مصادر فلسطینیة: المبادرة المصریة ملغومة
مصادر فلسطینیة: المبادرة المصریة ملغومة
لا یوحى الحوار الفلسطینى ـ المصرى الجارى بالتناوب مع فصائل فلسطینیة تزور وفود منها العاصمة المصریة بالتتابع، بقرب التوصل إلى نتائج عملیة على الأرض، لیس فقط لصعوبة توصل الفصائل الفلسطینیة إلى الحل التوافقى المطلوب، فى ضوء تباین الإجابات التى بعثت بها لعمرو سلیمان مدیر المخابرات المصریة، وحصلت "العرب اونلاین" على نسخ من عدد مهم منها، وإنما کذلک بسبب عدم الرغبة المصریة فى التوصل إلى حل سریع للأزمة الفلسطینیة المتفاقمة.
وحتى نهایة رمضان ستتواصل زیارات الوفود الفلسطینیة، لکن الحوار الوطنى لن یبدأ قبل شهر تشرین أول- اکتوبر المقبل، إن تعجلت القاهرة توجیه الدعوة له، ولم تعمل على التأجیل لحین بدء انتخابات الرئاسة الأمیرکیة فى تشرین ثانی- نوفمبر، أو إلى ما بعد انتقال الرئاسة إلى الرئیس الأمیرکى المقبل فى کانون ثانی/ ینایر من العام المقبل.
وترى أوساط مطلعة على الملفات، أن سبب التأجیل المصرى یکمن أساسا فى عاملین، أولهما :
الرغبة فى التخلص من الفیتو الأمیرکى للإدارة الأمیرکیة الحالیة على الحوار الوطنى الفلسطینی، والثانى الأمل المصرى فى أن یتم اسقاط حکومة "حماس" فى غزة قبل ذلک الوقت.
وحسب نفس الأوساط، فإن هذا الأمل یبنى على مجموعة خطوات وإجراءات تتالى بتسارع لافت، منها تفجیرات الشاطئ فى غزة، والصدام المسلح مع عائلة حلس، والإضراب عن العمل الذى دعت له ونظمته ورعته حکومة سلام فیاض فى وزارات ومدارس غزة، والإلحاح فى الدعوة إلى ارسال قوات أمن عربیة إلى غزة مهمتها المساهمة فى إسقاط حکومة "حماس"، والإصرار على مواصلة الحصار للقطاع، مع عرقلة صفقة تبادل الأسرى، والحرص الإسرائیلى على خرق التهدئة کلما لاحت فرصة.
و وصفت مصادر فلسطینیة أن المبادرة المصریة تتضمن نقاطا ملغومة، منها تجمید عمل القوة التنفیذیة التابعة لحرکة "حماس"، والإبقاء على عمل الشرطة برقابة مؤقتة من لجنة عربیة محایدة، وتولى فریق أمنى عربى بقیادة مصریة الإشراف على ترتیب وحل المسائل الخلافیة المتعلقة بالأجهزة الأمنیة.
کما أن إرسال قوة عربیة بقیادة مصریة إلى قطاع غزة للمساهمة فى حفظ الأمن قوامها ثلاثة آلاف عنصر، من شأنه أن یساهم فى المساعدة على تشکیل حکومة انتقالیة مهمتها الإعداد لإجراء انتخابات تشریعیة ورئاسیة قبل آذار- مارس من العام المقبل على قاعدة الإلتزام ببرنامج منظمة التحریر الفلسطینیة، والمطالبة بالتزام کافة الفصائل بالإتفاقیات الدولیة التى وقعت علیها السلطة والتزمت بها.
وذلک إلى جانب رفض القاهرة دعوة الفصائل الحلیفة لحرکة "حماس" للمشارکة فى الحوار مثل جبهة النضال الشعبی/جناح خالد عبد المجید، جبهة التحریر الفلسطینیة/ جناح أبو نضال الأشقر، الحزب الشیوعى الفلسطینى الثوری/ بزعامة عربى عواد.
ولقد کان طبیعیا رفض حرکة "حماس" لهذه النقاط کونها تعمل على تعزیز سلطة الرئیس محمود عباس على حسابها، وتفرض سیاسات واستراتیجیات علیها قبل ظهور نتائج الإنتخابات التشریعیة المبکرة التى تطالب بها، وقد تفوز بها "حماس" مجددا، ولکن بعد أن تتراجع عن برنامجها لصالح المبادرة المصریة، والبرنامج الذى هزمته صنادیق الإقتراع فى الإنتخابات السابقة وقد تتکرر هزیمته فى الإنتخابات المقبلة.
وأمام کل ذلک فقد تباینت وجهات نظر الفصائل الفلسطینیة، ودلل الرد الفتحاوى الشفوى على سوء نیة، برفض البند الخامس فى المبادرة المصریة الذى یقول بـ "الإلتزام بوحدانیة وشرعیة تمثیل منظمة التحریر الفلسطینیة لکافة شرائح الشعب الفلسطینی، وفق شروط منها أن البدء بالإصلاح وإعادة هیکلة منظمة التحریر مع انطلاق الحوار الفلسطینی، على أن یتم الإنتهاء من ذلک خلال أربعة أشهر "وهذا تحدیدا ما رفضته فتح".
وکذلک،إقتراح اعتماد مقاییس انتخابیة عامة ومؤسساتیة واستطلاعیة لتحدید نسب التمثیل فى مؤسسات المنظمة.
وقد تباینت ردود الرئیس محمود عباس بصفته رئیسا للسلطة، وللجنة التنفیذیة لمنظمة التحریر، والقائد العام لحرکة "فتح"، وحرکة الجهاد الإسلامی، والجبهة الدیمقراطیة، والجبهة الشعبیة، وحرکة "حماس"، والجبهة الشعبیة/ القیادة العامة فى مواقفها ومطالبها، ورکز بعضها "الشعبیة/القیادة العامة" على ضرورة مشارکة جمیع الفصائل التى لم تدع للمشارکة فى دورات الحوار السابقة، وهو ما تم الإتفاق علیه بین فصائل التحالف الوطنى الثمان، فیما رکز البعض الآخر على ضرورة إشراک سوریا فى الحوار إلى جانب مصر، وهو ما طالبت به الجبهة الشعبیة، بصفة سوریا الرئیس الحالى للقمة العربیة، کذلک عمرو موسى الأمین العام للجامعة العربیة.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS