالیهودی کارل لیفن فی بیان تقدم به مؤخراً بأن تقریر وزارة الدفاع قد أوضح الأسباب التی دعت دوغلاس فیث إلى تقدیم تقاریر استخباراتیة غیر صحیحة تقوم على وجود علاقات بین العراق والقاعدة لإیجاد مبررات لحرب کانت نتائجها کارثیة على الولایات المتحدة والعراق وکامل منطقة الشرق الأوسط.
إن هدف فیث ورفاقه من المحافظین الجدد هو دعم أمن إسرائیل عبر تدمیر دولة عربیة قویة, وإزالة أی تهدید لها, واعتبار ذلک خطوة أولى لإجراء تغییر شامل فی المنطقة.لکن ما حصل فعلاً هو أن الولایات المتحدة تلقت صفعة لنفوذها السیاسی وسلطتها الأخلاقیة إضافة إلى التکالیف المالیة الباهظة التی تکبدتها وما انتهت إلیه من تدن فی القدرات القتالیة لقواتها المسلحة, أما إسرائیل فإنها الآن تواجه النهضة الإیرانیة وأصبحت أقل أمناً مما کانت علیه قبل الحرب على العراق.
إن التقاریر التی تقدم بها دوغلاس فیث ورفاقه من المحافظین الجدد لم تحقق النجاح الذی یصبون إلیه, ولم تتح لهم التکتل مع دیک تشینی ودونالد رامسفیلد, على الرغم من اقترانها بموافقة بوش الذی یتعین علیه أن یأسف على ما اتخذه من قرار خاطىء, وها هم مستشاروه یبذلون قصارى جهدهم للخروج من المستنقع العراقی. وبذلک فإن ما قامت به إسرائیل وأصدقاؤها الأمیرکیون لدفع الولایات المتحدة إلى حرب العراق یجب أن ینظر إلیه باعتباره من أکثر العملیات التخریبیة التی قامت إسرائیل بها ضد العالم الإسلامی.
تسعى إسرائیل إلى زعزعة الاستقرار لدى جیرانها اعتقادا منها بأن ضعف وتقسیم العالم العربی سیحقق مصالحها, وکان لها دور فی العملیة التحریضیة التی قامت بها الولایات المتحدة إبان الحرب العراقیة-الإیرانیة, حیث کانت تسعى جاهدة إلى زیادة سعیر تلک الحرب بهدف أضعاف عدوتین محتملتین لها وهما العراق وإیران فضلاً عما کانت تقوم به من جهود تهدف إلى عدم وحدة القوتین العسکریتین السوریة والعراقیة.
والسؤال هل یمکن لإسرائیل أن تسعى إلى تحقیق أمن طویل المدى عبر إقامة علاقات ودیة مع جیرانها العرب ؟
) المقال بقلم باتریک سیل البریطانی )
م/ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS